حنان.. 13 سنة.. أنقذت أخوتها الأربعة من حريق مدمّر في دارين «الفشل الكلوي» أنقذ الأب.. و«كورونا» الأم.. والشقة تحولت إلى رماد
دارين: ليلى العوامي
بعفوية طفلة، وخوف أخت كبرى، ولهفة أم صغرى، لم تجد حنان شاهين حسين آل شاهين (13 عاماً)، مفراً من أن تتحمل مسؤولية الحفاظ على أرواح أخوتها الأربعة، عندما اشتغلت النيران في الشقة التي تؤويهم في دارين بجزيرة تاروت، فحملت اثنين من أخوتها على ساعديها، رغم جسمها النحيل، وصرخت في الآخرين بالهرولة خلفها، إلى أن غادروا الشقة، قبل أن تشتعل النار في أرجائها خلال لحظات.
وشاءت الأقدار ألا يوجد في الشقة أثناء وقوع هذا الحادث سوى حنان وأشقائها الأربعة أحمد (11 عاماً)، محمد (8 سنوات)، جنان (6 سنوات)، وفاطمة (3 سنوات)، وقبلها بخمس دقائق فقط، غادرت الأم لتلقي العلاج في مستشفى عنك العام، فيما ذهب الأب لإجراء غسل الكلى في مستشفى آخر.
رائحة غريبة
تروي “البطلة” حنان – كما وصفها جدها أحمد المياح – تفاصيل ما حدث، “كنت وأخوتي الأربعة نجلس في صالة شقتنا في الدور الثاني، نشاهد التلفزيون، فشممتُ رائحة غريبة كأن شيئاً يحترق، ولفت انتباهي اشتعال النار في مكيف الصالة، صرخت في أخوتي بصوت عال من هول الصدمة”.
حنان وأشقاؤها الأربعة
أدركت حنان أن الرعب والخوف وحتى الصراخ لن ينجيها وأخوتها من الخطر القادم إليهم لا محالة، فحملت أختها فاطمة فوق يدها اليمنى، وجنان على اليسرى، وهرول خلفهن أحمد ومحمد نحو سلم البيت مسرعين، ونزلوا إلى الطابق الأرضي.
تقول حنان “ما أن بدأنا بالهرب من صالة الشقة، حتى بدأت النيران تشتعل بصورة سريعة في المكان كله، وأكلت غرف الشقة ومحتوياتها من الملابس واللعب والأسرة والأثاث، فكل شيء أصبح راماداً، كما أنها أتت على الأموال التي ادخرتها أمي لنا، ولم يبق من كل هذا سوى ذكريات اللعب والمرح مع أخوتي”.
إيمان راسخ
بإيمان راسخ، لا يصدر إلا من فئة الكبار، ترفع حنان كفيها إلى السماء، شاكرة الله على أن والديها لم يكونا في الشقة أثناء اندلاع الحريق فيها. تقول “الحمد الله على كل حال، أهم شيء سلامة أمي وأبي وأخواني، وطالما هم بخير، فكل شيء سيعُوض”.
يُعلق جد حنان لأمها أحمد المياح على الحادث وطريقة حنان في إنقاذ اخوانها، قائلاً “هي فتاة ذكية، “شالتهم شيل”.
وتابع “أنقد الله والد حنان من هذا الحادث، إذ كان على موعد لغسل الكلى المصاب بها منذ سنتين، والأم لولوه أحمد المياح التي أصيبت قبل أسبوع بفيروس كورونا، وتعيش في الحجر المنزلي، وعندما زاد تعبها، جاء إليها أخوها داود بن أحمد كي يذهب بها إلى مستشفى عنك العام قبل 5 دقائق من اشتعال النيران”.
الجد أحمد المياح.
ويضيف المياح “لو كانت ابنتي في المنزل، وهي مريضة كيف ستخرج؟ فربما ماتت الآن، ولكن قدرة الله سبحانه وتعالى وقضاءه فوق كل شيء، والحمد لله أن أعطى هذه الطفلة حنان ذات البنية الضعيفة، القدرة على حمل أختيها، وجر الطفلين خلفها”.
الأب شاهين الشاهين.
الحمد لله على سلامتهم والله يحفظنا جميعا
الحمد والشكر لله رب العالمين على نعمة سلامة الاسرة ونرجو الله الرحمن الرحيم ان يعوضهم خيراً مما ذهب منهم ويمن على مرضاهم بالشفاء والعافية وعلى مرضى المسلمين يارب??
الحمدلله على سلامتهم والله يحفظهم من كل بلاء ويعوضهم خير