حتى لا نعود إلى منع التجوّل…!
حبيب محمود
بعيداً عن إثارة الهلع والذعر؛ كانت إصابات كورونا، هذا الأسبوع، هي الأعلى منذ قرابة 40 يوماً. 310 إصابات يوم الثلاثاء، وأمس الأربعاء 306. في حين لم يسجّل يوم الاثنين إلا 255 إصابة فقط.
وقبل أن تصل إلينا هذه الأرقام؛ كانت مجسات الرصد والمتابعة؛ منتبهة إلى وجود حالة من تململ الناس أمام التزامهم الاحترازات. ولعلَّ ذلك ما يفسّر رفع حالة التأهُّب التي فاجأت السعوديين ـ والمقيمين ـ مطلع هذا الأسبوع، وتسارعت وتيرة الترتيبات الجديدة، حتى فوجئنا اليوم بترتيبات مشددة تخص حفلات الزواج وفعاليات الترفيه، بل وشملت حتى صلاة الجنائز..؟
ماذا يعني ذلك..؟
ترتيبات هذا الأسبوع تذكّرنا بما شهده العام الماضي، 2020، من تدرُّج في وضع قيود على حركة السفر، والتنقل داخل المناطق، وداخل المدن.. وصولاً إلى مرحلة منع التجول الجزئي، ومن ثم الكلّي، ثم العودة إلى الجزئي، ونهايةً بانفراج الأمور، وتحمّل الناس أمانة أنفسهم وأهليهم.
تجربة العام الماضي؛ علّمتنا الكثير. علّمتنا كيف أن معدّل الإصابات قفز يوم 2 مارس من إصابة واحدة، إلى آحاد، ثم عشرات، ثم مئات، ثم آلاف.. قبل أن يبدأ العدد اليوم في الانخفاض تدرّجاً.
مؤخراً؛ صارت مجسّات الرصد والمتابعة تُفرز مؤشراتها غير المريحة، من جهة الناس، مواطنين ومقيمين، أفراداً ومؤسسات. وعلى لسان وزير الصحة، ومتحدث الصحة، وبيانات وزارة الداخلية، وموافقة المقام السامي على ترتيبات تطبيق “توكلنا”.. كلُّ ذلك يقول إن مشكلة جادة لدى الناس؛ آلت بالأمور إلى عودة إجراءات أكثر صرامة..!
تجربة العام الماضي؛ علّمتنا أن التدخل الحكوميّ في أزمة كورونا بلغ أبعد من مداه، قياساً بدول متقدمة علينا بمراحل. احتوت الدولة أزمات متفرّعة ذات بعد اقتصادي وأمني واجتماعي، ووقّعت شيكات على بياض لصالح القطاع الخاص الذي تأثر بقيود الحركة والتنقل، وواجه معضلات في دورة عجلات الإنتاج.
نعم؛ وقّعت الدولة شيكات على بياض، في حزمة من الإجراءات المالية، وتحمّلت أعباءَ هائلة، دون فرز مواطن عن مقيم، بل لم تفرز حتى الموجودين على أراضيها دون أي وجه نظامي..!
واستمرّت هذه السياسة في برامج العلاج والوقاية والتوعية، وما زالت. حتى حين استوردت لقاح الوقاية؛ فتحت البرنامج شاملاً مسخَّراً لكلّ إنسانٍ على أرضها. وهذا شيكٌ أيضاً موقَّع على بياض..!
لكننا ـ مواطنين ومقيمين ـ لم نثمّن كلّ هذا البذل على النحو اللائق بحماية أنفسنا. وما إن أخذ عدّاد كورونا ينحو منحى الانخفاض؛ حتى سلّمنا أنفسنا للتململ والتراخي، بل والتهاون. وها هي النتيجة؛ تأهُّب جديد عالٍ يتدرّج يوماً بعد آخر، ويشمل نشاط الناس ويومياتهم..!
إن لم نفهم ما علينا فهمه؛ فعلينا أن نتوقّع ما هو أشدّ من ترتيبات هذا الأسبوع. لا أحد بإمكانه توقُّع عودة منع التجوّل كما كان في العام السابق، ولا أحد بإمكانه استبعاد العودة. ولكن يبدو أننا سوف نُجبر على حماية أنفسنا؛ إن لم تنبع رغبة الحماية من داخلنا نحن.. نحن؛ مواطنين ومقيمين.
حمى الله وطننا من كل سوء.
شكرا اخونا الفاضل حبيب محمود المبدع دائما
الاخ علي التاروتي كلامك غير صحيح كثير جدا تم العفو عنهم ..
حفظ الله احبابنا ودولتنا من كل شر وسوء ..
اي وعطلوا جوازات اللي كانوا في إيران وأفصحوا عن وجودهم في الموقع مع أنهم وعدوهم عبر الوسائل الاعلامية الرسمية بالعفو!