في مستنقعات “طفيح”.. فيصل هجول يلاحق “أقدم الطيارين” إصدار بي دي إف يرصد فيه الناشط البيئي أنواعاً من "الرعاشات"

القطيف: صُبرة

هل سمعت يوماً عن الرعاشات؟ ربما.. لكن الأكيد أن هناك معلومات جديدة تُثير الدهشة حول هذا العالم الفريد من نوعه، نكتشفها يومًا تلو الآخر، سواء بشأن التزاوج وطريقته الغريبة نوعاً ما، وما يتعلق بالصراع من أجل البقاء، وبالبيئة الأنسب للعيش لتلك اللافقاريات.

على ضفاف مستنقع مائي

في إصدار جديد بصيغة بي دي إف؛ حمل عنوان “على ضفاف مستنقع مائي”، حيث المكان في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، يأخذنا الناشط البيئي فيصل هجول، عبر كاميراته ومنظاره، في رحلة فريدة إلى عالم الرعاشات (Dragonflies and Damselflies)، يُسلط فيها الضوء على الأسرار البيولوجية والسلوكية المعقدة لهذا النوع.

الرحلة تركزت في 9 مستنقعات راكدة تقع في المنطقة المعروفة بـ “طفيح”، شمال محافظة القطيف.

يبدأ بالوقت الأنسب للعيش، ويُبيّن “هجول” أن الصيف يُمثل بيئة مِثالية للرعاشات؛ لذا تشهد تلك الفترة التي نعيشها، حيث نهاية الخريف والاستعداد للشتاء، “سباقاً مع الزمن” لكل الكائنات، وللرعاشات بشكل خاص والمعروف أنها ذاتُ دمٍ بارد.

أجنحة مستقلة

وتتميز الرعاشات بقدرات استثنائية، فمن حيث الرؤية تمتلك عيوناً مركّبة تمنحها رؤيةً محيطيةً شبه كاملة، أما عن الطيران فحدث ولا حرج، إذ لديها القدرة على التحليق بثبات فائق في الاتجاهات كافة، حيث منحها الله أربعة أجنحة تتحرك بشكل مستقل.

ومن قلب الميدان، يرصد فيصل هجول التزاوج عند الرعاشات، الذي يسبق كل شيء في الأهمية بما في ذلك الغذاء، فينشط عندما تصل الحرارة 23 إلى 25 درجة مئوية، في رحلة مليئة بالصراع.

الصراع الأول بين الأنواع يبدأ بمهاجمة الرعاشات الأصغر حجماً مثل Desert Bluetail الأكبر منها بهدف إفشال التزاوج، وإيماناً منها أن نجاحه يعني ظهور حوريات شرسة تهدد أجيالها تحت الماء مستقبلاً، وهو صراع على الموارد.

إزالة الحيوانات المنوية!

أما الصراع الثاني والمدهش فهو “صراع الأبوة”، ففي حال تمكن ذكر مُنافِس من سرقة أنثى، يُجري عملية ميكانيكية دقيقة تتمثل في إزالة الحيوانات المنوية للذكر السابق باستخدام أعضائه التناسلية المجهزة لهذا الغرض، ومن ثم يقوم بالتلقيح لضمان أن تحمل الأنثى جيله هو.

ما بعد الزواج أكثر دهشة، فوضع البيض يتم بصورة تحتاج إلى تأمل، وفي تلك المرحلة الفارقة من حياة الرعاشات يمسك الذكر بالأنثى في وضع طيران دائم لحراستها، وهو الأمر المُفضّل لدى الرعاش البدوي الرحال (Nomad)، وهناك ذكور أخرى تُؤمّن الأنثى على ساق شجيرة، وهو ما يفعله الرعاش الإمبراطوري (Vagrant Emperor).

رسالة

وفي نهاية الإصدار “على ضفاف مستنقع مائي” رسالة لكل مختص ومهتم، تؤكد أهمية تكثيف الدراسات الجادة على اللافقاريات، خصوصاً الرعاشات، لمعرفة أنواعها بدقة في المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الإطار، يُشير “فيصل” هجول إلى أهمية الرعاشات ليؤكد أنها من أقدم الطيارين على وجه الأرض، وتعود أصولها إلى ملايين السنين، وأنها ليست مجرد حشرة عادية تطير في الهواء، لكنها فريدة ومثيرة، فتقضي أغلب حياتها في الخفاء تحت الماء كـ حوريات، مُعلنةً بذلك أن الحياة المائية والجوية مترابطة بشكل وثيق في دورة وجودها.

لتنزيل نسخة من الإصدار اضغط الوصلة

هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×