محمد باقر النمر: العواميون تجاوزوا محنتهم.. واحتفلوا بالليلة السعيدة

العوامية: صُبرة، تصوير: معصومة الزاهر

من داخل العوامية؛ دوّن الأستاذ محمد باقر النمر مشاهداته في ليلة النصف من شعبان، مساء البارحة. وقد اتّصلت به “صُبرة” وهو يتجول مع بعض أطفاله في شوارع البلدة السعيدة، وبعد إنهاء جولته خصّ “صُبرة” بسرد ما شاهده بعينيه، من داخل البلدة الآمنة.

كانت ليلةً طيبة، وبذلت الأجهزة المعنية جهدها ليأخذ الناس راحتهم وحريتهم في الاحتفال بمناسبتهم الخاصة، مثلهم مثل غيرهم في أنحاء محافظة القطيف.

خاطرة أمل
محمد باقر النمر

كان النصف من شعبان العام الماضي 1438هـ يوماً استثنائياً في تاريخ العوامية الحديث. كان يوماً لا يمكن نسيانه. يوماً فقد الناس فيه أمنهم وفرحتهم وأملهم مع بدء المواجهة بين قوات الأمن والمسلحين الذين كانوا منتشرين في البلدة، فصار الذي صار ودفع العواميون باهظ الأثمان.

وهذه الليلة، ليلة النصف من شعبان 1439، استثنائية هي الأخرى، ولكن في صورة أخرى بيضاء ناصعة.

“القريقشون” ـ كما نسميه في البلدة ـ في صورته الشعبية كان فيما مضى مناسبة مقتصرة على الأشبال واليافعين، يتخللها توزيع الحلويات وترديد بعض الاهازيج الشعبية والدينية.

إلا أنها في هذه الليلة كان للكبار من الآباء كلمة أخرى قالوها.

قالوا إن الأفراح ليست فقط أولى من الاحزان، بل هي أقوى وأقوى منها، وأنهم يبحثون عن السعادة والابتسامة والفرحة للكبار والصغار وقد وجدوها وسيبقون متمسكين بها.

قالوها وهم على أرضهم التي يحبون، وترابهم الذي يعشقون، ومنازلهم التي بها يسكنون، وفي كل زقاق وشارع أرجلهم عليها تطأ ويطأون.

كل الناس يحبون أوطانهم وبلادهم لكن ليسوا ـ بالضرورة ـ ينجحون في الامتحانات والتمحيصات، كما نجح العواميون في محنتهم.

المشهد في العوامية، هذه الليلة، كان يقول إن العواميين إجتازوا بامتياز ألمهم ومحنتهم، ولملموا جراحهم ولن يكونوا أسرى لأحد ولا مكسورين من هذا وذاك، كائناً من كان.

سُررتُ وأنا أرى كثيراً من أصدقائي من سائر محافظة القطيف، ورأيت احسائيين أيضاً، اختاروا أن يحتفلوا وأطفالهم في العوامية، دون غيرها من قرى القطيف التي تحتفل، جميعها، بهذه المناسبة العطرة مع شقيقتها الاحساء وسائر مناطق الخليج.

سُررت وأنا أرى كبار أبناء بلدتي وهم جالسون في مكانٍ كان قبل عام تقاطع الموت، وقد أُصيب فيه من أُصيب في تلك الأحداث التي ندعوا الله ألا يردها الله ولا يعيدها.

الآن في الساعة الحادية عشرة ما زالت الشوارع مكتظة، تبتسم وتضحك فرحة مستبشرة متفائلة بقادم مشرق يطل وهو ذلك الأمل الموعود الذي تنتظره كل البشرية.

حمى الله وطننا من كل مكروه.

معصومة الزاهر

شاهد الفيديو:

 

 

‫2 تعليقات

  1. نحن العواميون نفتخر بالاستاذ محمد وبكتاباته واطلالاته الإعلامية والسياسية وهو يعبر عن الأكثرية التي ليست الى جانب العنف كما انها تحمل رئيا وسطيا والاهم من كل ذلك انه صادق في حبه لوطنه ويعرف عنه رفضه لحمل السلاح ضد الحكومة
    وهو مثال للصبر وتحمل الاوجاع وهذا ما هو واضح في ماكتبه الى صحيفة صبرة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×