ما الذي تغيّر في القطيف…؟!
حبيب محمود
لا شيءَ تغيّر في القطيف، إنها القطيف التي كانت قبل أكثر من 40 سنة. إنني أشير إلى الأخوة الذين امتعضوا، قبل أيام، من نشر “صُبرة” موضوع فرقة “الإزعاج الهاديء”، وعبّروا ـ وهذا حقهم ـ عن رأيهم، سلباً أو إيجاباً حول الفرقة الموسيقية الشابة..!
وأشير، تحديداً، إلى وجود فنانين يعيشون في الأرض نفسها التي يعيش فيها آخرون لديهم تحفظات على الفن. وأشير ـ كذلك ـ إلى وجود قاعدة عريضة من متابعي الفن، والمطالبين بوجوده وممارسته وانتشاره في حياتهم، إلى جانب قاعدة عريضة، أيضاً، من الرافضين إياه…!
لا شيءَ تغيّر مطلقاً حول “وجود” هؤلاء وهؤلاء، في الأرض نفسها.
أتذكر أواخر سنوات الثماينينات، حين كان مجتمع القطيف صارماً في المسألة الدينية، وعلى رأسها مسألة الموسيقى والغناء، بوصفهما انحرافاً دينياً وأخلاقياً، وفق منظور الصحوة آنذاك. حتى في ذروة الاعتراض ـ بله الاحتقار ـ كان بعض هواة الموسيقى يجلسون في بعض المساءات المعتدلة الجو على جوانب من الطرق الريفية، ويعزفون ويغنون.
شاهدتُ ذلك بأم عيني، غربيّ مسقط رأسي.
صحيح إن أكثرهم لم يكن يستطيع عقد “جلسات طرب” في منازلهم، لأسباب عائلية، لكنّهم لم يتوقفوا عن الفن. لم يكونوا يتحدّون أحداً. كما أن المتحفظين على الموسيقى عموماً؛ دُعاة سلمٍ وتعبير عن الرأي بالقلب، وأحياناً باللسان. والمتشددون أكثر منهم يلوذون بـ “منشورات” تسقيط يكتبونها بسرية وينشرونها ورقياً..!
لا شيء أبعد من الرفض والنقد المتوقَّع، في مجتمع حيٍّ ومتنوّع، ونادراً ما تخطّى أحدهم ذلك إلى استخدام “اليد”، والتدخل المباشر في سلوك الناس. نعم؛ حدث التعدّي الجسدي، ولكن ليس على نطاق واسع..!
وما كان قائماً ما زال قائماً. لم يتغيّر شيء تقريباً. الفنانون يتكاثرون، والمعترضون القدماء والجدد موجودون.
وفي مسألة ظهور المرأة؛ لم يتغيّر شيءٌ أيضاً. خلال الأربعين عاماً الماضية؛ هناك ظهور نسائي ليس خفياً وليس سريّاً. وهناك قطيفيات ظهرن على أغلفة مجلات، وصبّ كثيرون عليهنّ جام السخط والغضب. بل إن وجود المرأة وأثرها سابق لمرحلة ما قبل الـ 40 عاماً الماضية بعقود..!
الجميع يعيشون على أرض القطيف، والقطيف ليست لأحدٍ منهم دون أحد. وليس لهؤلاء الحق في الحديث باسم القطيف، ولا إلى أولئك. القطيف فيها من التنوّع أكثر مما نرى. فيها من الفنون والجنون والعقل والتحفظ والرزانة، وخليطٌ طبيعيٌّ لا يختلف عن أي مكان في العالم..!
الذي تغيّر هو أننا صرنا نرى ما لم نكن نراه.
الذي تغيّر هو أن فئةً كانت لديها سطوة ـ صوتية ـ اجتماعية؛ كانت أعلى من أصوات الفئات الأخرى. لكنها لم تمحُ ذكر أيّ منها، ولم تشلّ نشاطها، ولم تمنع من تكاثر أصحابها.
الذي تغيّر هو ولادة “توازن” جديد بين ما يراه بعضنا “نفاقاً” وما يراه بعضنا “تجاهراً بالفسق”. هناك مضطرّون إلى النوع الأول، وهناك واضحون يفضلون النوع الثاني.
هناك من تُقلقهم الواجهات، وهناك من لا يديرون وجوههم عن الحقيقة الواقعة. هناك من يرى نفسه مسؤولاً عن الخلق، وهناك من يدع الخلق للخالق.
علي التاروتي
احسنت كفيت ووفيت في الرد
هو اسلوب رايناه خلال عملنا في عالم الصحافه..
لكسب اكبر عدد من المتابعين حتي وإن كانوا كارهين!
يعني تسويق في تسويق..
نصيحة ياحبيب ربما الظرف الآن يساعدك في نشر مثل مانشرت.. ولكن اعلم انه من معك اليوم قد يكون غدا ضدك وبالخصوص هذه الايام والتغير سريعا صعودا ونزولا!
فلا تتحمس كثيرا!
تكاثرت مكبرات الصوت أعلى المنازل وارتفعت أصواتها بحجة المناسبات الدينية دون الأخذ بعين الاعتبار ازعاج جيران تلك المنازل في وقت راحتهم واستقرارهم وتحمل آلامهم اذا كانوا مرضى وقلق من هو عائد من عمل يوم شاق ليسترخي ولو لبرهة من الوقت هل ذلك أمرنا به ديننا ازعاج الناس وارغامهم على سماع أي شي في اي وقت بحجة مناسبة دينية على العكس من ذلك من يقومون بالغناء والطرب لايجبرون الناس على سماعهم فمن أراد ذلك يتجه اليهم عنوة وتكون في مكان مغلق ولا توجد مكبرات الصوت خارج ذلك المكان, الحديث يطول ولكن أكتفي بهذا.
هذه الأيام من يريد الترويج لمنكر يقول انه كان موجودا قبل 40 سنة ثم اختفى..
حبيبي، عبادة الاصنام كانت موجودة أيضا قبل آلاف السنين، والشيوعية والقومية في القرن الماضي، و…
لا أحد ينكر وجود هذه الأعمال، جهرة او خفية، كما أن لا أحد ينكر أن الإسلام كان في فترة من الفترات متخفيا.
ولكن: لا شيء من ذلك يبرر المنكر.
هب أن الغناء مر بفترة – كما يدعى والله العالم بالحقائق! – كان فيها شيئا عاديا، فالمفترض أن نقول: كنا جاهلين بالحكم، والآن عرفناه ولله الحمد.
كما كنا نجهل القراءة، فصرنا نعرفها ولله الحمد.
ومن يدع الخلق للخالق، فهذا قد خالف أمر ربه إلى هوى نفسه، أو ما يشتهيه الجمهور، ومع الخيل يا شقرا!