ضحية من آلاف.. علي الملا: سرقوا أموالي في تجارة الـ “فوركس”..! المحامي الجشي: أطباء ومهندسون ومعلمون وقعوا ضحايا.. والمبالغ ملايين
القطيف: أمل سعيد
في قصة تشبه آلاف القصص، يروي لنا علي الملا تفاصيلها الدقيقة، ويسرد ما حدث له مع شركة الوهم الفوركس، التي وقع فيها عام 2011، واستمرت قرابة الـ6 أشهر، عاشها محمولاً على أجنحة الحلم حيناً من الوقت، وما لبث أن وضع قدميه على شوك الحقيقة المرة، مردداً بينه وبين نفسه “لقد وقعتُ ضحية لمحتالين، وخسرتُ أموالي”.
هكذا كانت البداية
يقول الملا “رأيت إعلاناً في أحد المواقع الإلكترونية، فقادني الفضول إلى الضغط على الرابط المرافق وإكمال البيانات، وبعدها بلحظات وصلني اتصال من شخص من الجنسية اللبنانية، عرّف عن نفسه، وبدأ يشرح لي ماذا يعني التداول بالفوركس، وكيف يمكن أن تكون هذه الضغطة التي ضغطتها هي طريقي المعبّد إلى عالم المال، لم يعطني محدثي وقتاً لأحسب أو أدقق في ما يقول، بل أردفه سريعاً بكثير من الوعود، وكلام لا ينتهي عن سرعة الربح، والتخطيط، والمال الكثير، كل ذلك مع استشاري خاص.
وهنا قلت لنفسي: واو، استشاري خاص لي..!، لربما الحظ قادني لأن أفتح مغارة الكنز؟
في البداية ليس هناك أي تعقيدات، هم سيفتحون لك حساباً، وأيضاً سيضعون لك مبلغاً من المال تتداول به، ولأني، وكثير غيري لا نعرف حيلهم، تنطلي علينا ألاعيبهم بسهولة، فأول الأمر، يشير عليك الاستشاري بأن تنفذ عملية شراء ومن ثم بيع، وهكذا.. وبالفعل ترى أن رصيدك الافتراضي يرتفع، والأرباح تزيد، ثم
يرمون الكرة في ملعبك، لقد رأيت كيف ربحت من غير أن تضع قرشاً واحداً، إذن فالتضع مبلغا بسيطا في الحساب لكي تبدأ بمالك الخاص، 500 ريال فقط”.
يكمل الملا “الأمر مازال سهلا، والمبلغ، ولو فقد، لا يدعو للحسرة ولا للندم، لكن ما يحدث بعدها هو الأهم، فبعد أن تظن أنك ربحت فعلاً، يبدأون بتزيين الربح الكبير، هكذا يقولون لك: هل رأيت كيف أن الـ500 تكاثرت وأصبحت 800 في أقل من أسبوع؟!!، تخيل لو كان المبلغ 5000 مثلاً، وكلما كان المبلغ أكبر اختصرنا الوقت، لتصبح من الأثرياء. وبالفعل زاد المبلغ، وفي كل مرة يزينون لي وضع المزيد من المال”.
يقول الملا “قررت أن أسحب شيئاً من الربح لأشعر بقيمة ومصداقية ما أقوم به، لكني لم أجد طريقة لسحب النقود من المحفظة، فاتصلت بهم لأخبرهم بذلك، فرفض الاستشاري ذلك بشدة، مدعياً أن السوق الآن مهيأ لمزيد من الربح، والأفضل أن نضخ فيه المال لا العكس”.
تعديل المحفظة
بعد تلك المكالمة دخلت معهم مرحلة أخرى فبعد الأرباح، وجدت أن التداولات التي أقوم بها خاسرة، وعليه، نصحني الاستشاري بوضع مبالغ إضافية لتعديل مستوى الخسارة” وَ”أخذت بنصيحته وقمت بتحويل مبالغ إضافية للتعديل، لكن ذلك لم يكن إلا طريقة أخرى لسحب مزيد من النقود”.
