السعوديون مرتبكون أمام لقاح “استرا زنيكا”.. وخلاصة الجدل: نفعه أكثر من ضرره “بكثير” "الغذاء والدواء" حذرت وقدمت: 5 توصيات لوزارة الصحة.. ووكيلها يتصدّى مدافعاً عبر حسابه الشخصي
من هو الدكتور عبدالله عسيري..؟ وما هي خبرته في التصدّي للفيروس..؟
القطيف: صُبرة
بعد أكثر من 24 ساعة على انتشار تسريبات منسوبة لهيئة الغذاء والدواء حول ظهور جلطات في الأوعية الدموية أعراضاً جانبية للقاح أكسفورد/ استرازنيكا؛ ما زالت وزارة الصحة ملتزمة الصمت، باستثناء تغريدات لوكيلها الدكتور عبدالله بن مفرّح عسيري المصنَّف في المركز الرابع عالمياً بين خبراء التصدي لفيروس كورونا المستجد.
ووسط جدل إلكترونيّ نشط بقوة منذ يوم أمس؛ تصدّرت إشارات الهيئة إلى رصدها 15 حالة تجلط في الأوعية الدموية نقاشات الشارع السعودي عبر منصّة التواصل الاجتماعي الأهمّ سعودياً “تويتر”.
وقالت هيئة الغذاء والدواء إن “المنافع المرجوة من إعطاء اللقاح تفوق المخاطر المحتملة، حسب الادعاءات الطبية المعتمدة وحسب النشرات الداخلية للقاح”، لكنها أوضحت “تمّ رصد 15 عرضاً جانبياً متعلقاً بالجلطات وانخفاض الصفائح الدموي مع استخدام اللقاح في المملكة”. وخلصت الهيئة إلى 5 توصيات طالبت فيها بتطبيق إجراءات احترازية خاصة لتقليل المخاطر المحتملة من إعطاء اللقاح بشكل عام”.
وقد أخذت إشارة الهيئة إلى الحالات الـ 15 التي رصدتها انتباه الناس، وصرفتهم عن الإيضاحات المفصّلة المُشيرة إلى أن النسبة الضئيلة في الإصابة، وقالت الهيئة “بناءً على عدد البلاغات المحلية المستلمة؛ فإن نسبة حدود هذه الأعراض بالتزامن مع إعطاء لقاح كفيشيد أكسفودر/ استرازينيكا في المملكة هي إصابة واحدة لكل 200 ألف شخص”.
استنتاج خاطيء
لكنّ وكيل وزارة الصحة عبدالله بن مفرح عسيري تصدّى للجدل من حسابه الشخصي بصفته استشارياً في الأمراض المعدية، وليس من حساب الوزارة، وغرّد متسائلاً “كيف يمكن لاستنتاج خاطئ مقتطع من تعميم ان يصبح اكثر الاخبار تداولاً! باختصار ليست كل جلطة بعد اللقاحات هي بسبب اللقاحات واللقاحات بفضل الله تنقذ الارواح كل يوم. لا يوجد لدينا حتى الآن حالات مؤكدة من متلازمة نقص الصفائح والتخثر المناعي المرتبط “افتراضياً” بلقاحات كوفيد.
الدكتور عسيري صُنّف ـ في شهر مايو 2020 ـ بأنه واحدٌ من أهم 10 خبراء عالميين في فيروس كورونا، إضافة إلى السعوديين الدكتور جعفر الملا علي آل توفيق، والدكتور زياد ميمش.
وقد وصف موقع studyinternational الدوليّ الخبراء العشرة ـ ومنهم عسيري ـ بأنهم “يقودون أصواتًا في معركة بلادهم ضد الوباء. لا يمتلك الكثير منهم خبرة في التعامل مع الأوبئة السابقة فحسب، بل إنهم يُجرون أيضًا أبحاثًا جديدة ذات صلة ويتواصلون مع زملائهم الخبراء حول العالم”.
وأضاف الموقع “يشرك العديد من اختصاصي أمراض القلب التاجية الجمهور عبر وسائل الإعلام. تظهر في أخبار المساء. ويستضيفون البودكاست. وتقع في موقع استراتيجي في أقسام الصحة في الجامعات حول العالم”.
الدكتور عسيري مصنّف في المركز الرابع عالمياً ضمن أهم 10 خبراء في فيروس كورونا
ثم أعاد نشر تغريدة سبق أن نشرها في الـ 26 من شهر مارس الماضي قال فيها “مهم جداً التفريق بين الأعراض الجانبية الحقيقية وبين أعراض تتصادف مع أخذ اللقاح ولا علاقة لها به وستحدث على اي حال. مع إعطاء اللقاح لملايين الاشخاص فلا شك سيتزامن ذلك مع أمراض موجودة اصلاً و شاء الله ان تحدث اعراضها بعد اللقاح”.
ثم غرّد مؤكداً اطمئنانه الشخصي إلى اللقاحات المعتمدة في المملكة قائلاً “والدي.. والدتي.. اخوتي.. نصف أبنائي ممن تعدى ١٨ سنة.. سجلوا للقاح كلهم حصلوا على جرعة واحدة من لقاح استرازينيكا وبانتظار الجرعة الثانية ان شاء الله”.
الكاتب الدكتور حمود أبوطالب؛ علّق على الدكتور عسيري بتغريدة قائلاً “هذه مشكلة الصحف ووسائل الاعلام عموما عندما لا توجد فيها أقسام متخصصة يشرف عليها ذوي العلم بحيثيات ما ينشر. خبر واحد غير دقيق قد ينسف جهوداً كبيرة ويثير اللغط والبلبلة والشكوك الخاطئة”.
مُثبت علمياً
لكنّ الدكتور عبدالمحسن الحجيلي ردّ صارماً “ليست مرتبطة (افتراضياً) بل مثبته (علمياً)”. وأضاف “لقاح (استرازينكا -اكسفورد) فعال بإذن الله، لكن من تأثيراته الجانبية (في حالات قليلة جداً) حدوث تخثر وريدي ونقص للصفائح (venous thrombosis and thrombocytopenia). “، وقال إن “استمرار إعطاء اللقاح مهم لكن تحت متابعة خصوصًا لكبار السن”.
وعلّق ناصر القريني “الارتباط صحيح وبريطانيا أعلنت رسمياً ذلك وحدثوا الإرشادات باسخدامه فقط لمن هم أكبر من ٣٠ سنة. ولكن بنفس الوقت هذا لا يمنع الحصول على اللقاح لأن ٨٧ حالة تجلط فقط من ٢٥ مليوناً في أوروبا، وبالتالي فإن فائدته أكبر من ضرره، وبانتظار الأبحاث لكشف السبب لإصابة هذه الشريحة من الناس بهكذا جلطات”.
ومثله الدكتور عبدالله الدريبي الذي قال “يوجد أوراق علمية تشير إلى ذلك وأخرى تستقصي آلية حدوثة وتسن طرق لعلاجه”. وأضاف مؤكداً “صحيح ليس كل جلطة بعد اللقاح هي بسببه، لكن مستقر أن بعض الجلطات هي بسببه”. ونبّه بقوله “يظل مع ذلك أن الاحتياط لذلك ممكن، وأن أخذ اللقاح له فوائد تتجاوز المحاذير أو الأخطار، اتفق معك.. لكن أيضاً كلا طرفي قصد الأمور ذميم”.