عرفات الماجد: المجتمع رفضني مذيعة قبل 16 سنة.. واليوم يصفّق لي على المرأة أن تنجح.. حتى لو كانت مطلقة
تعلمت من أمي القوة.. ومن أوبرا وينفري الإصرار على النجاح
القطيف: ليلى العوامي
“إبنة البحر.. المرأة القوية.. الأنثى الناعمة.. الأم العظيمة.. “الإنسانة” الفاعلة”.. هكذا بدأت بلقيس السادة تعريفها عرفات الماجد، مساء البارحة، في بداية لقائها المفتوح في جمعية العطاء بالقطيف، ضمن برنامج “تجارب نسائية مميزة”، في مقرها بحضور سيدات من المجتمع ومهتمات بالعمل الإعلامي.
عملي كالأخطبوط
وحين تسلّمت الماجد زمام الحديث، بدأت منذ عام 2002، باعتباره عام البداية الخاصة بها. “قرأتُ إعلاناً يطلب مذيعاتٍ متعاونات في القناة الثانية الإنجليزية، قدمتُ أوراقي، قُبلت كمتعاونة.
كنت السعودية الوحيدة بين المقبولات.. فكانت فرصة لي لإثبات نفسي. ثم انتقلتُ إلى القناة الأولى، كما أتيحت لي فرصة للعمل الصحفي التعاوني في جريدة الرياض، من خلال مدير مكتب المنطقة الشرقية حسن الشهري. ومنها تعددت الفرص الوظيفية في مجال الإعلام فكان عملي كالأخطبوط، عمل وتأسيس علاقات.. فالإعلام بلا علاقات إجتماعية لا شيء”.
المؤثر والمتأثر
تأثرت كثيراً بشخصية أمي وكل إنسان يتخذ من الأقوى قدوة له فوالدتي، حفظها الله، ذات جبروت تأثرت بحزمها وقوتها كثيراً، فقد كانا ضروريين جدًا أثمرت عرفات الماجد.
في المجال الإعلامي أعجبت كثيرا بشخصية Oprah Gail Winfrey إنسانة بدأت بسيطة ونجحت حد الإنبهار إمراءة سوداء كانت مرفوضة إعلاميا ولكنها الآن سيدة الإعلام. الأمريكي Larry King رجل كان يصب القهوة داخل المكاتب واليوم هو ربان الإعلام الأمركي.. هذه الشخصيات تعطيك قوة وتدفعك نحو المستقبل لتكون شيئاً مختلفاً ولك بصمة مؤثرة في الحياة هكذا هي الحياة.
بعد الانفصال
وباغتها سؤال عن صحة القول إن الجميلات هن القويات يأس يضيء ولا يحترق.. فكانت إجابتها “صعوبات بمعنى الصعوبات هي كيف تفسرها أنت.. هل أنا أمر بأزمة وأمر بصعوبات هي برمجة للنفس”.
وأضافت “انطلاقتي الأولى كانت بعد إنفصالي من أب أولادي. الكثير من السيدات بمجرد إنفصالهن يجدن أنفسهن في تفكير أن الحياة انتهت.. لكن “الحياة حلوة”، ولن تنتهي. يجب على المرأة أن تواصل حياتها حتى لو كانت مطلقة أو غير متزوجة”.
وواصلت “لولا انفصالي، عام 2004، لما وصلت إلى ما وصلت إليه.. وما حققت هذا النجاح الذي أعتز به. الإنسان بحاجة الى قوة تدفعه الى الأمام.. الصعوبات هي صفحة كانت صعبة لكن مجرد ما يتم قلب الكتاب تبدأ الحياة من جديد”. أضافت “انفصالي هو قرار شخصي.. لم أرغب أن اكون كالأخريات حزينة ومتألمة. لا، عرفات أرادت أن تكون شيئاً آخر ينظر إليها الأخرون ويشيرون إليها.. نحن نريد أن نكون كعرفات.
عصامية التكوين
أخترت الأنسب لي هو أن أعمل وأستقل ماديًا وبناء عليه شققت طريقي. وأتخذ قراراتي بنفسي. أنا نشأت في عائلة محافظة وأب طيب وحنون للغاية وأم قوية وصلبة.. أخوات داعمات فأنا الإبنة الصغرى وبالنسبة إليهن أنا إبنتهن والأخوات نعمة من الله. نظرة العائلة كانت نظرة حرص وخوف، وأنا فخورة أني موجودة بين أخواتي، حريصة على أن أحافظ على عائلة الماجد وما تحمله من قيم ومبادى.
نجاحي أولادي
أن أكون إعلامية وعضواً في المجلس البلدي أمرٌ رائع واعتز به. ولكن أولادي هم اسثماري المستقبلي الحقيقي. أريد أن يكونوا صورة لنفسهم وأن ينجحوا ويكونوا عصاميين. سأساعدهم ولكن ليس لدرجة أن لايعتمدو على أنفسهم.
المجتمع كان وأصبح
عملي كإعلامية بدأت من 16 سنة. ثقافة مجتمعنا كانت مختلفة تماما عن يومنا هذا. كانوا ينظرون إلى الفتاة التي تعمل في مجال التلفزيون نظرة ليست جيدة. كان عملي صدمة لمجتمعي لم يتقبله بتاتاً. كان المجتمع ينظرون إلى عرفات على أن عملها خطيئة. كانوا يطرقون باب بيتنا ويقولون “لماذا تتركون إبنتكم تعمل في هذا المجال..؟”. والدي تعرض لإحراجات كثيرة. ولكني كنت حريصة على الرد بأسلوب عملي. كنت حريصة على الوصول بخطى ثابتة، وإن كانت بطيئة . العمل الإعلامي يحتاج إلى صبر. والسمعة يجب أن تكون مصونة في هذا المجال. والحمد لله رفض المجتمع عملي قبل 16 عاماً واليوم يصفق لإنجازاتي بكلتا يديه.
