“ديرة” تاروت.. مشكلة المياه انتهت.. وبقي الاحتجاز.. وحماية الآثار
تاروت: ليلى العوامي
رغم الانفراج “المؤقت” لأزمة انقطاع المياه عن سكان حي الديرة في جزيرة تاروت اليوم (السبت) بعد انقطاعها 4 أيام على التوالي، إلا أن سكان الحي وجدوا أنفسهم أمام مشكلتين أخريين؛ الأولى احتجازهم والسيارات التي دخلت الحي قبل حدوث مشكلة انكسار ماسورة الماء وإغلاق الشارع الرئيس، والثانية الخوف من إزالة المنازل الأثرية الآيلة للسقوط المتسببة في مشكلة الإنقطاع، مطالبين بترميمها وليس إزالتها.
وانقطعت المياه عن الحي يوم الأربعاء الماضي، بعد إغلاق فريق الصيانة في إدارة مياه القطيف الطريق عنهم، خاصة الشارع الرئيس، بسبب ظهور تصدع في أحد البيوت القديمة المهجورة. ويقع الكسر تحت زاوية منزل أثري، مُلاصق لقلعة تاروت، وهو مهدد بالسقوط أيضاً.
المشكلة متعددة الأطراف، لكن انقطاع المياه كان الأكثر إلحاحاً في الحي القديم. فبعد ظهور تصدع المنزل القديم، ظهرت فكرة إزالة المنزل قبل أن يتسبب في حادث في الحي. لكن فكرة الإزالة تمّ إيقافها بعد اجتماع لجنة من البلدية والآثار ومندوب من اللجنة العليا لتطوير المنطقة الشرقية، ورأى الأخير أن إزالة المنزل ستكون خسارة معمارية وثقافية، وعليه تمّ إيقاف الإزالة، ريثما يُتّخذ قرار مناسب للحفاظ على المنزل.
لكن مشكلة المياه التي ظهرت نبّهت إلى خطورة الحفر بجانب المنزل، وهكذا اضطرّت إدارة المياه إلى قطع الإمداد عن الحيّ لتظهر مشكلة الناس.
ويطالب الأهالي بترميم المنازل بما يحاقظ على البيئة الأثرية للمنطقة، ويرفضون إزالة أي بيت في الحي، إلا بعد الرجوع إلى وزارة الثقافة والتراث. ويؤكدون أن المشكلة تكمن في الترميم فقط، وإيجاد حل لمواسير المياه القديمة، واستبدالها بتمديدات جديدة وبطريقة لا تؤثر على الطابع الثري للمنطقة.
وقامت “صُبرة” بجولة على الحي بمشاركة المواطنين حسين منصور فتيل، وديع العمران، وحسين الغزوي متنقلة بين البيوت الأثرية في تاروت. والتقت مواطني الحي.
السيارات محجوزة
وقال محسن جعفر الشرفاء من سكان منطقة الديرة “عانيت وجيراني منذ 4 أيام بسبب انقطاع المياه، ولدينا أطفال يحتاجون إلى الماء”. وأضاف “انقطاع الماء في الفترة الماضية أثر فينا كثيراً، لا استحمام ولا وضوء، ما اضطرنا إلى استخدام وايتات المياه”.
أما عبدالله العرادي فقال “اتصلنا بإدارة المياه في البداية مرة ومرتين، واليوم (السبت) استجابوا لندائنا بتمديد خط ثانٍ، ولكن هناك مشكلة أخرى، الطريق مُغلق والسيارات محجوزة داخل الحي”.
وقال أحمد منصور “منزل آيل للسقوط هو الذي تسبب في إيجاد المشكلة”. وتابع “بيوتنا داخل الديرة، ولدينا أطفال وكبار سن قد يحتاجون الذهاب إلى المستشفى لا قدر الله والطريق مُغلق، فماذا نفعل؟”.
إصلاح الكسر
وبدوره، قال أحد الموظفين المكلفين بإصلاح الكسر “جئنا لحل المشكلة بعمل خط بديل لتغدية المنطقة والغاء الخط المكسور، وتم حل مشكلة المنزل الآيل للسقوط الذي بسببه حدث الكسر تحت الأرض”، مضيفاً “المياه ستصل للمنطقة كاملة بعد ربط التمديدات بعضها ببعض”.
فتح الطريق
وكشف علي محمد أبو زيد من سكان الحي عن تفاوت الآراء بين المواطنين والبلدية، وقال “تحدثت مع بلدية تاروت، وطلبنا منهم ترميم البيت الآيل للسقوط الذي تسبب في مشكلة الإنقطاع، وهو بيت المعلم، إذ يطالب صاحبه بترميمه والبلدية ترفض الترميم، أما بيت المشيقري، فصاحبه لا يمانع في إزالته، وننتظر رأي هيئة التراث”.
ويطالب محمد القطري من أهالي الديرة، بفتح الطريق الذي أُغلِقَ بسبب الكسر. وقال “الطريق عطل الأهالي، وأضاف “قبل ١٥ او ١٣ سنه جاءت البلدية مشكورة وأزالت بيوت الديرة الآيلة للسقوط، لكنهم مع الأسف لم يتواصلوا مع المسؤولين في المياه والكهرباء لقطع الماء والكهرباء عن البيوت التي تمت إزالتها”.
اقرأ أيضاً: