الانفتاح الفكري.. تقليص للفجوات المعرفية

صادق ميرزا

بعُيد أحداث ١١ سبتمبر شهدت المكتبات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية إقبالا كبيراً وملفتاً من قبل القارىء الأمريكي نحو قراءة كتب الفكر الإسلامي ودواليك، فقد شهدت المراكز الإسلامية هناك توافدا غير مألوف للجماهير الأمريكية.

من مظاهر جهل الانسان أن يعادي فكرة لم يسبر أغوارها ولم يدرك مفاهيمها ولم يستوعب سياقاتها الموضوعية.

 ولا يتحقق الفهم الدقيق لأي ظاهرة أو توجه أو تصور مغاير إلا بالانفتاح على الفكرة النقيضة واخضاعها لقراءة تحليلية ينشد بها إزالة اللبس وسوء الفهم والوصول للحقيقة بروح محايدة بعيدا عن التنميط والأحكام المسبقة.

 أما المطالعة في اتجاه أحادي الفكر فلا تزيد الجاهل إلا جهلا بالفكرة الأخرى والرأي المغاير.

 فاختزال المطالعة في المألوف والسائد وعدم إخضاع الأفكار لقراءة محايدة وتحليل موضوعي فهذا الانغلاق الفكري مدعاة لاتساع الفجوة المعرفية بيننا والآخر.

ومما لا شك فيه أن الثورة المعلوماتية قد مكنت القارىء الحر من الانفتاح على المعارف المغايرة بحرية واسعة الآفاق تلبي نهم العقل الحر الراغب في الاطلاع على الرأي والرأي الآخر.

أما العقول المنغلقة والتي استحكمها وهم امتلاك الحقيقة المطلقة فمسلكها التعرضات الانتقائية التي تكرس السائد المألوف وبهذا الانغلاق الفكري يحرم العقل من مساحات المعرفة المتاحة عبر هذا الفضاء الالكتروني.

وختاما: إن الجهل البسيط يعالج بالمعلومة التي تجيب على السؤال وتزيل اللبس، ولكن المعضلة تكمن في الجهل المركب حيث لا يعلم الجاهل أنه جاهل، فالجهل المركب مدعاة للانغلاق الفكري الذي  يكرس الفجوات المعرفية بيننا والآخر المغاير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×