أمير الشرقية: لن يهضم حق أحد في أن يكون له متحف خاص به
استقبل القائمين على تنظيم مهرجان الساحل الشرقي وهنأهم على نجاحه
الدمام: واس
هنأ أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، القائمين على مهرجان الساحل الشرقي على النجاح الذي حققه المهرجان في نسخته السادسة.
وقال خلال استقباله في مجلس “الاثنينية” الأسبوعي بمقر الإمارة, أمس الأول، القائمين على المهرجان، إن الأرقام أرقام عالية ومشرفة، والحمد لله منذ أن بدأ هذا المهرجان ونحن نرى التطور المتواصل والتحديث المستمر حتى أصبح أحد المهرجانات الرئيسة للمنطقة الشرقية، وبالتالي لابد من أن يأخذ مكانه من خارطة السياحة ليس بالمملكة، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي”.
وأضاف “لن يهضم حق أحد في أن يكون له متحف خاص به، وسيكون هناك متحف على مستوى المنطقة الشرقية، فالتراث يجب أن يحفظ بشكل مدروس بعناية ليس ارتجالاً عندما نريد أن نعمل في هذه المنطقة عمل قائم على عمل حفظ موروث المنطقة الشرقية يجب أن نعمله بشكل احترافي وبشكل يحفظ للموروث كل قيمة، وأهم ما في الأمر هو الاهتمام بالقائمين على الصناعات”.
وأوضح الأمير سعود بن نايف أن المنطقة بكل ما فيها من موروثات وكل ما فيها من أماكن وثقافات وتاريخ قديم جداً يجب أن تحظى بكل هذه الأمور وأن توضع كلها في بوتقة واحدة، مطمئناً الجميع بأن كل المواريث محل اهتمام وعناية وسيكون هناك في القريب العاجل أماكن ذات صفة الديمومة لإقامة المعارض وتحظى بقرى شعبية تتوافق مع كل التضاريس والأماكن في المنطقة بحيث أن لا نقلل من أهمية أي مكان أو ونغفل مكان عن آخر.
وذكر أن مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية معني بأمور كثيرة ولا نستطيع أن نختزل الموروث في المنطقة في المهرجانات الساحلية فقط, حيث أن هناك مهرجانات أخرى حصلت على جوائز كانت محل تقدير الجميع، وكان مهرجان بقيق هو المهرجان الذي حاز على الجائزة الأولى في جميع مهرجانات المملكة, بينما في العام الماضي كان مهرجان الساحل الشرقي موضحاً أن المهرجانين أقيمت في المنطقة الشرقية ، لذا لا نستطيع أن نختزل فقط الجانب الساحلي ونغفل الجانب الصحراوي.
وأشار أمير المنطقة الشرقية إلى أهمية نقل هذه الصناعة جيلاً بعد جيل، لكي يبقى الموروث لدى الكثير من العائلات التي عرفت بصناعات معينة وبأعمال يقوم بها حرفيه بأيديهم سواء كانوا رجال أو نساء، وهذه الحقيقة التي نريد أن نرسخها في الجيل القادم، وأن تبقى لدينا ولا تفقد، لافتاً الانتباه إلى أن هذه المهمة ليست مرتبطة بجهة واحدة وإنما مرتبطة بعدة جهات، بالتأكيد السياحة والتعليم وأصحاب المتاحف لهم دور كبير, وكذلك المهتمين بهذا لهم دور كبير في إبقاء موروثنا الشعبي والحفاظ عليه، مبيناً أن هناك الكثير من الموروثات كانت تباع في أسواق الجملة وحصل عليها الكثير من الغربيين وموجودة الآن لديهم في دول بأوروبا وأمريكا وفي شرق وغرب العالم ومحتفظون بها ولا يفرطون فيها.
وأبدى سعادته باهتمام الجميع بالموروث وبنجاح هذا المهرجان الذي حق أهدافه، قائلاً: “يكفي هذا المهرجان فخراً أنه حرك الجميع أن يلتفتوا التفاتة صادقة للاهتمام لهذا الأمر كل فيما يخصه، فعلينا أن نعمل جميعاً كل في مجال اهتمامه ولا نبخل بطرح الآراء التي تساعد على الوصول للغاية فالقادم أكثر وأهم”، مقدماً شكره للجميع على اهتماماتهم.
