غداً.. المريخ يقترن في الثريا.. في مشهد لن يتكرر قبل 17 عاماً يُشاهد بالعين المُجردة ويمكن رصده بكاميرا الجوال

جدة: واس

تشهد سماء المملكة والوطن العربي بعد غروب شمس يوم غدٍ (الأربعاء) بداية الليل، وقوع كوكب المريخ بالقرب مع عنقود نجوم الثريا، وسيفصل بينهما 2.6 درجة، وهو أقرب اقتران لهما منذ 20 يناير 1991.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه سيكون من السهل رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة رغم خفوت لمعانه مقارنة في الأشهر الأربعة الماضية، مشيراً إلى ضرورة استخدام المنظار أو التصوير لرؤية عنقود نجوم الثريا قرب الكوكب الأحمر من داخل المدن.

وأضاف أن المريخ يرصد حالياً في الأفق الغربي في كوكبة الثور بالقرب من نجم الدبران الأحمر، ومن السهل التمييز بينهما، رغم التشابه النسبي في اللون والسطوع، فالنقطة الحمراء العلوية بالنسبة للراصد هي نجم الدبران، أما كوكب المريخ سيكون أسفله وأقرب بكثير إلى عنقود الثريا.

وأضاف أن من أبرز الفروق أيضًا أن الدبران يضيء من ذاته في حين أن المريخ يعكس ضوء الشمس، إضافة إلى أن الدبران وعنقود نجوم الثريا نقاط ثابتة من الضوء في كوكبة الثور، ولكن المريخ مجرد زائر مؤقت.

وبين أنه سيُلاحظ مطلع مارس الجاري، أن نجم الدبران أكثر إشراقًا من المريخ للعين المجردة، فالمريخ يخفت كل يوم، ما يعني أنه أكثر خفوتًا من الدبران بحلول الوقت الذي سيمر فيه بمقدار 7 درجات شمال الدبران في 20 مارس الجاري، وبحلول الـ 24 من أبريل المقبل، سيكون المريخ أكثر خفوتًا عندما يخرج من كوكبة الثور ويدخل كوكبة التوأمان.

وأفاد أبو زاهرة، بأن المريخ هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، ويستغرق نحو سنتين من سنوات الأرض ليصنع دائرة كاملة أمام الكوكبات النجمية في دائرة البروج، لذلك عادةً ما يلتقي المريخ والثريا كل عامين، ومع ذلك كاستثناء فإن اقتران المريخ المقبل، مع الثريا سيحدث في العام المقبل بدلًا من العام الذي يليه في 20 أغسطس 2022، لأن اقتران الأربعاء يحدث في وقت مبكر من هذا العام، إضافة إلى ذلك لن تحدث أي حركة تراجعية للمريخ بين 2021 و2022 واقتران المريخ والثريا، وبعد عام 2022 ستحدث اقترانات المريخ والثريا كل عامين حتى الـ 14 من مارس 2036.

وتابع رئيس الجمعية الفلكية في جدة يقول “يحدث في حالات نادرة أن يكون للمريخ ثلاثة اقترانات مع الثريا في فترة تبلغ حوالى 4.7 أشهر، وكي يحدث هذا؛ يجب أن يصل المريخ إلى التقابل في وقت حرج؛ بحيث يمكن أن يمر المريخ قرب الثريا وهو يتحرك إلى الأمام شرقًا أمام النجوم في دائرة البروج، ثم إلى الوراء باتجاه الغرب أمام النجوم في دائرة البروج، ثم يعود ويتحرك شرقًا مرة أخرى ، وهذا حدث في عام 1990- 1991، وسيتكرر من جديد في 2037- 2038.

وأشار إلى أنه يمكن رصد اقتران المريخ بعنقود الثريا بالمناظير، وأنه من خلالها سيظهر المريخ والثريا في نفس مجال الرؤية، إضافة إلى ذلك يعد الحجم الكبير للثريا مناسبًا للمناظير التي تكشف عن العديد من النجوم الخافتة المرتبطة بالعنقود النجمي واحتوائها كلها في منظر واحد.

وأبان أبو زاهرة، أن الاقتران سيكون أيضًا جذابًا للتصوير الفلكي فالمريخ وعنقود الثريا لامعان بدرجة كافية لتصويرهما بواسطة الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، ومن خلال عدسة ذات طول بؤري يبلغ 200 ميليمتر مع كاميرا رقمية بحساس بنظام APS-C سيكون التصوير جيدًا.

يُذكر أن اقتران المريخ والثريا هذه السنة لن يتكرر بنفس المسافة الظاهرية مرة أخرى حتى الـ 4 من فبراير 2038.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×