أزمة المركز والأطراف تفرض تساؤلاتها في ملتقى النقد السينمائي نقاد وفنانون يثيرون إشكاليات ويستوقفون محطات في المشهد

القطيف: صُبرة

أكد المخرج والممثل إبراهيم الحساوي، أهمية ملتقى النقد السينمائي في القطيف، مشيراً إلى أن النقد يفكك غموض الأعمال السينمائية التي لا يستطيع المشاهد فهمها.

النقد يفكك الغموض

وقال الحساوي على هامش مشاركته في ملتقى النقد السينمائي بالقطيف، الذي أُقيم اليوم الخميس، في تصريح خاص لـ صُبرة “أشارك بدعوة من هيئة الأفلام، في هذا الملتقى الجميل، الذي يقام حالياً في القطيف، وهذا الملتقى يأخذ جولاته في عدد من مناطق المملكة من أبها، إلى تبوك، إلى القطيف، والأحساء، والرياض، وغيرها من المدن.”

وأضاف الحساوي “من المهم جداً أن تكون هناك ملتقيات للنقد السينمائي، خاصة مع تطور السينما في المملكة، فالنقد يفكك الغموض والرموز التي لا يلتقطها المشاهد أو لم يستطع فهمها”.

وتابع “وهناك نقلة سينمائية رائعة تبشر بالخير، وأصبح الفيلم السعودي موجوداً في المهرجانات العالمية، لكن عند ذكر الحركة السينمائية في القطيف تجد أكثر المخرجين بالمنطقة الشرقية متركزين في القطيف والأحساء، ومن بينهم المخرجة ريم البيات من القطيف، وهناك صناع أفلام كثيرين، وهذا يدل على شغفهم بالسينما”.

تشكيل صورة السينما السعودية

من جهة أخرى قال الناقد السينمائي عبدالله العقيبي في جلسة “إبداع خارج المراكز: السينما في المدن السعودية”، “حين نتمعن المشهد السينمائي السعودي الراهن، قد يبدو أسير الثنائية الرياض وجدة من جهة، والصحراء من جهة أخرى، لكن السينما ليست لحظة ثابتة بل تراكماً مستمراً ومع مرور الزمن وتوسع التجارب ستجد المدن الطرفية والقرى والسواحل طريقها إلى الشاشة حتماً، ربما بخطى بطيئة ولكنها ستترسخ في الذاكرة البصرية.”

وأضاف العقيبي “قد تتحول هذه الأطراف اليوم إلى مركز الغد، وهذا ليس تفاؤلاً، ولكن هذا سنة في تطور الفنون، فقد بدأ الأدب السعودي من المركز، ثم امتد ليشمل مختلف الجغرافيا، وكذلك مسار الفن التشكيلي، والسينما ستسير بنفس النهج، شريطة أن تمنح الوقت والمساحة الكافيتين، وربما قد لا يكون السؤال اليوم لماذا تغيب هذه المناطق الطرفية؟، بل كيف ستتجسد غداً؟، وكيف ستساهم في إعادة تشكيل صورة السينما السعودية بعد عقد أو عقدين من التراكم؟”.

الوصول إلى العالمية

فيما قال المؤرخ والكاتب الدكتور عبدالجليل بوقره، خلال جلسة “القيروان في السينما”، “ملتقى النقد السينمائي في المملكة له أهمية كبيرة، نظراً للحظة التاريخية الفارقة التي تعيشها السينما السعودية، والسينما فن يحتاج إلى جمهور عريض وواعي، يتلقى الأفلام بعقل نقدي، وهذا الجمهور توفره مثل هذه الملتقيات”.

وأضاف بوقره “ملتقى النقد دوره تثقيف الجمهور لكي يتلقى الأفلام، وفتح الأبواب المغلقة، وعندما نؤمن بإمكانياتنا ويكون عملنا علمياً وعقلانياً فإننا يمكن أن نصل إلى العالمية.”

وتابع في حديثه “القيروان هي مدينة مثل العديد من المدن العربية المنغلقة، تعيش في الماضي ورفضت أن تعيش في الحاضر، وشباب المدينة منذ الستينيات وهم يواجهون صعوبات للتأسيس لصناعة سينمائية تتحدث عن مفارقات مدينتهم، وليست سينما خيالية تتحدث عن أشياء هلامية أو علاقات عاطفية في المريخ.”

واستطرد “السينمائي هو من ينقل إلى العالم واقع قريته ومدينته وبلده، وكلما تمسك بها حقق العالمية، ونجيب محفوظ نموذجاً لهذا الأمر، واليوم المملكة تستفيد من كل هذه التجارب لكي تكون الصناعة السينمائية الجديدة صناعة قائمة على أسس صلبة.”

فيلم منتظر لخيرية أبو لبن

من جانبها قالت الفنانة خيرية أبو لبن في تصريحها لـ صُبرة “سعيدة جداً بوجودي في ملتقى النقد السينمائي في القطيف، بتنظيم من هيئة الأفلام، ودائماً هذه الملتقيات تفيدنا كصناع أفلام، ويستفيد منها أيضاً الجميع من الصناع، والمهتمين بها”.

وأضافت “بإذن الله سوف يكون لدي فيلماً قريباً بعنوان محمول المقفول، وهو فيلم تركي عربي، وأتمنى أن ينال استحسانكم”.

الجبران من الرياض إلى القطيف

وقال الفنان جبران الجبران “القطيف ثرية بالمثقفين والأدباء والسينمائيين، فكون الملتقى ينتقل إلى هنا، هذا شيء مهم جداً وشجعني وجعلني انطلق من الرياض وأصل إلى القطيف لحضور الملتقى”.

