أسرة علي آل عكيك: ابننا في غيبوبة.. وإدارة مستشفى الظهران لا تسمح لنا بزيارته منذ 5 أشهر توقف قلبه 5 دقائق.. وعاد إلى الحياة.. وأصابه تلف في الدماغ

صفوى: أمل سعيد

5 أشهر وأكثر. لا الأب، ولا الأم، ولا الزوجة، ولا أحد من الأهل؛ تمكّن من زيارة الشاب علي حسين آل عكيك، الواقع تحت غيبوبة منذ قرابة 11 شهراً. غيبوبة جرّتها عليه إصابة بفيروس كورونا، وخضع فيها للعلاج في 5 مستشفيات، في: صفوى، راس تنورة، الظهران، الدمام..!

أوهنه الإعياء، انخفض الأوكسجين في دمه، ارتفعت نسبة السكّر عنده، تعقدت الحالة، ليتوقف قلبه، ويدخل في الغيبوبة.

وحتى الآن؛ لا تعرف أسرته عنه شيئاً، لا يمكنها الوصول إليه، عد زيارة استثنائية لزوجته قبل شهر رمضان. ولا تستطيع معرفة مستوى حالته الراهنة، ولا إمكانية علاجه، ولا خطتها.. باختصار: أسرته لا تعرف شيئاً، حسب ما أفاد به والده وزوجته ووالدته في القصة المؤلمة التي سردوها لـ “صُبرة”..

وليس لدى أسرته أكثر من هذين المطلبين: أن تزوره في مستشفى الظهران العام حيث يخضع للرعاية، وأن تعرف البرنامج الطبي الذي يخضع لها ابنها الشاب الذي لم يُكمل عقده الرابع.

14 يوماً من الحجر

في البداية؛ تقول ريحانة آل اسعيد زوجة علي آل عكيك “أصيب كل من في البيت بالكورونا، وبعد التحليل طُلب منا حجر أنفسنا في المنزل لحين الشفاء وانتهاء 14 يوم من فترة الحجر المنزلي، وهكذا كان..، بعدها بيوم طلبت من علي أن نخرج لنتمشى قليلاً، وهناك وبعد أن أمضينا قرابة ربع الساعة في الممشى، قال لي: أشعر بدوخة، وبرغبة ملحة في دخول دورة المياه، فعرضت عليه أن أتصل بأحد ليأتينا؛ إذا إننا ابتعدنا عن السيارة، لكنه رفض وأصر أنه قادر، وفي السيارة اشتكى أنه لم يعد يرى بشكل واضح وكأن غمامة على عينيه، فأشرت عليه أن نذهب لمجمع عيادات قريب”.

الشاب علي قبل إصابته

تكمل آل اسعيد “وبمجرد أن دخل العيادات أخبرهم أنه متعب، وأنه كان مصابا بكورونا قبل أيام، وبعد أن رأته الطبيبة العامة أصروا عليه أن يذهب معهم بسيارة الإسعاف لنقله إلى مستشفى رأس تنورة، لكنه أبى بهدف أن يوصلني المنزل، وبالفعل جاء بي للبيت وسيارة الإسعاف تتبعنا”.

وتتابع آل اسعيد “ومن البيت إلى مستشفى راس تنورة الذي رفض استقباله وأحالوه إلى مستشفى صفوى، وبقي في صفوى يومين، ثم نقلوه إلى مستشفى البرج الطبي في الدمام، وعند سؤالنا عن السبب قالوا إن الأوكسجين لديه منخفض وتحليل السكر مرتفع، ولا بد من نقله”.

البرج الطبي

ومن جهته يقول والده حسين آل عكيك “وصل إلى البرج الطبي صباحاً، واتصل بنا وقال إنه بخير، كان أخوه برفقته، لكنهم لم يسمحوا له بدخول المستشفى، ولم يمض وقت قصير إلا واتصال من المستشفى يخبرنا بأن علياً غاب عن الوعي بعد وصوله وتوقف قلبه، وعملوا له إنعاش وعاد للحياة”.

يكمل آل عكيك بحرقة وألم “عاد ابني للحياة لكنه لم يعد، فمنذ تلك اللحظة وابني في غيبوبة لا نعلم متى سيفيق منها”.

وبحسب أخته فروة آل عكيك بقي أخوها في البرج الطبي قرابة 20 يوماً لم يعلموا عن حاله شيئاً سوى أن وضعه مستقر. ثم نُقل إلى المستشفى العسكري مع إفادة تقول بأنه مريض كورونا فقط.

المواطن حسين آل عكيك، والد الشاب

وتكمل فروة “اتصلنا بالدكتور المسؤول عنه في  المستشفى العسكري للاطمئنان عليه، لكنه بدل ذلك طلب منا شرح حالة أخي قبل وصوله إليهم، فحالة الإغماءة التي دخل فيها والحال التي وصل إليها تقول إنه أكثر من مريض كورونا، وعندما أخبرناه بأن السكر ارتفع عنده كثيراً، وقد توقف قلبه لمدة 4 إلى 5 دقائق، أخبرنا بأنهم عملوا له فحوصات وأشعة واتضح أن تلفاً أصاب خلايا الدماغ، وبلغت نسبته 80%، وعقّب: يبدو أن قلبه توقف طويلاً”.

