“واحة القطيف”.. علّموها لعبة التِّنْس والكُورهْ.. بضوابط المجتمع حلم تحول إلى واقع بمباركة الاتحاد السعودي للرياضة للجميع
القطيف: ليلى العوامي
ربّما لا يحتاج الأمر إلى استعادة أغنية قديمة كتبها الشاعر الشعبي المعروف علي القحطاني وغنّاها فنان اسمه يوسف محمد، تتحدث عن تحوّلاتٍ في مجتمع الخليج، منها ممارسة المرأة الرياضة.. تقول بعض كلمات الأغني:
علّموها لعبة التنْس والكُورَهْ
طبّت المعلبْ وصارتْ رياضيه
واصبحت بين اللواعيب مشهوره
كل واحد يعتبرها مثاليّهْ
وفي محافظة القطيف؛ أخذ التحوّل يتحقق على أرض الواقع، ومؤخراً تمّ الإعلان تأسيس أول فريق نسائي لكرة القدم، فريق له خصوصيته، وطريقته في ممارسة الرياضة، مع الحفاظ على الأساس الاجتماعي. وفي هذا التقرير؛ قصة الفريق.
فيزياء وكورة
تمضي سارة المرزوق معظم ساعات يومها تدرس الطاقة المتجددة والفيزياء في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، لكن هذه الفتاة تجد متسعاً من الوقت لممارسة شغف الطفولة؛ لعب كرة القدم.
انضمت سارة (20 سنة)، قبل فترة إلى فريق «واحة القطيف»، بعدما شجعتها صديقتها الأقرب، تقول لـ «صُبرة» «منذ الصغر كنت اتمنى ممارسة الألعاب الرياضية ضمن فريق رسمي. كان طموحي أن اطور مهاراتي في لعب كرة القدم».
مؤخراً تحقق حلم المرزوق، لتصبح واحدة من 30 فتاة وسيدة ضمن الفريق، هي اليوم تحلم بـ«نجاح الفريق للوصول إلى مراكز متقدمة على مستوى المملكة، وتطوير نظرة المجتمع إلى الرياضة النسائية».
اعتماد رسمي من «الرياضة للجميع»
أسس فريق الواحة النسائي الرياضي مازن الفارس بمساعدة ماجد الفارس، وهيمام علي، التي تتولى منصب المدير التنفيذي للفريق، الذي حصل في 27 ديسمبر الماضي، على الاعتماد من قبل «الاتجاد السعودي للرياضة للجميع».
تروي هيمام قصة تأسيس الفريق لـ«صُبرة» «سمعنا عن الدوري السعودي لكرة القدم النسائي، فتبادرت إلى أذهاننا فكرة تأسيس فريق كرة قدم نسائي، يمكنه المشاركة في هذه البطولة والبطولات الأخرى، سواءً على الصعيد المحلي أو الخارجي».
لا تخفي هيمام أن لها دوافع شخصية في تأسيس الفريق «ابنتاي تستهويهما رياضة كرة القدم منذ الصغر، وكانتا تمارسانها في المدرسة ومع صديقاتهما».
صعوبات في الطريق نحو القمة
لم يكن طريق فريق الواحة النسائي الرياضي، مفروشاً بالورود، فلقد واجهته صعوبات كثيرة، تقول عنها هيمام «واجهتنا بعض الصعوبات في البداية، منها كيفية تسجيل الفريق، والحصول على كادر تدريبي، والدعم المادي، ألا أن إصرارنا وعزمنا على تحقيق حلم بناتنا، وكل فتاة تحلم بممارسة كرة القدم، ساعدنا على تجاوز جميع هذه الصعوبات، ومازلنا في انتظار الرعاية والرعاة ليتمكن الفريق من مواصلة مشواره نحو القمة».
يحضر تمارين الفريق، التي تقام مرتين في الأسبوع حالياً، حوالى 30 لاعبة، تراوح أعمارهن بين 15 و30 سنة، يظهرن حماساً ورغبة. تضيف هيمام «لاحظنا تقدماً ملموسًا في مستواهن منذ التمرين الأول».
وعن الأهداف المستقبلية، تقول «نسعى في فريق الواحة، إضافة إلى المشاركة في بطولات كرة القدم، إلى المشاركة في البرامج والفعاليات الاجتماعية، لنشر ثقافة الرياضة النسائية بشكل عام، وكرة القدم خصوصاً».
دعم أسري واجتماعي
تيما الحبيب (15 ربيعاً)، طالبة في المرحلة الثانوية، لاعبة في الفريق، تقول «التحقت في الفريق عندما سمعت من صديقتي يارا الفارس، أنه سيتم إنشاء فريق نسائي، وبالفعل انضممت. كانت الأعداد قليلة ثم تزايدت فيما بعد، وشكّلنا فريق كرة قدم. وتلقينا دعماً كبيراً من أسرنا، والمجتمع عموماً».
وتطمح الحبيب إلى أن «يكبر الفريق، ويحقق نجاحات كبيرة على مستوى المملكة، والعالم». كما تحلم الحبيب بأن تكون لاعبة محترفة في الفريق وتحقق طموحاتها.
تشاركها الحلم أمنة آل سماح (25 سنة)، التي تعمل مطورة أعمال، انضمت إلى الفريق إثر إعلان قرأته على منصة «تويتر»، تقول «أطمح إلى أن نحصل على بطولات محلية وعالمية، وننقل تجربتنا للفتيات في الأجيال المقبلة».
فتيات من خارج القطيف
لا تقتصر العضوية في الفريق على فتيات القطيف، فعائشة عمر، ممرضة من مدينة الدمام، انضمت إلى الفريق عن طريق زميلتها، تقول «أحببت لعب كرة القدم، وبناء نفسي مع فريق جديد، وأطمح للعب في الدوري النسائي، وتطوير مهاراتي في كرة القدم، والدخول في المجال الرياضي».