ضيف آخر في شهر الله

التزمنا القيود والتباعد، اتبعنا الإرشادات أينما كانت، مسالمين بحفظ الله ورعايته. ومع ذلك؛ أخبرتني زوجتي بأن ليديها صداعاً بسيطاً.

قلت: ربما بسبب التكييف البارد.

ردت: لا، ليس بسبب ذلك أعتقد أنها بادرة من الوباء سوف تحل علينا ضيفاً في منزلنا.

رددت: فال الله ولا فالك.

بالنسبة لي أخذت الجرعة الأولى من اللقاح، ثم أخبرني أحد أبنائي بأن لديه أعراض والدته نفسه. يا إلهي، الضيف مصر على وجوده معنا. رتبنا  لأقرب موعد مسحة P.C.R  للتأكد من الحالة ايجابية أو سلبية. وتم عمل المسحة اللازمة لكليهما وعزل باقي أسرتي عنا.

ولم يمضِ يومان؛ حتى بدأت عليّ أعراض التعرق الشديد والغثيان والسعال القوي وارتفاع درجة الحرارة وامتناع الشهية. أدركت حينها أنني في موضع لا أحسد عليه. تواصلت مع طبيب الشركة لأخذ مسحة ال P.C.R لكوني مخالطاً أسرتي.

وبعدما تبينت إيجابية التحليل، أخبرني بالانتظار أربعة أيام للتحقق من ذلك، وبعد ذلك عملت المسحة اللازمة بإيجابيتها.

هكذا  أصر كوفيد ١٩ إلا أن يكون ضيفاً ثقيلاً علينا. لم نعلم مدى قسوته وشراسته إلا عندما تمكن مني، وأتعبني، وسحب قوتي، فقل تركيزي، لم أجد لشرب الماء طعماً و لا للإفطار مذاقاً. فقدت الشهية وظللت طريح الفراش أتألم من شدته. صاحبتني نوبات من صعوبة التنفس، انطلقت حينها لعيادة  (تطمن)، فاستقبلني فريق طواريء بجاهزيته المباشرة، وأرسلت الى عيادة الطواريء فوراً. وتم إعطائي المحاليل اللازمة، حتى استعدت نوعا ما قواي.

تواصل مع أحد الكوادر الطبية في اليوم التالي يسأل عني وعن أفراد أسرتي وعن صحتهم وان كنا بحاجة الى أي مساعدة مباشرة.

بارك الله سعيهم وشكراً لوزارة الصحة على هذا الاستعداد الذي افرحني.

أحدثكم وأنا على فراش المرض،  ألّا تثقوا في هذا الضيف الذي أخذ من قوتي ووقتي الكثير.

نسأل الله لكم أن يحفظكم من هذا الوباء الذي لا تعلمون من أي ثغرة يدخل إليكم..

باسم آل خزعل، صفوى

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×