من جهته, قال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان، إن المنطقة شهدت برعاية ودعم من أمير المنطقة الشرقية وبمتابعه من اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية السياحية، خلال الأسبوع الماضي مهرجان “الساحل الشرقي” السادس, متضمناً فعاليات وبرامج سياحية وتراثية وثقافية واقتصادية واجتماعية وبيئية ، بتنظيم من مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وهو المهرجان الرئيس للمنطقة يجسد حياة الآباء والأجداد من سكان المنطقة ويحقق البعد الحضاري، وحقق الكثير من النجاحات على المستوى الوطني والخليجي، حيث أقيم المهرجان ليعكس هوية المنطقة وموروثها الثقافي والتراثي، وبشراكة من الجهات ذات العلاقة في المنطقة من القطاعين العام والخاص.
وأضاف “إيماناً بأن مهرجان الساحل الشرقي يحقق مجموعة من عناصر النجاح فقد أتخذ من أنماط المنطقة الشرقية البناء التراثي أنموذجاً لقرية المهرجان على مر دوراته السابقة، وبتوجيه أن يكون المهرجان لكل المنطقة الشرقية بل للخليج العربي، وكان نمط البناء العمراني لقرية المهرجان هذا العام ميناء العقير التاريخي ببناء (8500) متر تجسيداً لقرية المهرجان، حيث يعد ميناء العقير في الساحل الشرقي للجزيرة العربية وبموقعه الاستراتيجي، ومنذ العصور القديمة من أهم موانئ الأحساء ومعبر الاستيطان في المنطقة ، وقد أستمر أثره واضحاً في الحضارات التي تعاقبت على الساحل الشرقي للجزيرة العربية، لكون العقير من موانئ الأحساء القديمة التي كانت عامرة قبل وطوال فترة التاريخ الإسلامي، واحتضن العقير في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ توقيع معاهدة العقير في عام 1915م، وتوقيع بروتوكول العقير سنة 1341هـ الموافق 1922م”.
وأوضح المهندس البنيان أن صعيد النجاحات التي حققها المهرجان تحققت عدة أهداف أهمها تعزيز الهوية الوطنية, والبعد الحضاري المتمثلة في المبنى التراثي لجمارك والمالية بميناء العقير، وتوسيع قاعدة الفنون الشعبية والحرفية لتشمل جميع محافظات المنطقة وتعزيز اللحمة الخليجية، بمشاركة أكثر من (150) بحاراً وحرفياً وفرق الفنون الشعبية من أبناء الخليج, وأرقام تحققت هذا العام وتضيف ما حققه المهرجان في الأعوام السابقة، فقد بلغ عدد المشاركين في بناء وتنفيذ وإدارة وتنظيم المهرجان (1500) من أبناء المجتمع المحلي، كما حقق المهرجان قفزة نوعية في الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي (377 مليون) نتيجة ظهور للمهرجان والهاشتاق الخاصة ، و(3500) خبر ومادة نشرت عبر الصحافة والتلفزيون والصحف الإلكترونية, وعزز المهرجان استقطاب المنطقة الشرقية للزوار والسياح خلال فترة لا تعد موسم أو إجازة رسمية ، لحوالي (400) ألف زائر تقريباً، خلال فترة المهرجان من داخل وخارج المنطقة وزيادة عدد الحرفين بمجموع (80) حرفياً وحرفية، وبمنتجات قابلة للتسويق وتخصيص أماكن للأسر المنتجة والمقاهي والمطاعم بنفس مساحة المهرجان وأصبح مهرجان الساحل الشرقي أكاديمية تعليمية لتأهيل النمط المعماري للمنطقة وللموروث الثقافي سواء للزائرين أو للمشاركين من الشباب في كل عام ولقد حظيت رياضة مراكب التجديف التقليدي باهتمام كبير لدى الأعلام والجماهير، وكذلك أشرعة مراكب الغوص التي كانت تمثل الهوية البحرية لمجموعة من مرافئ وموانئ المنطقة.
وتداخل خلال اللقاء الإعلامي والمهتم بالتراث البحري الدكتور جاسم الياقوت, وصاحب متحف الفلوة والجوهرة والمهتم بالتراث عبدالوهاب الغنيم.
حضر الاستقبال، طلاب مدرسة عين دار الجديدة المتوسطة بمحافظة بقيق, وعدد من الطلاب الحاصلين على المراكز الأولى في تحدي القراءة على مستوى المملكة.