ثلاثي قطيفي في “مسك” يعرض 66 عملاً تشكيلياً سوق الفن والتصميم يضع الجشي والحماقي والعلوي تحت سقف واحد

الرياض : ليلى العوامي

كشف “سوق الفن والتصميم” بالعاصمة الرياض، الذي يُقام ضمن فعاليات أسبوع مسك للفنون 2025، ملامح مرحلة جديدة من الحراك للتشكيليين السعوديين، حيث يلتقي المبدعون من مختلف مناطق المملكة، مستعرضين أعمالهم المتنوعة.

من بين المشاركين البارزين هذا العام، تأتي التشكيلية “يسرى الحماقي” بـ 16 لوحة تجريدية تعكس رؤيتها الخاصة للعاطفة واللون ومساحات التعبير، بينما تقدم “إيمان الجشي” 40 عملاً تشكيلياً، منهم 20 يظهرون للجمهورة لأول مرة، مجسدة مزيجًا من الأصالة والمعاصرة في مقاربة فنية تعكس الهوية والانتماء، فيما يثري الفنان “حيدر العلوي” الساحة بمنحوتاته التي جمعت بين التجريد والحروفية وخامات الخشب والحجر والرخام، مقدما 10 أعمال.

تركيز على المشاعر الإنسانية

في حديثها لـ “صحيفة صُبرة”، تقول التشكيلية يسرى الحماقي إن أعمالها تركّز على المشاعر الإنسانية غير المعلنة، مثل التوتر الداخلي، التحوّل، والبحث عن التوازن، وتضيف: “أسعى إلى خلق حالة شعورية مفتوحة تمنح المتلقي مساحة ليقرأ العمل وفق إحساسه الخاص”.

التشكيلية يسرى الحماقي

التشكيلية يسرى الحماقي

وعن تبلور الفكرة، تؤكد: “تنطلق غالبًا من إحساس داخلي أو حالة شعورية لحظية، ثم تتشكّل أثناء العمل نفسه، وفي أعمالي أترك مساحة للعفوية أثناء التنفيذ”.

ووفق تصريحاتها، فقد اعتمدت “الحماقي” على ألوان الأكريليك بشكل خاص وخامات موجودة في البيئة من حولنا، مثل برادة الخشب مع مواد أخرى، مستهدفةً منح اللوحة طاقة تعبيرية تساعدها في إيصال الإحساس أكثر من الاكتفاء بالشكل.

سوق الفن.. مساحة داعمة تحترم الجمهور

فيما يتعلق بسوق الفن والتصميم كمؤثر على حركة الفنون البصرية، تكمل حديثها: “ساعد وبشكل كبير في إيصال العمل الفني بجميع مدارسه للجمهور إذا احترم تنوّع التجارب الفنية، بل أصبح مساحة داعمة للفن التجريدي بتقديم الأعمال بوعي واحترام للفكرة، لا كمجرد منتج بصري، ومنح الجمهور فرصة للتفاعل مع العمل دون تفسير جاهز، بحيث يكون هناك تواصل صادق بين الفنان واللوحة والمتلقي”.

20 عملا جديدا لـ إيمان الحبشي

في المعرض ذاته، تبرز أعمال التشكيلية إيمان الجشي، التي بدأت مسيرتها الفنية في وقت مبكر، وأسهمت عبر سنوات من التجربة والبحث البصري في إثراء المشهد التشكيلي المحلي، حيث تشارك هذا العام بـ 40 عملاً، منهم 20 عملاً جديدًا.

ودعت الجشي في تصريحاتها الخاصة لـ “صُبرة” جمهور الفن والمهتمين بالفنون البصرية لزيارة مساحتها المخصصة في السوق، التي توفر تجربة تفاعلية تحتفي بالحوار بين الفنان والمتلقي، مؤكدة أن حضور الزوّار يشكّل إضافة قيّمة للتجربة الفنية، ويمنح الأعمال بعدًا إنسانيًا وتواصليًا أعمق.

