22 ميتاً يتنزهون في شوارع القاهرة.. والعالم يتابع المصريون ينسون أحزان القطار ومخاوف سد النهضة "مؤقتاً"
القاهرة: صُبرة
اليوم؛ يتناسى المصريون آلامهم ولو موقتاً، بداية من جنوح سفينة عملاقة في قناة السويس، أصابتها بجلطة بحرية، مروراً بحادث قطار الصعيد، وليس انتهاءً بالحرائق وسقوط عمارة جسر السويس والمخاوف من تطورات قضية سد النهضة.
المصريون قرروا توجيه بوصلة اهتمامهم صوب موكب مهيب، ينقل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة من مقرهم سكناها الحالي في المتحف المصري في ميدان التحرير، حيث مكثت هناك أكثر من قرن، إلى مقرها الجديد في المتحف القومي في الفسطاط، تحت اسم “موكب المومياوات الملكية”.
ولأن الحدث غير مسبوق، وغير عادي، فقد تزينت له شوارع القاهرة، التي استقبلت عدداً ضخماً من وسائل الإعلام الدولية، التي ترغب في نقل رحلة المومياوات الملكية بالصوت والصورة على الهواء مباشرة.
18 ملكاً
ويبدأ موكب المومياوات في السير مع غروب شمس اليوم (السبت)، وستُنقل خلاله مومياوات 18 ملكاً و4 ملكات من عصور الأسر الفرعونية الـ17 إلى الـ20، على متن عربات مزينة على الطراز الفرعوني، تحمل أسماءهم، تباعاً بحسب الترتيب الزمني لحكمها.
تستغرق الرحلة الممتدة على نحو 7 كيلومترات حوالي 40 دقيقة، وسط حراسة أمنية مشددة، حتى تصل إلى المتحف القومي للحضارة المصرية جنوب القاهرة، وهو أحد أهم المشروعات التي أُنجزت بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة “يونيسكو”، ويضم مقتنيات متنوعة من الحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر.
الملك الفرعوني
يقود الموكب الملك الفرعوني سقنن رع تاعا، وهو من ملوك الأسرة الـ17 في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وكان حاكماً لطيبة (الأقصر حالياً) وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس.
ويضم الموكب أيضاً بعض الملوك والملكات الفراعنة المعروفين بشكل واسع لدى جموع المصريين، مثل الملك رمسيس الثاني، وهو أشهر ملوك الدولة الحديثة (الأسرة العشرون) الذي حكم مصر في القرن الـ12 قبل الميلاد لنحو 67 عاماً. وعثر على مومياتهما في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881.
كذلك الملكة حتشبسوت، وهي من أشهر الشخصيات النسائية في تاريخ مصر القديم، وقد أعلنت نفسها ملكة على البلاد في عصر الأسرة الـ18. وعُثر على موميائها عام 1903 في وادي الملوك بالأقصر.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي، كانت تُعرض بجانب بعضها البعض في غرفة صغيرة، من دون شرح أو توضيح تاريخي.
أغلفة النيتروجين
وستوضع المومياوات في أغلفة تحوي مادة النيتروجين، في ظروف شبيهة بتلك الموجودة في صناديق العرض، وستزود العربات التي تحملها بآليات لامتصاص الصدمات.
وفي مقرها الجديد بمتحف الحضارة، ستعرض المومياوات في صناديق أكثر حداثة “من أجل تحكّم أفضل في درجة الحرارة والرطوبة مقارنة بالمتحف القديم”.
وستُقدم المومياوات بشكل فردي بجانب التوابيت الخاصة بها، في صورة تحاكي مقابر الملوك الفرعونية تحت الأرض، مع سيرة ذاتية لكل مومياء وصور الأشعة لبعض منها.
ومن المقرر أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور غداً (الأحد)، لكن لن يتسنى له مشاهدة المومياوات الا اعتباراً من 18 أبريل بعد الانتهاء من إعدادها للعرض.
وقال عالم المصريات المصري زاهي حواس: “المومياوات ستقدم لأول مرة بطريقة جميلة، لأغراض تعليمية، وليس من أجل الإثارة”.
ووفقاً له، فإن هيئة المومياوات المخيفة كانت سبباً في الماضي للزيارات القليلة، ويقول “لن أنسى أبداً عندما اصطحبت (الأميرة) مارجريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، إلى المتحف .. أغمضت عينيها وهربت”.
فليكونوا عبرة وعضه لما.. اين ملكهم ذهب واين هم الان.. هل رحلوا والله راضي عنهم.. ام لعنهم وسخط عليهم بجرمهم وفعالهم وتجبرهم؟