يا اعْيالْ مَضَرْ.. أنقذوا جمعيتكم بـ “الصراحة” أولاً

حبيب محمود

الحالة التي آلت إليها جمعية مضر مُحزنة جداً.. جداً مُحزنة. والتأمُّل فيما شهدته الجمعية العمومية الأخيرة؛ يضع إشاراتٍ غير مريحة إلى وضع الجمعية التي كانت من أنشط المؤسسات الاجتماعية في القطيف، وأغناها أصولاً، ومن أسبقها في ريادة المشاريع الاستثمارية..!

الجمعية التي تأسست عام 1387؛ وخاضت ظروف العمل الخيري بإرادة أبناء القديح الريفية، وبُنيت حجراً حجراً بكدحٍ وصبر، حتى صارت من الجمعيات التي تمتلك أكثر عقاراتها، وتقف على قاعدة استثماراتٍ تساعدها ـ حتى ـ على العمل بمواردها الذاتية.. هذه المؤسسة تواجه تعقيداتٍ في إدارة شؤونها الإدارية والفنية والمالية.

مؤسسة رائدة في الاستثمار في النشاط الصحي، بتأسيسها مستوصفاً أهلياً منذ مطلع الثمانينيات، لتساند القطاع العام في الخدمات الصحية، وتؤمن لنفسها مواردَ ذاتية، في زمن كانت الجمعيات تعتمد اعتماداً شبه كلّي على التبرعات.

جمعية ضمّت إلى ملكيتها عقارات استثمارية منذ سنوات طويلة، وضمنت إيراداتٍ تحميها من تراجع أعداد المشتركين، وتقشّف المتبرعين..

كيان أهلي خيري؛ حصل على مكرمة ملكية عبر مشروع قاعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لتكون مؤسسة خدمية قادرة على المنافسة في سوق لا تتوقف مناسباته وفعّالياته..

مؤسسة استخدمت الحاسب الآلي وشبكاته حين كانت الأجهزة كثير من الحكومية تستخدم الآلة الكاتبة..!

مؤسسة أسّسها أبناؤها في زمن الفقر، ووظفوا علاقاتهم وإمكانياتهم وأفكارهم في استثمار الأوضاع الاقتصادية في سنوات الطفرة، وهادنوا سنوات التقشف.. وعبروا بها بحاراً من التغيرات والتحوّلات، لتحافظ على موقعها الخيري القادر على العطاء..!

هذه المؤسسة تواجه أقلّ مما تستحق من أبنائها، وتحتاج إلى مؤازرة لإنقاذها من وضعها الذي لا تُحسد عليه مؤسسة مفكرة، وجهاز فعّال.

الجمعية العمومية الأخيرة؛ لا تُطمئنُ، ولا تساعد على الاطمئنان. الجمعية في حاجة إلى عقول وطاقات جديدة، تستند إلى فهم التحولات والظروف، لتخرجها من وضع التفكير القديم، إلى وضع مختلف تتكثف فيه المبادرات، وتنشط فيه الأفكار، ليس من أجل جمع التبرعات وزيادة المشتركين فحسب، بل من أجل تصحيح المسارات القائمة، وإعادة إحياء العمل الخيري وفق الرؤية الضرورية، وليس ـ فقط ـ بالرغبة والحماسة..!

عمّنا المتنبي كان يقول: الرأي قبل شجاعة الشجعان، والحقيقة تقول إن الجمعية في حاجة إلى مصارحة ومكاشفة تسمّي الأشياء بأسمائها، فمنطق التغليف والمواربة والتركيز على “الإنجاز” وحده لن يكون مجدياً ومفيداً.

‫10 تعليقات

  1. السلام عليكم .. في كل اجتماع للجمعية العمومية تتم دعوة الأهالي المخلصين لزيارة مكتب الجمعية والتعرف على نشاطاتها وخدماتها
    ولرفد الجمعية بالطاقات الشابة الكفؤة ولكن القليل النادر من يتقدم ويلبي تلك الدعوة.
    إن وضع الجمعية حساس جدا ويحتاج للغيورين من ذوي الكفاءات الشابة وذوي الخبرة ليبادروا في تصحيح هذا الوضع ويتدارسوا الحلول مع مجلس الإدارة فالباب مفتوح للجميع ليساهموا بجدية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. والله من وراء القصد ..
    قال تعالى: (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا){الكهف 30}.

