«صاد».. أصوات من القطيف تعيد مجد المسلسلات الإذاعية هواة يعشقون التعليق الصوتي يطلون على المستمعين أسبوعياً
القطيف: معصومة الزاهر
مساء كل جمعة من شهر رمضان المبارك؛ تنطلق أصوات مجموعة «صاد» بقصة جديدة، لتصافح آذان المستمعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
تضم المجموعة شبان وفتيات من محافظة القطيف، هم 12 شغوفاً وموهوباً في مجال التعليق الصوتي: محمد السني رئيس المجموعة، الشاعر مالك آل فتيل كاتب محتوى الأعمال، إلهام إدريس، فاضل الجساس، أشواق الداوود، حسن الفردان، مريم الخضراوي، زينب المحسن، وفضة عبدالله.
ويعمل على إخراج الأعمال أحمد عبدالغني، وهندسة الصوت المهندس جمال يوسف صاحب استديو «صوت القطيف»، الذي تُنتج به كافة الأعمال.
الميكرفون فقط
برزت المسلسلات الإذاعية القديمة المصرية، ومنها «أحلام روبابيكيا» لبطله عبدالمنعم مدبولي، وقلب الليل وهو قصة لنجيب محفوظ، ومن الإذاعة الكويتية كان مسلسل «القرندل» الذي كان مرآة درامية تحكي عصر الدولة العباسية.
اهتم بها الناس قبل ظهور التلفزيون، حين كان الراديو وسيلة الترفيه الوحيدة لديهم، كان أكثر نفعًا للأميين وكبار السن، وكذلك المكفوفين. أما اليوم ووسط الانشغال بأحداث كثيرة قد تضع لك ما يتوفر من أعمال صوتية أثناء قيادة السيارة، أو أثناء إنجاز أمر ما في الوقت نفسه.
القدرة من خلف جهاز ميكرفون فقط على تجسيد شخصيات والتعبير عن ردات الفعل والمشاعر المختلفة من خلال الصوت فقط، وكذلك إيصال الحدث الدرامي إلى المستمع ومساعدته على بناء قدرته على الخيال والتركيز الذي يتنامى من خلف الأعمال الصوتية، هو ما تقدمه مجموعة «صاد» اليوم.
صوت وصدى
ولكن ماذا تعني صاد؟
كان هذا الرد «صاد الصدى والصوت والصورة والصدق في رسالتنا وقيمنا التزامنا نحو المجتمع والوطن، مجموعة صاد فريق من المعلقين الصوتيين بروح واحدة».
قصتهم الحالية عنوانها «سِ خَ»، وعن سر العنوان؛ أجابوا «مصادفة لطيفة كانت من صالحنا لإثارة حماسة الجمهور المستمع»، لافتين إلى أن القصة الأولى «حملت أسم الاحرف بناء على ما ورد في سياق القصة»، ومساء كل جمعة رمضانية لهم قصة جديدة.
البداية مع «كورونا»
بدأ شغف أحمد البناي بالتمثيل منذ الصغر، هو اليوم خريج كلية الجبيل الصناعية، في تخصص هندسة كيمياء، ويعمل في شركة تنقيب.
يقول لـ «صُبرة» «أحب التمثيل بكل أشكاله، بدأت من المسرح وعملت أكثر من فلاش وفيلم، وحالياً إعداد وإخراج القصص والتمثيليات الصوتية».
وعن هدف أحمد؛ يقول «إرسال رسالة صداقة، فكل ما يخرج من القلب يتوجه إليه».
يضيف «بدأنا بالمجموعة القصصية التي طرحت أول قصة منها مساء الجمعة الماضي، وسيكون هناك إن شاء الله فيما بعد شهر رمضان المبارك سلسلة من أعمال التمثيل الإذاعي التي تتناول قضايا اجتماعية، ثم ستطرح مجموعة من الأعمال الثقافية والإبداعية المشوقة. كل عناوين الأعمال سيتم الإعلان عنها قبل يوم أو يومين من طرح أي عمل عبر حساباتنا في وسائل التواصل الاجتماعي».
يكمل «فكرة التأسيس كانت مع جائحة كورونا والحجر، إذ بدأنا بأعمال فردية أو جماعية، بإمكانات محدودة تنفذ عن بعد، وتجمعنا مجموعة واتساب نتداول من خلالها هذه الاعمال، إلى أن قررنا العمل بروح الفريق الواحد، ونشر أعمال هادفة».
حلم تحول واقعاً
رئيس المجموعة محمد السني، خريج جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، تخصص هندسة مساحة بحرية، يعمل في إحدى شركات الخدمات البحرية، مديراً للمشاريع البحرية.
يقول «التعليق الصوتي كان بالنسبة لي حلماً، والآن هو أحد هواياتي المفضلة، وبالنسبة لفكرة تأسيس مجموعة «صاد» تفاجأت في البداية أن هناك مهتم في هذا المجال في المنطقة، لم يكونوا مهتمين فقط بل محترفين. جمعنا قروب واتساب، وكنا نشجع بعضنا بأعمال نسجلها عن طريق الجوال، ونجمعها عن طريق تطبيقات بسيطة، استمرينا على هذا الحال قرابة سنة حتى قررت أن 2021 لا بد نخلق تغييراً ونسمع الناس صوتنا، ونعرفهم بهوايتنا، بأسلوب هادف، طرحت الفكرة على القروب، وكلهم تشجعوا لخوض هذه الخطوة، والحمد لله الآن »صاد» هي عائلتي الثانية».
هواة يعملون بروح الفريق
يقول مالك فتيل «صاد مجموعة من هواة التعليق الصوتي، التي قررت في لحظة ما توحيد رؤاها وتنظيم أعمالها، بهدف الانتقال من مجال الهواية إلى فضاءات الاحتراف».
تسعى المجموعة – بحسب فتيل – إلى «تقديم مادة صوتية تتسم بالتشويق والجدية من خلال مجموعة من القصص التراثية ذات المغزى الهادف والحكمة البسيطة، ومجموعة أخرى من التمثيليات الإذاعة المحملة بالنقد الاجتماعي والالتفاتات الإنسانية».
يعرض مالك دوره في المجموعة «نعمل في المجموعة بروح الفريق، فالكل يقدم أفضل ما لديه لدعم جهود الجميع. ولكن لدواعي التنظيم فقد قُسمت المجموعة إلى لجان، واحدة من هذه اللجان والتي أنتمي إليها بمعية أعضاء آخرين؛ هي لجنة المحتوى، التي تهتم في اختيار وإجازة وتحرير وتدقيق النصوص المقترحة، سواء القصص منها، أو التمثيليات الإذاعية. كما تشمل أيضًا الأعمال الفردية».
إضافة إلى هذا الدور، أوكلت إلى مالك مهمة كتابة التمثيليات الإذاعية، يقول «انتهيت من كتابة أربعة أعمال: تطفيش زام، ويش أسميه، ثلاثة، والحلقة الأولى من سلسلة «نجوم تحت الظل» الخاصة بسرد سير بعض علماء التقنية المؤثرين غير المشهورين، وهي سلسلة مكتوبة بالعربية الفصحى».
الخروج من الدوامة
فضة عبدالله تعمل في تصميم الغرافيك، وأيضًا التمثيل الصوتي والتعليق والدوبلاج.
أما إلهام آل دريس فهي أخصائية تغذية علاجية، تقول «التعليق الصوتي إحدى هواياتي العزيزة على قلبي، والتي أجد فيها متنفساً من دوامة الحياة والعمل، أجد نفسي متألقة في الإلقاء الإذاعي والإخباري، كما أنني أحب جانب التمثيل أيضًا».
حسن الفردان يحب الدوبلاج والتعليق الصوتي والفنون التمثيلية والتصويرية منذ الصغر.
عشق التعليق الصوتي
فاضل جساس، طالب في الجامعة الإلكترونية تخصص إعلام، وصانع محتوى على «يوتيوب»، ومعلق صوتي، يعرف نفسه بأنه «صاحب السبع الصنايع»، ولكنه يستدرك «إن شاء الله البخت ما هو ضايع، فأنا أعشق كل ألوان التعليق الصوتي، ولكن للوثائقي والدوبلاج نصيب الأسد».
وتعمل أشواق الداوود في مجال التعليق الصوتي منذ أكثر من سنة، تحديداً في الوثائقيات، والإعلان، وIVR، وكذلك الدوبلاج، تقول «اشتركت في بعض الأدوار مع مجموعتي «صاد»، في بعض القصص والتمثيليات الصوتية، إضافة إلى عمل باسم «نجوم علماء تحت الظل».
كذلك يستهوي التعليق الصوتي الإخباري وكل ما يتعلق في الإذاعة والتمثيل، مريم الخضراوي، منسقة تمريض. تقول «انتهجت مساري الإذاعي منذ الطفولة، وحان وقت إثبات الجدارة وأخذ الصدارة».
وعن أهدافها؛ تضيف مريم «أسعى إلى أن أكون الصوت العام الذي ينقل بكل شفافية وأمانة المادة الإذاعية المُفيدة، والتي تجعل المُستمع يرغب في الاستماع إلى المزيد».