مشوار في براحة الكورونا

البروفيسور د.عبدالجبار المحمد حسين

بسم الله الرحمن الرحيم: نحن في منطقتنا قادمون على صيف حار، وفيروس الكورونا بالخصوص في المجاري التنفسية لا يرتاح في درجات الحرارة الدافئة؛ ولذا نرى أن فعالياته في العدوى الشديدة وبزوغ سلالات تحدث في المناطق الباردة من العالم، التي لا تتعدى درجة الحرارة  فيها ْ33، ففيها يتكاثر الفيروس بسرعة ولكنه يتوسع في عدواه وعدوانه في الدرجة المثالية  37، وفي الواقع شراسة العدوان تكون الأخطر عند درجة الحرارة  ْ33 لماذا؟، لأن الفيروس في تلك الدرجة لا يحرك ساكنا في التعامل مع نظام المناعة، وبعض الظن يقول: ليس لديه أداة  ليوقظ النظام المناعي الطبيعي (وكأنه يقول:لاحقين خليه نايم )no signal for innate immune response 

والوضع بالعكس في درجة الحرارة ْ37 (الكل مستيقظ) والتي تتحكم في مستوى توالد الفيروس،  وهذا قانون رباني لكل المخلوقات.. ففي فترة الحمل والتوالد يكون الكائن مسالما؛ لذا تجوب لدينا العدوى  بتشغيلة متواضعة ما عدا في المجمعات السكنية والتجارية المكيفة، .بينما نراها في الدول الباردة متعنترة على وتيرة عالية overactivated والمرضى يشكون من التهاب حاد وخراب في الأنسجة.

 شوف كيف يتشيطن الكائن عندما يجد ضالته وفرصته المثالية ويتطاول على مجرى الصحة العامة والفردية (وكأنه يقول :آسفين هكذا أراد الله يوم لك ويوم عليك .روح على الجنوب وقابل أخي الأكبر في مناطق السياحة الدافئة، يعني الحرارة تلعب دور في التكاثر وبزوغ السلالات ).

 لندخل في الفكاهة للحظة: عندما هممت بدخول السيارة وفتحت الباب وإذا بذبابة قد حطت على معصم يدي ترافقني إلى الداخل .استوقفتها: لماذا؟، نظرت إليّ بأعينها الثمان وكأنها مستغربة. قالت أريد أن أرحل معك إلى المكان الذي تريده؛ لأتزوج هناك .قلت لها وعيني مستنفرة!، بإمكانك التزاوج هنا وبين أفراد سلالتك، قالت: أتزوج من البعيد لحماية الجنس الذبابي من الانقراض، جينات أجيالي تصبح أقوى.

ما شاء الله شوف مدرسة الحياة كيف تعلم الكائنات البقاء بالتطور evolution ولكن هذه ما تمر عليّ لدينا عداء وقائي مع الذباب: سددت سبابة يدي اليمنى في وجهها وطردتها: انقلعي ما عندي وقت لك.

لنعود لهذا الفيروس، فهو يبحث في أفضل الأمكان ليتكاثر فيها وها هو قد وجدها: إنها المناطق العلوية من الجهاز التنفسي، وهي المراد، ما أذكاه هذا الصعلوك السوبر مجهري،.يقطن ويسترسل في التكاثر هناك بوتيرة عالية upper respiratory tract  وكأنه يطل من البلكونة التنفسية، يراقب ولديه من مكونات العيش والتهوية والأكسوجين ما يكفي ودرجة الحرارة أقل من  ْ37  وعندما ينهي جولة التكاثر يرمي أجياله عبر النافذة (المجرى التنفسي) الى الخارج: اذهبوا دبروا حالكم exhibits higher human to human transmissibility والآن نتوجه لنسأل: الفيروس لا يقطن السطوح ونعني سطوح الخلايا وإنما أعماقها فكيف يفعل ذلك؟

فيروس الكورونا عنده شناغب وتسمى بالدارج شوكات spikes وفي كل فيروس 100 شوكه يستخدم منها 50% في درجة الحرارة ْ37 وفي درجة الحرارة  ْ33  90% ومن هذه النسبة نقرأ مدى قدرته على اقتحام معابر الخلايا والسطو، وبالخصوص فإن المعابر ACE2 فضفاضة بتسامح أصحابها الكرماء، وهي مهمة جداً بالنسبة لهم مثل البوابات الرئيسية للقصور الملكية الفخمة لماذا؟، لأنها مسؤولة عن ضغط الدم وترميم الجروح وإدارة الالتهابات في نظام:renin ,angiotensin system ,aldosterone والبركة وحسن الحظ أنها غير ناضجة لدى الأطفال عددا وعدة، لذا إصاباتهم نادرة ولكن عند الكبار تختلف أعداد المعابر في الخلايا في مختلف أعضاء الجسم، وأعدادها (أي (ACE2 مرتفعة  في مرضى ضغط الدم والسكري وأمراض شرايين القلب والمدخنين ومرضى الربو، ويتيق الفيروس لمقابلتهم ضروريا لأنه سيكمل دورته بكل سهولة ويسر لذا علينا الانتباه في هذا الشأن ونعمل مناورة لتغيير الوضع يمكننا إعطاء هؤلاء العلاجات التي تهدئ من روع المعابر ACE2 وتجعلها ترتخي وتتقلص الرحابة فيها مثلا بمثبطات:ACE2 inhibitors .