  2. الموضوع يحتاج الى قرار اداري شجاع وعمل اجتماع استثنائي للاهالي والطلب منهم الإنضمام للتطوع في مجلس لانتشال المستشفى والصالة والقديح مليئة بالطاقات

  3. للاسف نجد معظم الجمعيات الخيريه
    والاندية الرياضيه تقف عاجزة امام انخراط الاهالي في اداراتها اما لأن هذا المرفق يعاني نقصا في الموارد الماليه اوان ذاك المرفق لاترقى طموحاته الا الى الحد الادنى وماشابه ذلك من الاعذار الواهيه .
    نتمنى لصانعة التميز وهي جمعية مضر
    كل خير …

  4. أبواب الجمعية مشرعة على مصراعيها تدعو الجميع أن هلموا، ولم تغلق يوما في وجه أحد ، سواء أكان شابا أم كهلا أم شيخا، فهي منهم وإليهم، والكل مدعو للبناء، والصروح العظيمة لا تبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين لا يذخرون جهدا، ولا يألون وسعا، وما أجمل أن نسند العاملين في الميدان، نكمل ما قصرت أيديهم عن أدائه، ونقوم ما قامت البينة على اعوجاجه، ونبتكر من الأساليب ما عجزت أفهامهم عن إدراكه، فالسواعد القوية إذا تكاتفت، والعقول النيرة إذا تلاقحت، والنيات الصافية إذا تجاورت كان نتاجها عظيما، ولإن نوقد شمعة خير من أن نلعن الظلام. وجزى الله العاملين خير الجزاء فلقد بذلوا ما بوسعهم لخدمة مجتمعهم، فماذا عنك أنت؟! ماذا صنعت؟! وماذا قدمت؟! وهذه قبلة أطبعها على جبين كل ساع لخدمة عيال الله، فخير الناس أنفعهم للناس

  5. نعم، هو فعلا حرس، و هو قديم ايضا، و ما زال ينضح بالعطاء، رغم اتساع اسرته و كثرة مشاغله، بما أوتي من فهم و قدرة. و هذا الحرس طالما نادى، و دعا الاجيال المتلاحقة لاستلام الدفة لمواصلة تسيير هذا المشروع الخير، بل و التحسين منه. أحرى بنا الإشادة بالحرس القديم و مده بعناصر ذات قدرة على الانتاج، و قابلية في المواجهة، و قبل ذلك ذات استعداد في تحمل ابناء جلدتهم و غض الطرف عن وصمهم بصفات لا تليق بحجم عطائهم.

  6. الى قديحيه ماتسمينه الحرس القديم لازال هو الذي يجاهد في سبيل بقاء الجمعيه على قيد الحياة اين الشباب والجيل الحديث لماذا لايتقدمون للحمل الثقيل للاسف تسمعون ولاترون اذهبوا للجمعيه لتروا باعينكم المجهود العظيم للاعضاء والعاملين اما ان تقفوا وراء شاشة التلفون وتنعقون مع كل ناعق فهذا ليس انصافا

  7. للاسف مجتمعنا يحارب كل شخص يعمل ويخدم بدون مقابل في مجتمعه من عملوا وسهروا اليالي وواصولوا الجمعية في القمه حوروبوا من قبل الناس وتم الضعن حتى في ذممه مما ادى الى عزوف شريحه كبيره من اصحاب الامكانيات الي اوصلت الجمعية للقمة عن اي شيء فيه خدمة للمجتمع للاسف لا نملك الا السب والشتم والتشكيك في الذممم واذا صار العزوف عن الخدمات الاجتماعية نتباكى على الماضي الجميل . الله محفظ القديح واهلها

  8. ما تسمينه ب(الحرس القديم) هو الذي بنى الجمعية، وللأسف الشديد ابتعاد كوادره ذات الكفاءة العالية عن الساحة هو أحد أهم أسباب الداء، للأسف الشديد الكثير من الناس ماهرون في الهدم لا البناء، فشتان بين أن تنقد لتبني، وبين أن تنقد لتهدم، جميل أن نشخص مواطن الضعف والقصور في أداء الجمعية، والأجمل أن نرسم معالم الطريق للخروج من المضائق، وللنجاة من المزالق

  9. أتى مقالكم و كلماتكم على الجرح ، و لكن ياليت قومي يعلمون ، أتمنى من الحرس القديم ان يبتعد و تأتي دماء شابة قادرة على البذل و العطاء

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×