من غموض صفوى إلى وضوح الجارودية.. الكلاب تفتك بحظيرة دجاج طبيب بيطري 30 دجاجة أُكلت ونفقت بأنياب زائري الصباح.. والإنقاذ وصل بعد فوات الأوان
القطيف: أمل سعيد
ينتقل مشهد قتل الحيوانات داخل الحظائر، في قرى ومدن محافظة القطيف، ليستطيل السؤال الذي يؤرق المزارعين: إلى متى؟.
وصباح اليوم الخميس تمكنت الكلاب من قتل 30 دجاجة في مزرعة عبدالله الرمضان، وهو طبيب بيطري، يسكن قرية الجارودية نفسها.
لم يفاجئه المشهد، بمقدار ما ساءته خسارة دواجنه.. وقال “عند دخولي المزرعة في صباح اليوم، وفي حوالي الساعة 6، وجدت 3 من الكلاب تطارد الدجاج داخل الحظيرة، وما إن رأتني حتى فرت هاربة، بعد أن قتلت 30 دجاجة”.
تقع مزرعة الرمضان في سيحة الجارودية بالقرب من البيدر (حي الحسين)، محاطة بسياج من الشبك، وبحسب الرمضان فإن الكلاب حفرت تحت السور لتجاوزه والدخول للحظيرة.. يضيف “هذه ليست المرة الأولى التي تهجم فيها الكلاب على المزرعة، بل هجومات متكررة، حتى أن الوالد اعتمد طريقة بدائية لصيد الكلاب المعتدية ومن ثم يأخذها إلى البدراني ويتركها هناك”.
وعن أعداد الكلاب ومقارنتها بالماضي القريب يقول الرمضان “لم تعد أعدادها كما كانت بل زادت كثيرا خلال الـ5 سنوات الأخيرة، كنا نرى الكلاب بين المزارع ونحن صغار، لكن ليس بهذه الكثرة، ولا في كل مكان، كان هناك شيئاً أقرب إلى الاحترام البيئي المتبادل بين الكلب والإنسان، اليوم الكلاب تتجول في المزارع وبين البيوت، وبحكم أن بيتنا قريب من المزرعة، بسبب تداخل المساحات الزراعية والسكنية، فنحن نلاحظ ذلك جيداً”
كلاب شرسة
يستطرد الرمضان كلامه عن طبيعة الكلاب الشرسة “لقد هجمت الكلاب قبل مدة على أخي الصغير وهو شاب في المرحلة المتوسطة، وكادت تؤذيه لولا أننا سمعنا الصوت وأدركناه قبل أن تفعل”، ويُذكّر الرمضان بحادثة طفل الأحساء ” يجب أن لا ننتظر حتى تهجم الكلاب على أحد وتؤذيه أذى بليغاً كما حدث في الأحساء، خاصة أن الكلاب لا تتورع في الهجوم على الأطفال، لذا أظن أن على المسؤولين إيجاد حل لهذه المسألة، تتناسب وحجم المشكلة”.
من أجل القتل فقط
ومرة أخرى يرجح الخبير البيئي محمد الزاير، وبنسبة 80%، أن تكون الكلاب هي المسؤولة عن حالات قتل الأغنام في صفوى، “التي يعمد فيها الحيوان إلى عض رقبة الفريسة حتى الموت، وإن كان ذلك ليس من السلوك المعروف عند الكلاب إلا أنها تلجأ له أحيانا، عندما يكون القتل من أجل القتل فقط، دون الحاجة للأكل”.
أتى هذا الترجيح من قبل الزاير بناء على أن “ابن عرس لا يستطيع قتل الأغنام بسبب حجمه الصغير، كما أن حيوان ابن آوى (العوى) لم يعد موجوداً، فنحن الآن أمام 3 حيوانات فقط، وهي الكلاب والذئاب والثعالب” ويكمل الزاير “من المعلوم أن الذئاب اختفت من المنطقة منذ فترة طويلة، أما بالنسبة للثعالب فهي مستبعدة لأن ما يجري لا يشبه سلوك الثعالب أبداً، فلم يبق غير خيار وحيد وهو الكلاب، وهذا ما أكدته حادثة الجارودية اليوم، حيث قتلت الدجاج بنفس الطريقة المتبعة في قتل الأغنام بصفوى”