الحريشي يتناول تحولات القصيدة المغربية من “الحنين”.. إلى الوطن الأصيل ركز على التطورات الشعرية ومحاولات التحديث
القطيف: صُبرة
وضع الشاعر الدكتور أحمد الحريشي القصيدة المغربية تحت المجهر، راصداً محطاتها وتحولاتها والمراحل الفنية التي مرت بها عصراً بعد آخر.
وبدأ الحريشي بأهم التطورات الشعرية في القصيدة. وقال إنها شهدت تحولاً في البداية من الحنين إلى بلاد المشرق (أرض العرب) إلى تجذر الشعراء في بلاد المغرب والأندلس وتغنيهم بهما كوطنٍ أصيل، كما استعرض بعض إمدادات التطور الشعري كالتصوف والشعر النبوي (الحجازيات) وغيرها، التي تركت بصمة واضحة على الشعر المغاربي.
وحل الحريشي ضيفاً في الحلقة الأولى من برنامج “عن قرب” الذي أعده ملتقى ابن المقرب الأدبي في الدمام عبر صفحته في الانستغرام، مساء أمس الأول (الخميس).
وتناول اللقاء، الذي أداره عضو الملتقى الشاعر إبراهيم بوشفيع، بعد التعريف والترحيب بالضيف والمتابعين، محور نشأة الأدب العربي في المغرب، وفيه تحدث الحريشي بإسهاب عن بذور الأدب العربي في المغرب، التي جاءت متلازمة مع حركة الفتوحات والهجرة العربية إلى المغرب وبلاد الأندلس، وأهم الأسماء التي واكبت تلك الفترة.
ثم انتقل إلى محور تطورات الشعرية العربية عبر العصور.. الاستمدادات والامتدادات، وتطرق فيه لأهم التطورات الشعرية في القصيدة المغربية، قبل أن يخوض في محور “شعر العربي في المغرب وإشكالية الحداثة”، وفيه تناول محاولات تحديث القصيدة المغربية من حيث الشكل والمضمون، إلا أنه لم يكتب لتلك المحاولات النجاح التام، فقد بقيت عصية على تقبل قصيدة النثر والهايكو وغيرها من الأشكال الجديدة، إلا أن هناك هدنة مؤقتة بين تلك الأجناس.
وتناول الحريشي في محور “حساسيات القصيدة المغربية المعاصرة” تعريف مصطلح “الحساسيات” الذي ظهر في الكتابات النقدية المغربية الحديثة، الذي يعني تناول التجارب الشعرية المغربية كأجيال، لكل جيل ملامحه وخصائصه التي تميزه عن غيره، ثم استعرض نماذج شعرية لأهم الشعراء المغاربة المعاصرين.
وفي الختام، طلب مقدم اللقاء من الضيف إلقاء بعض نصوصه الشعرية، التي كانت محل إعجاب وتفاعل المتابعين للقاء.
وشكر الحريشي في كلمته الختامية المتابعين والملتقى الذي فتح هذه الشرفة المعرفية على جمهوره العربي العريض، معتبرًا هذه الخطوة مهمة جدًا في تعزيز التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب، كما قدم له الملتقى شكره وتقديره لاستجابته الدعوة، ومشاركة الجمهور الأدبي هذا الجانب المهم والحيوي من خارطة الشعر العربي.
