“الزاير”: التحول المؤسسي والابتكار المالي طريق استدامة العمل الخيري
القطيف: صُبرة
شهد ملتقى “نماء” بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن مساء أمس الأحد، لقاءً حواريًا مع رئيس مجلس إدارة جمعية القطيف الخيرية أسامة الزاير، بعنوان “الإدارة والتطوير في العمل الخيري”، أدار الحوار فيه الطالب آسر الجعيد الطالب في كلية الهندسة الكهربائية، وسط حضور من طلاب الجامعة والمهتمين بالعمل التطوعي والقطاع غير الربحي.
وتحدث الزاير عن بداياته في العمل التطوعي التي تعود إلى عام 1996م، مبينًا أن دخوله القطاع غير الربحي جاء مصادفة حين تعرف على أعمال الجمعية عن قرب، قبل أن ينتقل من لجنة العلاقات العامة إلى المجلس الإداري، وصولًا إلى رئاسة الجمعية عام 2022م.
وأوضح أن تخصصه في المحاسبة والإدارة المالية شكّل أساسًا لمسيرته التطوعية، حيث أسهم في إحداث نقلة نوعية عبر إدخال أنظمة محاسبية دقيقة، والتحول الكامل إلى التعامل البنكي، وإلغاء المخاطر النقدية، إلى جانب ابتكار آليات مثل الاستقطاع البنكي الشهري لضمان استدامة التبرعات.
وقال الزاير “العمل الخيري لا يعيش بالهبات العابرة وحدها، بل يحتاج إلى موارد دائمة وخطط استراتيجية تحقق له الاستدامة وتواكب تطلعات رؤية 2030، مؤكدا على أن التقنية اليوم هي الذراع الفاعلة في الإنتاجية والعمل.”
وأشار إلى أن الجمعية عملت على تعزيز مواردها من خلال تنويع مصادر الدخل وإطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية، مؤكدًا أن الاستدامة المالية تمثل ركيزة رئيسية في تطوير الخدمات المجتمعية.
وفي محور التمكين، شدد الزاير على دخول المرأة وعملها في الجمعية كان محطة فارقة، واليوم هي تقود عددا من أقسام الجمعية إضافةً إلى وجودها في مجلس إدارة الجمعية، كما أثمر تمكين المرأة لاحقًا عن تأسيس جمعية نسائية مستقلة.
وتطرق إلى جانب التعليم موضحًا أنه الأساس لإدارة الفقر وتمكين الفرد وأن الجمعية أسست مساراً خاصاً له، إيماناً منها بدوره العظيم في التغيير والارتقاء بالمجتمع، واسترجع الزاير من ذاكرته كيف أن الجمعية أسست لروضة هي إحدى أبرز الروضات الرائدة في المنطقة.
وعن التحديات الإدارية، أشار الزاير إلى أن الجمعية شرعت في إعادة هيكلة أنظمتها ولوائحها الداخلية بما يتوافق مع أفضل الممارسات في الحوكمة والشفافية، وبما يتيح التحول من العمل التقليدي إلى نموذج مؤسسي مستدام.
ووجه الزاير في ختام اللقاء النصح للطلبة بمنح العمل التطوعي جزءاً يسيراً من الوقت ولو ساعة في الأسبوع، تكون هي نافذة إلهام وسعادة بما يمكن أن تقدمه للمجتمع من خدمة وعطاء يمكن أن يحدث تغييراً إيجابياً للآخرين وللمتطوع نفسه، وكيف أن التطوع وخدمة المجتمع قدمت له الكثير في مجال عمله مستشهداً بعدد من القصص الواقعية التي مرت به.
يذكر أن ملتقى نماء هو ملتقى سنوي يهدف إلى توفير فرص تطوعية متميزة لطلبة المرحلة الثانوية والجامعية، حيث شاركت فيه 46 جهة غير ربحية لدعمهم في تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.