اكتشاف الوهم
وفي اللحظة التي اكتشف الملا ما دبّر له، وأنه كان واقعاً تحت رحمة نصابين، كانت المفاجأة “اتصلت بهم لأغلق المحفظة وأحافظ على ما بقي فيها، وكالعادة رفض الاستشاري، محاولا إقناعي بأن هذه مرحلة يمر بها السوق وسيتعافى وتعود الأرباح لسابق عهدها، وما عليّ إلا الصبر وأن أحول قليلا من المال، فرفضت وأصررت أن أسحب أموالي، فأخبرني أن ليس بإمكاني السحب الآن لأن المال محجوزاً في عمليات لم تكتمل، وبعد كلام طويل أيقنت أني لن آخذ منهم شيئاً، أغلقت الهاتف، وإذا بي أفاجئ في اليوم التالي بأنه تم سحب 2000 ريال من حسابي بدون علمي”.
ما إن وصلت الملا رسالة بسحب المبلغ الأخير حتى اتصل بالبنك لإيقاف بطاقة الفيزا التي استعملت للتعامل معهم، والتي لا يعرف، بحسب الملا، كيف أمكنهم سحب الفلوس منها دون علمه، والغريب أنه وبعد كل ذلك، لم تتوقف اتصالاتهم، بل حاولوا مراراً، لكنه قد قرر عدم الرد، لعدم الجدوى.
رأي قانوني
ما إن عرف المحامي محمد الجشي عنوان موضوعنا حتى قال “الموضوع يطول وذو شجون أيضاً، وصلتني قضايا كثيرة، وبعضها مريرة، لضحايا هذه الشركات، وللأسف فإن أعدادهم تتزايد يوما بعد يوم؛ رغم التحذيرات المتكررة من وزارة التجارة والنيابة العامة والبنوك، والتي يصل بعضها إلى الناس وإلى هواتفهم الشخصية، عبر رسائل الـ SMS”.
بداية كل قصة
يشرح الجشي الخطوات المتبعة لاستدراج الضحايا “تبدأ بإعلان في الانترنت عن الشركة وعن الأرباح المتوقعة، ويكون الإعلان مصحوباً برابط لتسجيل البيانات، ومن ثم يتصل شخص بالضحية ويزين الأمر له، ودائما يكون المبلغ البسيط هو مفتاح النصب؛ 100 دولا ر فقط، وبعد تحويلها وبدء المغامرة يقومون هم بتحويل مبلغ على حساب الضحية على أنها أرباح، وطبعاً تكون هذه الأموال مأخوذة من ضحية أخرى، وهنا تُجر رجله، وتكبر المبالغ فمن100 إلى 1000 ثم 10000 دولار وهكذا تدور العجلة وكل بحسب طمعه ومتى يستفيق”.
مبالغ بالملايين
وفي حديثه لـ “صُبرة”، يؤكد الجشي أن “المبالغ التي يتم تحويلها كبيرة جدا وبالملايين، ولا فرق في أعمار الضحايا، ولا مستوياتهم الثقافية والدراسية، فمنهم الطبيب والمهندس ورجل الأعمال والعامل البسيط وربة المنزل، ومن كل الأعمار، وتشترك كلها في أن الرغبة في الربح السريع والطمع هو نقطة الضعف التي استغلها المحتالون” ويضيف “الغريب أن بعض الضحايا تستجيب وتنقاد دون أن يضعوا حدا يقفون عنده، فهناك من باع منزله ليواصل الربح الوهمي، كما وصلتني شكوى لضحية وصل المبلغ الذي تم تحويله إلى 5 ملايين ريال، تحولت إلى خارج المملكة، وهنا تكمن صعوبة استردادها”.
ماذا نفعل؟
(وقع الفاس في الراس)، ووقعتَ أنت ضحية لمثل هؤلاء؛ فماذا تصنع؟، يقول الجشي إن “التعامل الصحيح في مثل هذه الحالات هو تقديم بلاغ في الشرطة، وغالبا تكون هذه الشركات وهمية وليس لها وجود على أرض الواقع، ولا هي بالشركات المسجلة”، وعن مصير الأموال المحولة يوضح الجشي “هذه الأموال يتم تحويل بعضها داخل السعودية وبعضها تتحول إلى الخارج، القسم الأول والتي تكون فيها الأموال مازالت داخل السعودية، يُستجوب صاحب الحساب الذي تم تحويل المبالغ عليه ومطالبته بإرجاع تلك الأموال”، ويستدرك الجشي “في الغالب يكون صاحب الحساب الثاني، الذي تم تحويل المال إليه، ضحية أخرى أيضاً، وإن كان ذلك لا يعفيه من المساءلة، فكل شخص مسؤول عن حسابه وعن كل قرش فيه، سواء دخل إليه أو خرج من عنده”.
