معلمتان تكسران ملل “مدرستي” وتكرمان طلبتهما في الكورنيش رئيس بلدية تاروت يفاجئ الطالبات بعربة هدية في الواجهة البحرية
القطيف: عبدالمحسن آل عبيد
بعيدًا عن أجواء منصة “مدرستي”، كسرت المعلمتان حليمة علي المعاتيق، وجميلة حسن الجصاص كل التقاليد الدراسية وملل التعليم عن بُعد، وأقامت كل منهما حفلاً لتكريم طلابهما المتفوقين والمتفوقات بمناسبة انتهاء الفصل الدراسي الأول.
وفيما كان احتفال المعلمة المعاتيق مع طلابها من الصفوف الأولية بمدرسة ابتدائية حبيبة الأنصارية، احتلفت الجصاص مع طالباتها من مدرسة الابتدائية الثانية بسنابس.
وأقيم الحفلين في الواجهة البحرية، وحظي أحدهما بمراقبة من رئيس بلدية تاروت، الذي فاجأ الجميع بمشاركته في تكريم الطالبات.
فرصة جيدة
وبخبرة تجاوزت 20 عامًا في التعليم في المرحلة الثانوية، اختارت المعلمة حليمة المعاتيق، تجربة الصفوف الأولية وتدريس الطلاب.
وفي حديثها لـ”صُبرة”، قالت “في البداية؛ كنت متخوفة من تدريس الأولاد، ولكن قررت أن أجازف وأجرب، وكانت الصعوبة في التدريس عن بُعد، ولكن تمكنت من اجتيازها بفضل جهود الأمهات العزيزات وتعاونهن مع أولادهن”.
وأضافت “فكرة التكريم لم تكن جديدة، فقد عقدت اجتماعاً مع الامهات عندي في المنزل في خطوة أولى للتعرف على الطلاب”.
ووصفت المعاتيق حفل التكريم بأنها “مناسبة جميلة جداً ورائعة، جاءت في نهاية الفصل الدراسي الأول، وكأنني أجني ثمار ما زرعته ورأيت السعادة في عيون الطلاب وأمهاتهم، وزادت ثقة الطلاب في أنفسهم، وزادت ثقتي أنا أيضا فيهم، وشعور لا يوصف وأنا أرى الابتسامة على وجوه أحباب الله”.
مقاعد الدراسة
وأكملت “من وجهة نظري، أرى أن أزمة كورونا جعلتنا نفتقد أجواء الدراسة داخل الفصول، ولهذا أثر كبير على العملية التعليمية، وتحصيل الطلاب، وبالذات مهارة القراءة، ولكن نحن بدورنا نبذل قصارى جهدنا في سد هذه الثغرة بقدر ما نستطيع، إلى أن تنفرج الازمة، ويرجع أبنائي الطلاب إلى مقاعد الدراسة”.
واختتمت المعاتيق حديتثها “كلمات الامهات أثلجت صدري، وعلامات الرضا والارتياح على وجهوهن أنستني تعب المنصة، وللأمهات فضل كبير، من خلال دورهن وراء المنصة، فهن الداعم الأساس، لذلك استحققن التكريم قبل أبنائهن، وكما لا أنسى الدور الكبير لزوجي الذي ساعدني في التنسيق، وتسليم الهدايا للطلاب، فهو الداعم الأول لي دائماً”.
سنة استثنائية
وعلى مدار 90 دقيقة، واصلت المعلمة جميلة حسن الجصاص من المدرسة الابتدائية الثانية في سنابس، تكريم طالباتها في الصف الثاني الإبتدائي وعددهن 81 طالبة مع أمهاتهن.
وتقول لـ”صُبرة” “هذه السنة استثنائية، والجميع تعب فيها، الطالبات والأمهات، وهنا شعرت برغبة في إزاحة تعب العام على طالباتي وإدخال السرور على الجميع”.
وأكملت “فكرت في تكريم الطالبات، وخيرت الأمهات بين أن يكون التكريم في المدرسة على دفعات تطبيقًا للاحترازات الصحية أو في مكان مفتوح، لا تزاحم فيه، فكان خيار الأمهات هو أجواء الطبيعة في الواجهة البحرية”.
وتزامنت رغبة المعلمة في تكريم طالباتها مع شرح درس عن الإدخار، وقدمت الحصالات للأطفال، لتعويدهم على الإدخار. وتقول “لسوء الحظ في ذلك الوقت، لم أحصل إلا على 40 حصالة فقط، بينما عدد الطالبات المستهدفات من هذا الدرس 41 طالبة”. ولم تكتف الجصاص بذلك، وإنما جهزت لطالباتها شهادات مميزة.
رئيس بلدية تاروت يفاجئ الجميع
وذكرت الجصاص موقفاً طريفاً حدث أثناء حفل التكريم، وتقول “رأيت رجلاً يقف بجانبنا، وكنت أتساءل مع نفسي من هو؟، ظننته في البداية ولي أمر طالبة، جاء للحصول على شهادة وهدية ابنته، ولكنه كشف عن هويته، فكان رئيس بلدية تاروت عبدالعزيز الشلاحي، الذي فاجأنى بتكريمه لطالباتي معي، وقال لي “مبادرة جميلة، نقدم لك الشكر على هذا، وأريد أن أكرم الطالبات معك، وستقوم الطالبات بركوب هذه العربة هدية مني لهن”.
وتقول إحدى الأمهات الحاضرات “كان مساءً جميلاً، أدخلت فيه المعلمة السرور على بناتنا، ونحن أيضاً، كونها شاركتنا هذا التكريم الجميل، فخلال ساعة ونصف الساعة، زرعت المعلمة داخل بناتها شعوراً بأن التدريس عن بُعد، لا يختلف عن الحضور في المدرسة”.
جميل التغيير ولكن لم يكن هناك أي مقياس في التباعد وهذا على عكس مرئيات المملكة ووزارة الصحة
حفظ الله الجميع