ولأن المستشفى العسكري خاص بالعسكريين وعائلاتهم، وقد استقبلوا حالة علي عكيك لازدحام البرج الطبي وقتها؛ كان على أهله أن ينقلوه إلى مستشفى آخر، وقد خيّرهم العسكري وقتها بين 3 مستشفيات، المستشفى التخصصي بالدمام والمستشفى التعليمي بالخبر، والمستشفى العام بالظهران.

يقول والده “حاولنا نقله إلى المستشفى التعليمي أو التخصصي لكنهم رفضوا استقبال الحالة، ولم يبق أمامنا سوى مستشفى الظهران العام”.

تضيف زوجته آل اسعيد “نقل زوجي إلى مستشفى الظهران العام، وحيث لا يمكننا زيارته؛ كنا نأمل أن نكون على اطلاع بتطورات حالته، لكننا علمنا فيما بعد بأن المستشفى ليس فيه اختصاصيون لمتابعة الحالة، أو إعطاء تقارير مفصلة عنه، إنما هو طبيب باطنية يمر بعلي ليطمئن على استقرار وضعه، وممرضة تطلّ عليه بين حين وآخر..  بالمختصر نقل زوجي إلى دار رعاية لا أكثر”.

زيارات شحيحة

طالت فترة بقاء علي آل عكيك في المستشفيات، وزاد وجع أمه، وشوقها إليه، بل زاد حنينهم جميعاً، أمه وأبوه، زوجته وأخوته، كلهم كانت قلوبهم ترفرف طالبة ولو قليلاً من وصال، فابنهم طريح أسرة المستشفيات، ولا عين من عيون أحبته تراه، ولا يد أحد منهم تمسح على رأسه ليشعروا بقربه منهم ووجوده معهم.

تقول آل اسعيد “ذات يوم وبعد شهر من نقله وردني اتصال من الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى الظهران العام تخبرني بأني أستطيع أن أزوره، وأن الزيارة استثنائية، لم أصدق الخبر، ودون تأخير ذهبت مع والد زوجي إليه”.

5 دقائق وانتهت الزيارة

تكمل آل اسعيد “كان الوقت المسموح لنا بالبقاء معه 5 دقائق فقط، ثم طلبوا منا المغادرة”، وَ “كانت الزيارات يوم واحداً كل أسبوعين، لشخصين فقط، ودقائق معدودات، وبعد إلحاح وافقوا أن تكون لـ3 أشخاص، وبعد 3 زيارات أوقفوها مرة أخرى. حاولنا كثيراً في سبيل زيارته دون فائدة، وطالبنا بفحوصات جديدة لتقييم حالته، فأجابونا بأن حاله كما ورد في التقرير الذي جاء به من المستشفى العسكري، وأن ليست عندهم الإمكانيات العلاجية لإجراء الفحوصات، ولا اختصاصيون في المستشفى”.

أضعاف الألم

بملامح مشدوهة وعيون تترقب خروج الحروف المألوفة من شفاه أبنائها وزوجها، لتمتلئ دمعاً، كما هو الحال منذ 11  شهراً، تنصت والدة علي عكيك باهتمام لما تحفظ، الكلام هو الكلام، لا جديد يطمئن قلبها، ولا خبر عن زيارة قريبة تطفئ به شوقها إلى بكر حياتها “إلى الفرحة الأولى، إلى عديل الروح”، وهنا الفصل الأكثر إيلاماً في القصة.

يقول والده “5 أشهر لم تر فيه زوجتي ولدها، ماذا علينا أن نفعل كي يسمح لنا بزيارته؟، نحن نعلم بأن الوقت محكوم بأنظمة واحترازات تخص كورونا، ولكن ليس إلى الحد الذي نفقد فيه كل صلة بولدنا”.

وبحرقة يكمل آل عكيك “ليطبقوا الاحترازات علينا، ليفرضوا شروطاً للزيارة، سواء أخذ اللقاح، أو إجراء مسحة، كل شيء، إلا أن يمنعونا من زيارته كل هذه المدة بحجة كورونا”.

يضيف “في إحدى محاولاتنا لزيارته رأيت كيف أن الطبيب والممرضة وحتى عامل النظافة والصيانة بمقدورهم الاقتراب من ولدي فلمَ يكون ذلك محظوراً علينا؟!”.

‫9 تعليقات

  1. ربي قادر على عودته لأهله وأحبابه معافى ومشافى بحق محمد و آله الأطهار وبحق ليلة القدر العظيمة

  2. الله يشفيه ويعافيه وربي يرد له صحته هو الشافي رب العباد… وان شاء الله بحق هالليله يقوم من مرضه ويرجع لأهله يارب العالمين

  3. عافاه الله ونجاه بحق صاحب هذه الأيام العظيمه
    الصور مالها داعي ولا تضيف للمقال اي فائده

  4. اللهم بحق امير المؤمنين شافه بشفائك وداوه بدوائك اللهم فرج فرجا عاجل غير آجل والطف بحاله ,اللهم فرح قلب والديه واحبته بشفائه يارب

  5. جبر الله ألمكم وخواطركم وفرّج عن مريضكم وضع مؤلم يحتم على الجهات المعنية التصرف فيه كان الله في عونكم

  6. بأمير المؤمنين الوجيه عند الله ، نسأل الله عز وجل أن يصلي على محمد وآل محمد ويشافي ولدكم وجميع مرضى المؤمنين والمؤمنات ويكشف همكم وغمكم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×