تقاسيم على مرآة الحب
فريد النمر
” للذي أوزعنا ملامح حبه الأبدي الناصع البياض.. لعلي في يوم عروجه المكين “
..
سـأحتاج لي همساً له الضوء أهداه
كما زمزمٍ من خاطرٍ سالَ أقصاهُ
سأحتاج منه لفتةً بعضَ نظرةٍ
تقاسمني إياهُ ما تقصيه دنياه
وكاللغة العليا أجيؤه والهوى
يجوهر فيّ الحب إذ فاض أنقاه
له جذوة حبلى تصليه ليلكاً
يحاول أن يسمو على الوقت معناه
وكلّ أمانينا به كنّ عنده
تحدّثنا إن السنا فيه ..أحلاه
يخط لياليه ..كما اليتم باقة
تشاغلها الدنيا إذا اليتم أبداه
يراقبُ من خلف الأبوةِ كونَه
وخلفَ ستار العاشقين مَراياه
وما كفَّ عنّا يجتلي روح روحنا
لديه ..إليه .. نجتليها حناياه
نغيبُ ونأتي نحوه نحو قلبنا
كأنا ضحاياه المريدين تقواه
ونأوي له ..إن الحقيقة أوّلت
سنابل وحي الأرض والأرض تهواه
ولم يعطنا من قمحه غير ما لنا
إعادة ما كنا من التيهِ .. قلناه
حرسنا به ذات الليالي ولم نشأ
سوى أننا كنا الهدايا بيمناه
وكان سؤالٌ منه يرتاح بيننا
حملناه نحو الله والله حيّاه
ولم نستطع عنه انفراطا ولم نكن
ألفنا مواقيت الهوى عن محياه
نكاتب أقدار المرايا شفاهة
بنبضٍ خفيّ لم يملْ قيد مغناه
ولمّا رسمنا روحه بين روحنا
رأيناه في عينِ المنى ما تجلّاه
هنا روحه انصبت علينا سخيّة
بليلة قدرٍ أغدقتها عطاياه
كأن شرايين السماء تبوحه
إلى جهة المأوى التي فيها رؤياه
أخال هنا منذ أستقرّ كيانه
أذاب بنا من شهده ما تبناه
ولما سقاه الليل جرحَ انتابههِ
توزّع في الأكوانِ ما كان أخفاه
فأحنى رحيق الضوء لكن توهمت
لياليه أن تمحو من العطر أشذاه
وسافر فينا صوته حال مهجة
تسافر آلاءً مدىً ظلّ يغشاه
به منه جئنا من مرايا محمدٍ
عيالاً يغذّينا هدىً فاتبعناه
عشقناه ممهوراً بختم طهارة
إماماً أميراً صاحباً حين آخاه
وما كان إلا والحقيقة حظوة
تربي بنا الحق الصراطَ وترعاه
وآب كما آب المضيئون قبله
وللملكوت الحب أهداه ممشاه
نعم إنه لمّا يزل هاديا بنا
عرفناه مولىً من له الله مولاه
فرشنا له ..هذي موائد حبنا
تقيم له في خفقة القرب ذكراه
سمعناه فيها نبضة إثر نبضة
عقدنا عليها ما أفاضَ ..فكنّاهُ
عروجا يصلينا يشفّ جهاتنا
المباركة الأنفاس ..أحصي لها الله
عليٌ وما أدراك ما قاله الهوى
وماذا يقول الحقّ في سرّ نجواه
نزفنا له في ليلة الحزن روحنا
كما ينزف الجرح الحزين حكاياه
وعدنا به في نظرةٍ إثر نظرة
وعدنا به من حيثما الحبُ ناداه