وتستقي “الجشي” في أعمالها إلهامها من البيئة المحلية والتراث الحضاري، مع اهتمام خاص بتوظيف الخط العربي المعاصر والعناصر الزخرفية، في رحلة فنية تعبّر عن أبعاد روحية وجمالية تختزل الهوية والانتماء، وفق تصريحاتها.

حيدر العلوي.. منحوتات بالصبر والعزيمة

“التواجد في سوق الفن والتصميم تجربة مهمة؛ كونها تحت مظلة معهد مسك للفنون، هذا الحدث يضيف لي الكثير كتشكيلي، حيث أشارك نخبة مختارة من جميع مناطق المملكة، وأرى أساليب مختلفة من الفنون”، بهذه الكلمات بدأ التشكيلي “حيدر العلوي” حديثه مع “صُبرة”، كاشفًا عن تفاصيل مشاركته.

يؤكد “العلوي” أن مشاركته ضمت أعمالًا تجريدية وحروفية، منها ما هو بخامة الخشب، وأخرى بالحجر، تم إنتاجها في الفترة بين 2023 و2025.

حيدر العلوي

حيدر العلوي

وأوضح أن الأعمال التشكيلية عبارة عن لغة بصرية لا تحتاج إلى تقديم إذا عُرضت بشكل جيد وتمكّن المتلقي من قراءتها، مضيفًا: “في بعض الحالات، إذا طلب الزائر الحديث عن الأعمال، يتم التوضيح له عن اسم العمل وخامته والمدرسة أو الأسلوب والمقصود منه”.

يرى “حيدر” أن محتوى الأعمال يحمل رسالتين، إحداهما تتمثل في الحروفيات المأخوذة من أسماء الله الحسنى: “الرحمن، العزيز، الرحيم”، والثانية: في الأعمال التجريدية الرمزية، حيث شكلت المجسمات من عنصر المرأة أو البنت، مثل عمل “أمومة”، أو “جدايل”، و”She is” .

وعن أكثر لحظات الإبداع أثناء إعداد القطع المخصّصة لهذا الحدث، يقول العلوي لـ “صُبرة”: “أكثر لحظة إثارة بالنسبة لي هي عند الانتهاء من تخطيط الشكل على الخامة، سواء كانت خشبًا أو حجرًا، والبدء في النحت”.

لسنا أقل من الآخرين

ويشير التشكيلي السعودي إلى بعض التحديات التي قد تعيق العمل، منها عدم توفر بعض الأدوات، مما يستدعي طلبها من خارج المملكة، ونقل القطع من المصنع إلى مكان العمل ثم من الشرقية إلى الرياض وتثبيتها في المعرض، إذ تحتاج إلى جهد وعناية خاصة لتجنب تعرضها للكسر أو التسبب في ضرر لأي شخص أثناء حملها أو، لا قدر الله، سقوطها.


لكنه يؤكد: “بإمكاننا عمل الصعب بالصبر والعزيمة والتعلم، وجعل الحجر والخشب الصلب لينًا وعملاً جماليًا يستسيغه البصر ويدوم لسنين طويلة، ولسنا بأقل من الآخرين”.

رسالة شكر لـ مسك

وشدد على أن المشاركة في هذا الحدث هي الثانية له بعد تواجده في نسخة 2022، مشيرًا إلى أنها تفتح فرصة كبيرة لمجال الاقتناء من الزوار والمقتنين، ومقدّمًا الشكر لمؤسسة مسك لحرصها على إقناء بعض الأعمال من الفنانين، مختتمًا حديثه: “هذا يشجع الفنان ويدعمه ويعطيه دافعًا لمواصلة فنه وشغفه، وإلا سيصبح فقط ينتج ويستهلك جهدًا ووقتًا وأدوات دون مردود، وربما يصاب بالإحباط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×