ولقد رأى الخبراء أن هذا لا يكفي لأن لدينا جائحة عالمية ونحتاج إلى غطاء ضخم عالي الهمة يشمل الجميع وليس لفئة واحدة وفي متناول أيدي الجميع: وأقر المجتمع الدولي بالحاجة الى تطعيمة معتمدة ونجد سباقا عالميا في هذا المجال ولما إفترشت الشمس سماءالدنيا وتدفق الدم الدافئ في العقل البشري خصوصا العلماء المختصون في تشريح الفيروس (هههه: لا تسخر مما قيل: بالرغم من صغر هذا الفيروس العالي الكفاءة فإن عقول العلماء أوسع وأنضج ) لقد استخدموا تقنية النانو Nanotechnology .

انظر: لاتسمع لأقوال المهرجين بأن هؤلاء العلماء هدفهم تقليص أعداد البشر؛ هذا هراء. ركز معي: هؤلاء العلماء ذراعهم طويلة في خدمة البشرية وعيونهم ثاقبة في التمرس والاستيضاح في جزيئات الفيروس النانونية أي التي تقاس بالنانومتر (النانو واحد على الألف من المايكرو).المهم فقط لنقرب الفكرة فقد قرروا ما يلي  :بدل أن نجمع البروتين الفيروسي المحفز على التحصين وهو بروتين الشناغب أي الشوكات، نستطيع أن نصنعه في جسم الذي يأخذ اللقاح .كيف؟ إستنبات مناعة الإنسان ضد الفيروس بدون أن نطعمه بالشوكات والتي نحتاج إلى وقت طويل لجمعها من الفيروس، نروح نسرق أو بالأحرى نقبض على من يصنعها في الفيروس وهذا يمثل شريحة نسخ فمن هو ياترى؟ : جينات الفيروس ال27  تصنع مرسول مهم يولد من جينات الفيروس هو الماسنجر آر إن أيهmRNA وهذا في العدوى عادة يرسل الى مصنع البروتينات الخليوي البشري ليصنع بروتين الشوكات .

فلماذا لا نقلد العملية، فبدلا من العدوى نستخدمه كلقاح .راحوا زرعوا الفيروس في خلايا بشريه موجودة عندهم في المختبرات العلمية وبإمكانك أن تشتريها من شركات عالميه ATCC وقاموا يحلبوا الماسنجر هذا من الخلايا ويجروا عليها اختبارات كل حسب اجتهاده حتى نقحت ونضجت وأعطوك اياها وصارت خلاياك تصنع اللقاح وهو بروتين الشوكات(الأنتيجين)وأحيانا قد يطفح الكيل فكما يقول المثل “اصابعك في يدك ماهي سوى” فنحن البشر لدينا كفاءات جسميه مختلفة، نادرا عند واحد في المليون يزداد الإنتاج من بروتين الشوكات وهذا غير طبيعي وتكتظ هذه البروتينات وتصير زحمة إضافة إلى كريات الدم وصفائح التخثر ويطير زمبرك الإشارات الالتهابية وتعلن في جسمك حالة الطوارئ وردة فعل وشيكة أو جلطة.  الله يعينك إذا أنت في مكان بعيد عن مراكز الرعاية الصحية وتذهب في مهب الريح .لذا نقترح أن تكون مشمولا بالرعاية الصحية وعلى الأقل ليوم واحد مثلا تنشئ مستشفيات ميدانيه لأولئك المطعمين للوقوف معهم أثناء محنتهم الصحية المؤقتة وإن شاءالله تعدي الجائحة على خير، وقبل أن نختم الحديث ولكي نحيي فيك روح الأمل في هذه التقنية الجديدة وتتبخر منك كل ما قيل وقال ولا تقول إنهم يغشونا بهذه التطعيمة فانظر لهذا الماسنجر قد أصبح محطة أنظار العالم والعلم وندخل من هنا الى موضوع حساس لجميع شعوب العالم:انظر مثلا إلى  سرطان القولون.. لقد تم تشخيصه عند المريض وأجريت له عملية جراحية وأزيل الورم الأم ولكن أين ثنائياتها؟ هي مختبئة في العديد من أعضاء الجسم وقد تسألني أين الإثبات وأقول لك:توجد تحاليل لمتابعة جينات الورم في الدمctDNA وهذا يعني من مكان ما ترسل الأورام الصغيرة الجينات السرطانية وتقول لك نحن لازلنا هنا في مكان ما إذهب وإبحث عنا،.والحل؟ العباقرة في تكنولوجيا العلم رفعوا القناع وصنعوا تطعيمة من ماسنجر الخاص بالورم .هذا الماسنجر قادم من الخلايا السرطانية غريب عن الجسم ولذلك فإن ما ينتجه من بروتين هو أنتيجين يوقظ النظام المناعي للخطر المحدق بالجسم وتذهب الخلايا المناعية تبحث عن الخلايا السرطانية التي تعربد في الجسم بهذا المنتج وتقضي على الثنائيات السرطانية أين ماكانت على غرار الحصانه ضد فيروس كوروناmRNA technology

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×