للصبر حدود.. شاطيء سيهات ملوّث.. والجهات المسؤولة: لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم عضو جمعية الصيادين الحريري: مشكلة عمرها 6 سنوات.. والأسئلة لا تجد إجابات

سيهات: نداء آل سعيد

بين الروائح الكريهة المنبعثة من مياه كورنيش سيهات، وبين الألوان الغريبة التي تصطبغ بها مياه الكورنيش ذاته في دلالة عن الأوساخ والعفن، مازال سكان سيهات يواجهون المشكلة المتكررة منذ أكثر من 6 سنوات، ويتساءلون عن الجهة التي يمكنها أن تدفع عنهم هذا الخطر البيئي.

وإحقاقاً للحق، هذه المشكلة لا تخص كورنيش سيهات بأكمله، وإنما المنطقة الواقعة من مدارس التهذيب الأهلية، وتحديداً من المنتجع الخاص المعروف على كورنيش سيهات، إلى حرس الحدود في اتجاه الشمال.

وملخص الأزمة، هي أن في المكان ماسورة كبيرة، تصوب فوهتها تجاه مياه الخليج، وتصب مياهاً مشبعة بالملوثات المجهولة في وضح النهار، ولا أحد يمكنه معرفة مصدر هذه المواد، والجميع يتساءل ما الجهة التي يُمكنها التعامل مع هذا المُخرب الخفي، بما فيها البلدية، وشركة المياه الوطنية، وهيئة الأرصاد وحماية البيئة..؟

ورغم التبريرات والردود والأخذ والرد، إلا أن السكان ما زالوا منزعجين من الرائحة الكريهة والألوان الغريبة، ومرتابة من مصدر المكوّن المجهول، ويطرحون السؤال الذي سبق أن طرحوه مرات عديدة: إلى متى تبقى في هذه الأزمة؟ ومتسائلين: هل مياه الخليج هي المصرف الوحيد للتخلص من هذه الملوثات؟

على مدار الساعة
ويقول عضو جمعية الصيادين إبراهيم علي الحريري “نحن نهتم بالشواطئ بشكل كبير، والمشكلة موجودة منذ زمن، وعلى مساحة كبيرة من جانب كورنيش سيهات على بحر الخليج العربي”، مشيراً إلى أن تصريف هذه المياه يتم على مدار الساعة، ويتم بتلقائية شديدة، ودون أدنى إحساس بأن هناك خطأً ما يحدث ويتكرر على أرض الواقع ولابد من وقفه فوراً”.

ويُكمل “بحكم تخصصي في مجال المختبرات، فقد أشرفتُ على تحليل تربة الشاطئ، واكتشفتُ فيها مواد تضر الأسماك والبيئة البحرية”. ويقول “هذه المواد مجهولة المصدر حتى الآن، وهي تؤرق الصيادين والمستهلكين على سلامة الأسماك والبيئة البحرية في بحر الخليج العربي وكورنيش سيهات على الخصوص”. ويضيف “رفعنا عينة إلى المختبر”.

اللون الأحمر

ويتابع الحريري “إذا كان المسؤولون يرون الأمر طبيعياً، فالأهالي لا يرونه كذلك، وننتظر قراراً ما من أي جهة مسؤولة، يمنع التلوث عن هذه المنطقة، ويمحو اللون الأحمر أو الوردي، فالرائحة الصادرة عن هذه المنطقة كريهة وغير محتملة، وماسورة التصريف تواصل عملها، مشيراً إلى أن “مرتادي الشاطئ يغادرونه ولا يجلسون فيه بسبب هذه الروائح”.


وأوضح الحريري “كوني مهتماً بالشواطئ، وعضواً في جمعية الصيادين التعاونية، أقوم بجولة كل يوم على الشواطئ، وألاحظ كل جديد بشأن أي ظاهرة تضر بالبيئة”. ويقول “من يقف في المكان، لا تستطيع تحمل الرائحة، ولا يرى شيئاً، غير تصريف هذه الملوثات مجهولة المصدر”.

تحمل الرائحة

ويتطرق الحريري إلى ردة فعل الجهات الرسمية “منطقة التلوث مكشوفة، ويسكنها الكثير من الناس، كما أنها أمام أعين المسؤولين، ورغم ذلك لا  يحرك أحد ساكناً لإيقاف هذا الضرر على الناس والبيئة”.

ويصف الحريري هذا الأمر بأنه “نوع من أنواع الفساد البيئي والاجتماعي والاقتصادي؛ يضر بمصلحة الوطن وبصحة المواطنين من نواح كثيرة. وقال “لم نلحظ أي إجراء أو رغبة في تغيير هذا الوضع، ولا يمكن إعفاء البلدية من هذه السلبيات أو قبول تنصلها من المسؤولية، فلديها صلاحيات في اتخاذ إجراء في حق المخرب أكثر من الجهات الأخرى كالبيئة، وأرى أن مسؤولية البلدية تصل إلى 90%”.
ويتساءل الحراري ثانية “لماذا السكوت عن الموضوع كل هذه السنوات، رغم أنه لا يخفى على أحد وجود اختلاف في اللون والرائحة..؟ وهذا يجرنا إلى تساؤلات أخرى، وهي هل هناك تساهل..؟ هل هناك شبهة ما..؟ لماذا لا يتكلم أحد..؟”. وقال “بجانبنا مصيبة تضر البيئة، فأين مسؤولية الجميع؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×