الواتساب الغبي

جعفر عمران

الواتساب أذكى برامج التواصل الاجتماعي. جعلت الإنسان أقرب إلى الآخر. أكثر حداثة. ينجز أعماله بشكل أسرع وأفضل. ولكن أحدهم يومياً يحشو الواتساب بغباء فايف ستار.

أحد المتقاعدين الذي يجلس على دكة الوقت ويرمي الواتساب برسائله اليومية المتنوعة من كل بحر قطرة. وتتساءل في داخلك وما علاقتي أنا بمثل هذه الرسالة. ( أنا شاللي سويت. شنهو ذنبي). لا يحافظ على بيئة الجوال. وعليك بشكل مستمر أن تكنس رسائله من وحدة التخزين.

أحدهم الذي كنّا نعده من المؤمنين الذي يبشّر الناس بجنّته. لا يسلم أحدٌ من رسائله. يزعجك يوميا بفروضه ووصاياه وتعاليمه. يذّكرك يوميا باقتراب الساعة وتفاهة الحياة وعليك أن تموت بسرعة. كأنك تحتلّ بيته وتأكل خبزه. يحمل في جيبه ماستركي لجميع أبواب الجنة وأنه سينتظرك هناك. “فإذا جئت ولم يسمحوا لك بالدخول”، قل لهم (أنا جاي من طرف فلان وإن شاء الله أمورك طيبة).

تاجر لا يكفّ عن استفزازك بعروضه التي لا تتوقف. صار أصدقاؤه مجرد زبائن. يستعطفهم لبيع بضاعته عليهم.

بتفكيره السطحي وبغبائه المتوارث وبتفاهاته اليومية، تتساءل متى يفهم هذا وذاك. تمر الأيام والسنوات ولكن تنتبه إلى أنك أنت الذي لا تفهم. كان عليك من البداية أن تعمله له حظر + حذف.

أفضل عقاب لهذه النوعية الفريدة من البشر أن تُجمع في صندوق حديدي، تُعاد إلى المصنع، يتم تدويرها وإعادة تصنيعها ربما تفهم. أو (تطفّيه وتشغله شكله مهنغ) أو يُعاد إلى المدرسة، يداوم طوال أيام السنة ولا يشمله تعليق الدراسة. وقبل أن يرسل البرودكاست عليه أن “ينسدح” على بطنه ويكتب البرودكاست عشر مرات.

غباء نثري حبة طويلة مخمل ماركة. لا يأتيه العقل لا من فوقه ولا من تحته.

————–

* صحافي وقاص سعودي.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×