وعن كيفية حدوث ذلك، والربط بين ضحيتين يجيب الجشي “يتم ذلك باستغلال أرقام الحسابات التي تتيحها الضحايا لهولاء المحتالين، والجهل بهذه الأمور”.
مع من نتعامل
يقول الجشي “تدور أسئلة كثيرة في أذهان الناس حول مصداقية الشركات التي تعرض نفسها من خلال شبكة الانترنت، وكيف يمكن التمييز بين تلك الشركات؟، وماهي الشركات الموثوقة؟، ومن الخطأ أن نطرح مثل تلك الأسئلة على أشخاص لا يملكون الدراية الكافية، بل لابد من توجيه هذه الأسئلة إلى الجهات المخولة بذلك، وهنا تحديداً يجب معرفة الجواب عن طريق البنك المركزي، فهو الوحيد القادر على تحديد إن كانت هذه الشركة أو تلك مرخصة أو لا”.
خسائر مضاعفة
يلفت الجشي إلى طريقة ذكية يلجأ إليها المحتالون للإجهاز على مابقي من أموال الضحايا “بعض الضحايا وما أن تستوعب الفخ الذي نُصب لها وتحاول الإفلات منه حتى تقع في فخ آخر، وقد يكون طعم الخسارة فيه أمرُ من الأول، فبينا يفتش له عن مخرج لاسترداد أمواله التي نهبت وهو ينظر، يجد أسماء لامعة في الشبكة العنكبوتية لمحامين تحت عنوان عريض (لتحصيل أموالك من شركات النصب)، وبشهادات لا تُعد، وهنا يكون كالغريق الذي يتعلق بقشة، وتبدأ قصة أخرى، وتحويلات أخرى وخسائر أخرى بدعوى أنه يحتاج المال لاستكمال إجراءات القضية، والحقيقة أن تلك الشركات الوهمية لها محاميها الوهميون، الذين يكملون ما بدأه أصحابهم”.
الوقاية خير من العلاج
ويلخّص الجشي أهم النقاط التي لا بد من الالتفات إليها والتركيز عليها:
- لا تعط أرقام حساباتك لأحد لست متأكد من هويته.
- لا ترسل الأكواد المرسلة إلى جوالك إلى أحد مطلقاً.
- لا تفتح روابط لا تعرف مرسلها، أو لست متأكداً منه.
- لا تغامر بمدخراتك بالدخول في شركات لا تعرف أصولها.
- قبل أن تتعامل مع أي شركة تأكد من ترخيصها، عبر سؤال البنك المركزي.
ويختم الجشي بالمثل الشهير “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
انا بعد خسرت فلوسي
مبالغ واجد
وهذانا ابكي دما واعض صابعي ندما
مؤخرا يوجد إعلان متكرر بشدة في مواقع التواصل ومن أهمها منصة اليوتيوب، عن الاستثمار في أمازون.. وماهي إلا طريقة للاحتيال باستخدام اسم الشركة ثم الانتقال إلى شركة بمسمى آخر..
أنصح بعدم تعبئة البيانات وعدم مشاركة رقم الاتصال معهم.
تم التحذير وعلى نطاق واسع من أخطار التعامل مع النصابين في أسواق الفوركس من قبل جهات رسمية وغير رسمية والذي لم تصله هذه التحذيرات اسمحوا لي أن اقول له إنك نائم لا تدري عن ما يدور حولك في نطاق المال والأعمال وما كان لأحد أن بدخل في مجال استثمار ليس لديه خبرة متعمقة فيه.
التداول في أسواق الاسهم السعودية والخليجة الأخرى مردوده ممتاز لمن يجيد فنون التداول مستفيدا في ذلك من التحليل الاساسي والفني. انصح كل الإخوة بالابتعاد عن اسواق الفوركس وتعلم مهارات التداول في اسواق الأسهم الخليجية.
وفق الله الجميع