قرينة فرح

رباب إسماعيل*

بعد حينٍ من الدهر
ستُدرك أن السعادةَ لم تكن سوى فنجان قهوةٍ
العتبُ قائمٌ
الأكزيما تلوّن الأصابعَ من أثر الغسيل

بعد حينٍ من الدهر
ستقرأ الوجعَ قرينةَ فرح
الضجيجُ يرسم دوائره في الرأس
فاصلةُ الكتابِ المُنتظرِ منذ شهر
الخبزُ الباردُ
صوتُها يُقوّم أمومتي
الوقتُ مادًا لسانَه، وهو يمرّ بين أصابعي
ماء الدهشة المُنسكب في دوّار الشمس
زرُ التلفازِ الذي أعانني على وزرِ الحروب
النخلةُ تُعانقني بحكمتها
عقدُ القبل تزرعه في عنقي
لينمو محّار انتظارك
نافورةُ القهرِ تفورُ بالأرقام
بي
وبك
وبهم
بالأوطان تلبسنا كرقعة نار
حبلُ أعصابك يطوقني بالعتاب
رغم ذلك وبعد حينٍ من الدهر
سيأتي هذا السيلُ كضوءٍ خافتٍ من كهف العمر البعيد
سيأتي كقرينةِ فرح!

———-

* من مجموعتها الصادرة مؤخراً “رسائل دوّار الشمس”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×