الفقيه: قسوة جائحة كورونا بسبب الجهل بأسبابها شدد ضرورة فحص الإيمان مجدداً

القطيف: صُبرة

شدد الأمين العام لمنتدى الفكر العربي السابق الدكتور الصادق الفقيه، على ضرورة قيام المؤسسات الفكرية العربية بالاجتهاد في طرح الإشكالات الكبرى ومحاولة الإجابة عليها، وكذلك الاهتمام بمجالات البحث العلمي والمشاركة بها مع العالم.

جاء ذلك في الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس (الثلاثاء) تحت عنوان “الدين والتدين: مرونة التحدي والاستجابة في عصر الجائحة” وأدارها وليد الهاشم.

وقال الفقيه خلال مشاركته، إن “الجوائح الكبرى تشكل منعطفات حادة تمر على المجتمعات البشرية وتحدث خضات هائلة وتنتج عنها مفاهيم جديدة تتغير فيها المعادلات”، موضحاً أن التاريخ سجل جوائح عديدة مرت على البشرية، ولكنه لم يسجلها بالتفاصيل والدقة التي نعيشها حاليا.

 وأضاف “عند حدوث الجوائح تظهر عادة توصيفات عنصرية تنسب أسباب الجائحة للجهات الأضعف والأكثر فقراً في العالم، مع انهم ليسوا الناشرين لها، وتاريخياً لم يوجد وباء أو جائحة نسبت سببها لأوروبا أو أمريكا”.

وبين أن الجوائح “تشكل تحدياً قيمياً وفكرياً حقيقياً للبشرية والمعرفة الإنسانية، وبسبب ذلك ينزع الانسان للغيب لاستجداء الايمان لرفع هذه الجوائح، وتدفعه للتفكير في تصحيح العلاقة وتجدد الإيمان بالغيب، وإعادة طرح أسئلة الوجود”، مبيناً أن جائحة كورونا كانت “قاسية بسبب الجهل بأسبابها وضعف المعرفة البشرية بها رغم تسارع التقدم والمعرفة العلمية”. وأضاف “الخوف والقلق والغموض يعيد التساؤل وفحص الايمان مجددا”.

وأكمل الفقيه أن “رجال الدين والمؤسسات الدينية قاموا خلال هذه الجائحة بدور ملموس في تصحيح أنماط التدين وتأكيد حقيقة الدين والتوجيه للتضامن الإنساني وربط الايمان بالعمل الإنساني الصالح، وقيادة الناس في فترة الضياع، وأن الجائحة شكلت في بدايتها لحظة فكرية للبحث عن معنى الوجود وأصل الحياة، وما يتطلبه التدين من معنى الإنسانية، وعلينا التعود على النظم الجديدة بعد الجائحة في مجالات الاقتصاد والتعليم والتواصل وغيرها”.

واختتم بالقول إن “الايمان الحقيقي هو ما يصدقه العقل، وهو القوة الدافعة لفعل الخير وتأكيد مسؤولية الانسان، وينبغي التفكير في العلم باعتباره مساراً للتطور، والايمان لا يلغي الأسباب الموضوعية للتحولات في الكون”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×