بين الجغرافيا والإعلام
قدمت على عدة تخصصات ولم يتم قبولي بأي تخصص لصعوبة القبول في ذلك الوقت .
أنجبت إبني الأول حسن وجلست بالمنزل وبعدها عدت وقدمت مرة آخرى قدمت على قسم اللغة العربية ولكن قُبلت بقسم الجغرافيا رضيت حتى لاأجلس في المنزل نفعني كثيراً في مجال عملي كإعلامية . ولو كان في ذلك الوقت تخصص إعلام لدخلته . كنت إعلامية بالفطرة من الصف الرابع الإبتدائي كنت أشارك بالإذاعة المدرسية في الجامعة كنت أمسك اللاقطة الصوتية في المحافل الجامعية و كنت أنا المتحدثة فتعودت على مواجهة الجمهور
ولكن تواجدي أمام الكاميرا هو أصعب شيئ واجهني في عملي الإعلامي عام كامل لم أتقبل ظهوري وأدائي وصوتي فقررت تدريب نفسي بنفسي ومساعدة المخرجين ليي كان عامل مساعد ايضاً
في المجلس البلدي
في بداية انتخابات الدورة الثالثة كنت مساندة لصديقتى نسيمة السادة، وبذات الوقت كنت أدرس تقبل المجتمع للمرأة في مثل هذا العمل. وولدت فكرة الإشتراك في الدورة الرابعة، ولكن قبل يوم الانتخاب. جاءتني مكالمة من وزارة الشؤون البلدية والقروية.. من الرياض.. قال المتصل “اسمك من ضمن المرشحين للدورة الثالثة وبطبعي سألت مع من سأعمل وتعرفت على الأسماء فقبلت.
قال لي المتصل انت مرشحة وقد تفوزين أو لا تفوزين هل أنت موافقة..؟
قلت له نعم. أنهيت المكالمة وأنا لا أملك أملاً في الفوز، حتى أخبرت زوجي بذلك وطلبت منه أن لايخبر أحداً لأن الكلام مجرد ترشيح. وليلة إعلان النتائج لم أكن أعلم أنها ليلة الإعلان وخرجت أتسوق، وتلك الليلة لم يهدأ جوالي من المباركات تعجبت وكنت أتساءل: لماذا..؟
لا أحد يجيب.. فقط يباركون.
وسألت: لماذا اختاروا عرفات الماجد ضمن خريطة المجلس البلدي..؟ اتضح لي أن عرفات الماجد إعلامية ولابد من وجود إعلامي في المجلس البلدي، وهذا هو سبب اختياري، فعملت بالحس الصحفي في المجلس البلدي. والحمد لله أول عمل لي كان ملف تسرب المياه في إحدى مناطق سيهات.
الأعمال البلدية مرتبطة بالشخص العادي في المجتمع، والمواطنون يريدون خدمات قد لا نطبقها بسبب مساحة المنطقة والميزانية والمقاول والعمال وغيرها من الأمور.. كثيرة مسببات التأخير في أي عمل بلدي .
نحن نملك سلسلة من الأعمال يجب أن نصبر ونحتاج للكلام الإيجابي وليس السلبي نحن نعلم أن المجتمع يريد إنجاز مايطلبه وينظر إلينا نظرة المقصر لكنهم لانهم لايروون نحن ماذا نفعل؟ وهم معذورون لذلك معاملات كثيرة وصلت لجهات عليا وفي نظري الكثير من التحركات يجب أن تكون سرية حت لايتأذى الأفراد إذا لم ينجز مايطلبون وكلما كان المجتمع واعي بطريقة عرض المبادرات سينجح وتتم الموافقة عليه ليس كل المشاريع مرفوضة وليس جميعها مقبول هناك مسوغات لقبول اي مشروع وهذا لم نفهمه إلا حينما دخلنا المجلس البلدي.
مبادرة أشجارنا
من إنجازات التي افتخر بها مشاركة مع جمعية العطاء وأتمنى استمرراها وهي زراعة الأشجار المحلية في مناطق القطيف خاصة الأشجار المثمرة المألوفة عند المجتمع القطيفي ونتمنى أن نراها في القطيف بصورة هناك مشاريع أخرى استبعدت لأنها قد تؤثر على البيئة في المنطقة بالإضافة الى مبادرات آخرى وهي حي الضاحية والخزامة ونتمنى التوفيق من الله على ذلك.
معوقات
وحين سُئلت ما أبرز المعوقات التي تحول دون تحقيق طموحاتك في العمل البلدي..؟
قال: لا أرى أي معوق.. اتباع سياسة التصالح مع البلدية والحمد لله يتم إعتماد منجزاتي. صحيح هي محدودة لكنها منجزه بناء على المشاريع التي تم اختيارها وتطبيقها وجهودنا اليوم موجهه نحو العوامية لإعادة تعميرها وإنشاء مدينة متكاملة وميزانية البلدية موجهه لإحياء هذه المنطقة.
عرفات الماجدة امرأة عصامية ومجتهدة وقدوة