بإذن الله هناك فيلم قادم نصوره في الشرقية، وهناك عدد من المسلسلات التي أقرأها حالياً، اما بالنسبة للنقد السينمائي فهو أم بالغ الأهمية، لأنه يجعلنا ننتبه إلى أشياء كثيرة مثل الصورة والمكان، وكذلك ننتبه إلى ما نقدمه كفنانين”.

الحركة الفعالة للسينما

فيما قال الناقد السينمائي ساعد أحمد ضيف الله، “وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأفلام لديها برنامج حميل جداً، وهو النقد السينمائي الذي يواكب الحركة الفعالة للسينما في المملكة، وإن لم يكن لدينا نقد سينمائي فاعل لن يكون هناك حركة فاعلة في المسار السينمائي”.

وأضاف ضيف الله “الجميل في الأمر هو تنقل الملتقى في مناطق المملكة، لمشاركة جميع المهتمين بالمجال السينمائي”.

موضوعات نقدية شيقة

فيما قال الناقد والكاتب والمخرج فهد الأسطاء “شهد ملتقى النقد السينمائي في القطيف، اليوم الخميس، عدة جلسات حوارية، وسط حضور جماهيري كبير وأجواء رائعة”.

وأضاف الأسطاء “الموضوعات التي طرحت حول المكان والموضوعات السينمائية بشكل عام، موضوعات نقدية شيقة، وتشرفت بحضوري في أحد اللقاءات حول التاريخ السينمائي، وشارك معي الناقد محمد الحرز، وأنا راضي وسعيد بهذه المشاركة، وأشكر كل القائمين على هذا الملتقى”.

التسعينيات فترة القطيعة التامة مع السينما

من جانبه قال الشاعر والناقد محمد الحرز “شاركت اليوم في ملتقى النقد السينمائي، رفقة المخرج فهد الأسطاءن في جلسة حوارية حول بداية السينما السعودية من أحواش أرامكو إلى صالات السينما، وتناولت الجلسة دور أرامكو في نشأة السينما بالمملكة في الخمسينيات، وتطورها في فترة الستينيات ووجود السينما في أغلب المدن”.

وأضاف “مدينة جدة كانت هي الأبرز، خاصة سينما فؤاد جمجوم، ثم السينما في الطائف، وفي الدمام، وفي الرياض، وذلك في مرحلة الستينيات، ثم جاءت مرحلة ما بعد الستينيات والسبعينيات وهي مرحلة الفيديو، الذي انتشر بشكل كبير، وانتهت السينما بنهاية فترة الثمانينيات”.

وتابع “دخلنا في فترة التسعينيات وهي فترة القطيعة التامة مع السينما، وعادت عام 2008م مع الأندية الأدبية في عروض لأفلام قصيرة، تزامن مع الأندية الأدبية اجتهادات محلية كانت تعرض الأفلام في مزارع، مثل ما كان يحدث في الأحساء”.

وأكمل “بعد ذلك جاءت الجمعيات الثقافية وتأسس نوعاً ما على خجل صالات سينما مؤقتة على مسارح الأندية والجمعيات، حتى وصلنا إلى عام 2017م وتأسيس هيئة للأفلام وتطورت السينما إلى ما وصلنا إليه”.

تطور السينما السعودية

أما الكاتب المصري وليد محسن، فقد أشاد بالملتقى السينمائي قائلاً “أرى اليوم أن هناك تطوراً كبيراً وملموساً في السينما بالمملكة، وشاهدت أفلاماً كثيرة في المملكة ولاحظت معدل تطور كبير مقارنة بأي دولة أخرى، وهناك تنافس بين الأفلام السعودية التي تعرض حالياً والدول الأخرى”.

وأضاف “بالنسبة للنقد السينمائي، فهو أمر مهم جداً لأي دولة، فالنقد السينمائي أينما وجد، ستجد أيضاً سينما قوية، ونحن نتعلم من النقاد دائماً.”

حول الملتقى

يجدر ذكره أن الملتقى السينمائي بالقطيف، قد انطلق اليوم الخميس في وسط العوامية، بعدة جلسات حوارية جمعت نقاداً وعدداً من المخرجين.

وتتمثل الأهداف الاستراتيجية للمؤتمر في تعزيز مكانة المملكة كمركز رائد في مجالات البحث والنقد السينمائي، وتنظيم ورش عمل احترافية تسهم في تطوير البنية التحتية لقطاع النقد السينمائي بالمملكة، والترويج للسينما السعودية وإبراز مكانتها في المشهد السينمائي العالمي.

كما تتمثل في بناء حوار مشترك بين الخبرات المحلية والدولية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية وصناع الأفلام، وتمكين المواهب السعودية في مجالي النقد والبحث السينمائي، ونشر الثقافة السينمائية وتعزيز دور النقد في نضج الصناعة وتطورها.

ويعقد “المؤتمر” الدولي للنقد السينمائي” تحت مظلة هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة سنويًا وفق معايير عالمية، وتسبقه ملتقيات متخصصة تُقام في مدن المملكة لتشكل ملتقى فكري سينمائي يفتح آفاقًا جديدة أمام تطور المشهد الثقافي المحلي، ويُعزّز حضور النقد كمرشد لذائقة الجمهور وداعم لتوطين الفكر النقدي في صناعة السينما.

ويمثل المؤتمر وملتقياته منصة فكرية تحتضن نقاشات متخصصة، تُجسّد حضور الصوت النقدي المحترف عبر تحليل فني دقيق يكشف جماليات السينما ولغة الصورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×