في حفل تكريم الإعلاميين.. عبدالرؤوف الجشي يطلب “براءة الذمة”.. والجمهور يصفق مركزي القطيف يوزع الدروع والشهادات تقديراً لمن سانده في جائحة كورونا

القطيف: صُبرة

حين قال “أسألكم براءة الذمة”؛ ضجت القاعة بالتصفيق.. ومع أن الحفل خاص بتكريم الإعلاميين؛ كاد يتحوّل ـ عفوياً ـ إلى تكريمه هو. وتعاقب أربعة من الصحافيين، على الأقل، في “نبش” ما كان يخفى بينهم وبينه من اختلافات وخلافات ومناكفات، بين مالك معلومة، وطالب معلومة..!

عبدالرؤوف الجشي، مدير العلاقات العامة في مستشفى القطيف المركزي، أكثر من 35 سنة أمضاها في العمل، منذ سنوات مستشفى القطيف العام الذي كان يعرفه الناس بـ “مستشفى السويچه”. ثم انتقل إلى المركز بعد افتتاحه على يد الملك فهد، سنة 1987م.

وحسب كلمة المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى؛ فإن “عبدالرؤوف” طلب تجيير حفل تقاعده ليكون لصالح تكريم الإعلاميين المشاركين في جائحة كورونا. وبدوره؛ ردّ الإعلاميون بالتصفيق، وبالإشادة، وبتذكر سنواتٍ طويلة من العمل معاً في الإعلام الصحي، كان المستشفى المركزي محطّ الأسئلة، ومصدراً من مصادر الأخبار.

فكرة الجشي وفيّة، والصحافيون الذين عايشوا معه ملاحقة المعلومة الصحية والطبية، وفيّة أيضاً. ومع أن الحفل خاصّ بالإعلاميين؛ تحوّل إلى مناسبة ودٍّ، وكأن خاتمة “عبدالرؤوف” مع زملائه الإعلامية لن تكون أقل من “مسك”..!

الحفل

بدأ حفل اليوم بأغنية وطنية بصوت حسين قريش، ثم تسلّم الجشي منصّة الترحيب، وجاء من بعده المدير التنفيذي ـ الدكتور الموسى ـ ليتحدث عن “أبو أحمد”.. كانت كلمة عفوية فيها من الاحترام ما يُشير إلى أن العلاقة أجمل من علاقة رئيس بمرؤوس، بزميل وآخر.. الموسى تحدّث بمودّة أعمق.

المذيع محمد الحمّادي؛ مُنحت له كلمة الإعلاميين المكرمين.. الحمادي وجه متألق بشوش، ورجل علاقات عامة أيضاً. وفي مناسبة كهذه لم يفوّت تسجيل وفاءه للمكرِّم الذي صار مكرَّماً. جمهور القاعة المتباعد ـ احترازياً ـ أنصت إلى الحمادي وكأنه يرى الجشي..!

كادت تأتي فقرة تسليم الدروع.. إنها فقرة المناسبة أصلاً، لكن زميلة الحمادي في التلفزيون شادن الحايك؛ طلبت منصة الحديث.. إنها فرصة يجب وضع توقيع فيها. وهي أول من نبش موضوع الاختلاف.. لكنّها لم تكن الوحيدة في تسجيل احترام الجشي الذي صابَر كثيراً في علاقته بالصحافيين الباحثين عن المعلومات.. وقد حرّضت الزميلة الحايك على طلب المنصة..

وقبل أن يتسلّم الزميل حبيب محمود السماعة؛ نبّه الدكتور الموسى إلى تجنّب ما كان يجري بين الصحافيين وبين الجشي من اختلافات.. مع ذلك؛ أشار محمود إلى ما هو أكثر من الاختلافات.. أشار إلى ما يشبه المصادمات.. الزعل.. انتهاء مكالمات بطريقة فيها حدّية.. لكنه عاد ليؤكد ما لدى عبدالرؤوف الجشي من نُبل وخلق رفيع.. إنه “طفل تحبه”، ورغم خلافك معه؛ يعود ليقول لك “أحبك”.. بصدق..!

الزميلة حكيمة الجنوبي كانت آخر المتحدثين من الصحافيين المكرَّمين؛ وبدورها سجّلت موقف زمالة مع الجشي، ومع إدارة المستشفى، ومع الصحيفة التي تعمل فيها الزميلة “القطيف اليوم”.

بعد ذلك؛ جاء دور تكريم المدعوين من الصحافيين.. وانتهى الحفل خفيفاً.. ودوداً.. وكأنه وداعٌ طيب بين الجشي وزملائه الصحافيين.

(تصوير: معصومة الزاهر) ـ الصور قيد التحديث

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×