فاطمة.. قصة ولادة مبكرة صنعت أماً أقوى ومعجزةً تنمو كل يوم

القطيف: ليلى العوامي
تبقى قصص الأطفال الخدّج من أكثر التجارب التي تختبر قوة الأمهات وتعيد تعريف معنى الصبر والخوف والأمل، فحين تأتي الحياة قبل موعدها، تأتي معها معارك صغيرة تُخاض بصمت داخل غرف الحضّانة وعلى قلوب الأمهات.
بتول فاضل، واجهت خوف الولادة المبكرة في أسبوعها الـ 33، لتكتشف أن أصعب اللحظات قد تكون الطريق إلى أعظم المعجزات.
لحظة خوف
وحول ذلك قالت بتول في حوار خاص مع صُبرة “كان شعور صعب جدًا، حتى وإن كنت متوقعة، لا شي يستطيع تهيئة الأم أن تسمع أن طفلها سيولد قبل وقته، شعرت بخوف كبير، خصوصًا لأنني كنت مررت بتجربة فقد لجنيني قبلها، فكل الخوف القديم عاد لي.”
وأضافت “وسط كل هذا الخوف، كنت مؤمنة أن ما كتبه الله لي هو الخير، وكل يوم كنت أردد يا رب، أعطني الصبر، واجعل النهاية خير”، شعور صعب اختلط فيه الآلم القديم بالأمل الجديد لكن إيماني برب العالمين كان أكبر من خوفي”.
ولادة فاطمة
وأوضحت بتول “ولدت فاطمة في الأسبوع الـ 33 قبل موعد ولادتها ب 3 أسابيع، ووزنها كان كيلو و 900 غرام، وأصبح وزنها بعد أسبوعين من وجودها في العناية كيلو و700غرام، وخوفي الأكبر كان عليه،ا كنت أخاف من أي صوت أسمعه من الأجهزة، وأعيش بين رجفة وخوف، لكنني في نفس الوقت كنت أقول لنفسي توكلي على الله فترة وستنتهي والله حفظها في بطني، سيحفظها وهي بالحضانة”.
اللمسة الأولى خلف الزجاج
وأضافت “في الأسبوع الأول كان صعب أن أحملها بسبب الأجهزة لكنني كنت أمد يدي بهدوء داخل الحضانة، ألمس يدها أو رأسها وأقرأ عليها آيات، وأمسح على جسمها وأدعي لها بصوت تستطيع أن تسمعه، كان الموقف صعباً لكن وجودها أمامي حتى لو من خلف الزجاج كان كافياً ليعطيني أمل أن الأيام القادمة أفضل، فكل يوم كنت أراها تكبر قليلاً ووضعها يتحسن كنت أشكر ربي وأبكي”.
السند العائلي
وتابعت “زوجي وأهلي كان لهم دوراً كبيراً جداً في هذه المرحلة، كنت أمر بأيام صعبة، بين الخوف والقلق والتعب النفسي وقلة النوم والتفكير، و وجودهم حولي هو ما جعلني أتماسك، فزوجي كان يقول لي ابنتنا قوية، ستكون بخير، تحلي بالصبر وادعي لها باستمرار، كان يحاول التخفيف عني، وأهلي لم يقصروا، خاصةً أمي، أمَّا أختي كانت دوماً على استعداد أن تأخذني لزيارة ابنتي في كل وقت وتنتظرني بالساعات”.
توجيهات الأطباء
وأكملت “أهم نصيحة قالها لي الأطباء كانت أن أتعامل معها بهدوء وصبر، لأنها تحتاج وقتها لتنمو، فهي مختلفة عن الذين ولدوا بعد تسعة أشهر، وأخبرنني ألا أستعجل مراحل النمو، وشددوا على النظافة والتعقيم، فمناعة الخدّج تكون ضعيفة في البداية، ولا بد أن أحافظ على بيئة نظيفة وآمنة حولها. والأهم من كل شي، كانوا يذكروني بالراحة النفسية، ووجودي حولها بهدوء واطمئنان يساعدها أكثر من أي علاج”.
تجربة غيرتني
وقالت ” كنت كل يوم أول شيء أفكر فيه صوت أنفاسها الصغيرة، الهادئة، لم أتخيل يومًا أني سأفرح بنقطة لبن تشربها، كنت أراقب وزنها كأنني أراقب نبضي أنا، أتابع كل حركة بعين الطبيب”.
بعد عام… المعجزة تمشي
وأضافت “حالياً وبعد مرور سنة حينما أرى فاطمة وقد أكملت عامها الأول، أشعر وكأنني أرى معجزة تمشي أمامي، قبل سنة كنت أحسب كل دقيقة من خوف تمر عليَّ، واليوم أحسب كل ضحكة فرح، من كأنت بالأمس في الحضانة، اليوم بين يديّ، تضحك، تنادي، تلعب وكأنها ترد على كل لحظات القلق التي مررت بها.”
طبيبة قلب الأم… قبل قلب الطفل
وتابعت “كانت طبيبتي زهراء هي الشخص الذي حضّن قلبي قبل أن يحتضن ابنتي، طريقة كلامها ودعمها أعطاني قوة لم أكن أعرف أنها موجودة بداخلي، كل نصيحة ذكرتها كانت دائمًا تهدف إلى راحتي وصحة بنتي، كانت تشرح لي بهدوء”.







