عائلات قطيفية وحساوية تؤسس لأكبر أسواق الذهب في الشرقية تتوارث أسرار المهنة أباً عن جد منذ قرنين
القطيف: واس
قبل قرنين من الزمن، امتهن قطيفيون مهنة صياغة الذهب، وكانوا يجلبونه بكميات تجارية كبيرة، ويشكلونه في صورة قطع صغيرة تستخدم لزينة النساء، وفترة بعد أخرى، أصبحت صياغة الذهب من المهن التقليدية، تمتهنها عائلات كثيرة في المحافظة، وتتوارثها أباً عن جد.
ولم يكن يقتصر الأمر على القطيف وحدها، وإنما شمل أيضاً محافظة الأحساء التي خرجت منها عائلات كثيرة تمتهن صناعة الذهب، وأجادت فيه بطرق عدة، إلى أن أصبحت تجارة رائدة في المنطقة الشرقية، وذلك لارتباطها مع التجارة العالمية إضافة إلى موقعها الإستراتيجي الذي يقع بين خمس دول خليجية.
30 سنة
البداية كانت من تاجر الذهب والمجوهرات علي حسن الأربش، الذي قال “امتهن صياغة الذهب والمجوهرات قبل 30 سنة من خلال العمل مع أفراد عائلتي الذين اكتسبوا المهنة أبا عن جد”، مفيدًا بأن “تجارة الذهب والمجوهرات تختلف من فترة إلى أخرى، وتنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم ومواسم الأعراس”.
بدوره، عدّ تاجر الذهب والمجوهرات حسين الجنيدي، سوق الذهب والمجوهرات في المنطقة الشرقية من أوائل أسواق الذهب في المملكة، ويعمل فيه الكثير من الصاغة الحرفيين الذين اتقنوا صياغة وصناعة المجوهرات”، مشيراً إلى أن الكثير من السياح وزوار المنطقة يقتنون المصوغات الذهبية وذلك لما تمتاز به من النعومة والعصرية الملائمة للاستخدام في مناسبات الفرح والزواجات”.
أنواع عديدة
يمارس الصائغ سلمان السلمان، المهنة قبل أكثر من 50 سنة واكتسبها من خلال عائلته التي تمتهن صياغة الذهب حيث بدأ عمله باستخدام الآلات التقليدية المستخدمة في تركيب وتلحيم الذهب وصياغتها، مبينًا أن المنطقة تزخر بالعديد من معارض الذهب والمجوهرات التي يفوق عددها أكثر من 160 معرضاً على مستوى المنطقة.
وبين أن السوق يعج بأنواع عديدة من الذهب والمجوهرات المصنعة محلياً، إضافة إلى الذهب المستورد من سنغافورة وكوريا الجنوبية وإيطاليا ومن دول مجلس التعاون الخليجي، غير أن نسبة كبيرة من مقتني الذهب يفضلون المنتج الوطني، وذلك لضمان سلامته ووجود شهادة المنشأ ويعمد العديد من المقيمين في المنطقة إلى شراء الذهب من المملكة قبل السفر إلى أوطانهم، مضيفاً أن أسواق الذهب والمجوهرات امتازت سابقاً بوجود اليد العاملة الوطنية في الصياغة وصناعة الذهب، منوهاً إلى أهمية وجود أيدٍ وطنية تعمل في هذه المهنة التي تعد من المهن التي تسهم في تدوير رؤوس الأموال في المملكة.
تصميم الذهب
وأوضح السلمان أن تشكيل وتصميم الذهب والمجوهرات يجري باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، حيث صقلها وترصيعها بالألماس وإطفاء نوع من الجمال عليها، مشيراً إلى أن مسار تصنيع وتصميم الذهب والمجوهرات طويلاً يمتد إلى أشهرٍ حيث يعتمد مصممو الذهب على فن الرسم والتخيل ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التصميم وصولاً إلى مرحلة الحرفية والتجسيد التي يبرز فيها إتقان وحرفية مصمم الصياغة.
وأفاد بأن المنطقة تضم العديد من مصممي الذهب والمجوهرات الذين أسهموا في نقل هذه الصناعة الوطنية إلى العالمية عبر مشاركاتهم في المهرجات والمسابقات الدولية، مبيناً أن المنطقة تأتي في المرتبة الثالثة بين أسواق الذهب والمجوهرات في المملكة.