شرٌّ لا بدّ منه في تاروت.. خيار السلامة يفرض إزالة منزلَيْ “المعلم” و “المشيقري من “الديرة” السكان يتنفسون الصُّعداء ويطالبون الجهات المعنية بمراعاة خصوصية المنطقة التاريخية
القطيف: ليلى العوامي
“شرٌّ لا بدّ منه”؛ هذا ما آل إليه أمرُ منزلي أسرة “المعلم” و “المشيقري” في حي “الديرة” بتاروت؛ بعد أسابيع من الأخذ والرد. المنزلان قديمان، ويقعان ضمن منطقة تاريخية، لكنّهما آيلان للسقوط، وتهديدهما واضح للسكان.
وبما أن الترميم وإعادة التأهيل غير مجديين، حسبما توصّلت إليه “صُبرة” من مصادرها؛ بات أمر الإزالة لازماً على سلامة الناس.
وهكذا بدأت بلدية تاروت أمس (الأربعاء) في إزالة المنازل الآيلة للسقوط في حي الديرة، كـ “شرٌ لابد منه”، حمايةً لأرواح المواطنين والسياح من أن تتعرض حياتهم للخطر.
الأهالي في أحاديثهم لـ”صُبرة” دعوا البلدية إلى المحافظة على المنازل القديمة التي تستحق البقاء ويصلح معها الترميم، من باب الاعتناء بتراث المنطقة.
وبدأت البلدية عمليات الإزالة بهدم منزل عائلة المشيقري، ومن المقرر إزالة منزل عائلة المعلم الأحد المقبل بحسب بعض الأهالي.
هيئة التراث
ووصف سيد حيدر آل شرفا من أهالي الديرة والدشة المنازل المستهدفه بـ “الخطرة”. وقال “يجب أن تُزال، وأنا سعدتُ ببدء هدمها، لأنها تشكل خطراً كبيراً على السكان، وهناك بيوت يصلح معها الترميم بحسب وضع كل منزل”. وتابع “نقدم شكرنا للبلدية وهيئة التراث وكل من ساهم في الحفاظ على أرواح المارة”.
وترى هناء الكرنات الموظفة في مستشفى الأمل وتعيش جنوب قلعة تاروت أن إزالة البيتين عمل جيد. وتقول “لا أتمنى أن أخرج من هذا المكان، فأنا ارتبطت به”. وتابعت “الإزالة فيها آمان لجميع الناس الذين يمرون أمام المنزلين”.
تراث المنطقة
وبحب جارف لتراث المنطقة، تحدث الحاج محمد عبدالله آل حسين، وهو يُعرف باسم “الحسيني” أو “طير تاروت”، وقال “في التراث رائحة الأجداد، فأنا من أهالي حي الديرة أباً عن جد، فأبي عبدالله، وجدي محمد وأخي سيد محمد علوي الدعلوج، وجيراننا بيت الرويعي والمبشر والجشي، وبيت شلي أبناء خالتي، فقد لعبنا جميعَاً وترعرعنا في هذا المكان”.
وأضاف “استقبل السياح يومياً في هذا المكان، وأشرح لهم تاريخ المنطقة، وهو واجب علي تجاه ديرتي، وأنا من أنصار التراث ومحبيه، ومن يحبون التراث أحبوا هذا المكان، فهو حضارتنا ومن ليس له ماضٍ ليس له حاضر”.
وقال عبدالستار عوجان الموظف السابق في أرامكو السعودية إن “الأبنية المهدمة تستحق ذلك، لأنها متهالكة وتشكل خطراً على الناس”. وطالب عوجان بترميم البيوت الباقية التي تستحق الحفاظ عليها.
60 عاماً
وأشار لطفي الصادق إلى المنزل المهدم وقال “كان يشكل خطراً كبيراً على المارة والسيارات الواقفة بجانبه، فعمر المنزل أكثر من 60 سنة، وكان به شرخ كبير، وبهدمه، زال الخطر، وعمّ الآمان”.
وأكمل “لو كان هذا المنزل أثراً يستحق البقاء، لقامت البلدية بترميمه، ولكنهم وجدوا أنه خطر فأزالوه “. ولم ينس الصادق أن يشكر البلدية على صنيعها لسلامة الناس.
المنزل قبل إزالته
المنزل بعد إزالته
اقرأ أيضاً