شروط تربية قطة..!

حسين الخباز

في الإسلام هنالك ما يعبر عنه بـ (النجاسة). وهي تارة ترتبط بأمور قذرة بطبيعتها، كبول البشر أو برازهم أو الدم. وتارة ترتبط بأمور يريد المشرع الابتعاد عنها كالملحد أو الخمر، حيث يميل المشرع لاعتبار كل تلك أمورا نجسة، فيجعل أتباعه بصورة مباشرة أو غير مباشرة يتجنبون تلك الأمور.

فأنت عندما تعتبر أحدهم نجسا، ستتجنب الانخراط في الكثير من الأنشطة الاعتيادية معه، وهو بدوره سيشعر بالعزلة عاجلا أو آجلا، نتيجة لسلوكك ذاك. هذا ما قد يكون مقصودا من قبل المشرع، لحماية أتباعه، من التطبيع مع أولئك، ممن قد تؤثر معايشتهم على دين الشخص ومعتقداته وسلوكه دون أن يشعر.

أما الدم والبول والبراز وقذارات أخرى اعتبرت نجسة في الشريعة الإسلامية، كشف لنا العلم بعد هذه العقود مدى قذارتها وخطورتها، حيث أنها تمثل مجموعة من أهم نواقل الأمراض بين البشر، وكائنات حية أخرى. لذا جاء المشرع بمصطلح (نجس) أو (قذر) ليحث أتباعه على تجنب التلامس مع تلك القذارات، ويعلمهم طرقا عملية لإزالتها مما يستخدمونه من ملابس أو أسطح وأدوات.

قد تتساءل ما دخل كل ما ذكر بالأعلى بالقطط وتربيتها.

لا تعجل.

يذهب الكثير من الفقهاء، لبطلان الصلاة في الملابس المتسخة بشعر القطط. ومن يربون القطط في منازلهم، ويسمحون لها بتشارك أماكن المعيشة معهم في مختلف غرف المنزل، يعلمون كيف ينتشر شعر تلك القطط في كل زوايا المنزل، بحيث لا تعود بقعة خالية من الشعر. ويصبح التصاق ذلك الشعر بالملابس أمرا لا يمكن تجنبه.

فكيف يمكن لأولئك الإتيان بصلاة بملابس خالية من شعر القطط.

طبعا ذلك ليس مستحيلا، حيث يحتفظ البعض بملابس مخصصة للصلاة، وسجادة مخصصة للصلاة. يحافظ عليها نظيفة من شعر القطط، ويستخدمها للصلاة فقط، ثم يخبؤها في مكان نظيف لا يصل إليه شعر القطط.

ذلك قد يكون حلا، يخلصهم من بطلان الصلاة. لكن هل هو يتوافق مع مقصد المشرع من اعتبار الصلاة باطلة عندما يكون اللباس متسخا بشعر القطط.

قد يكون مقصد المشرع من هذا الحكم، هو مثل تلك الأحكام المرتبطة بالنجاسة والقذارة، من حث الأتباع على المحافظة على مسافة فاصلة بينهم وبين تلك القذارة أو النجاسة.

لو اعتبرنا شعر القطط من تلك القذارات التي ينبغي تجنبها. قد ننتهي إلى أن المشرع، يحثنا على عدم مشاركة القطط أماكن معيشتنا. وأنه يحثنا إن رغبنا في تربيتها على تخصيص أماكن معيشة منفصلة لها. مثلما نتعامل مع حيوانات أليفة أخرى كالبقر أو الماعز.

فإذا كنت ترغب في تربية قطة في منزلك، فهل أنت مستعد لتخصيص مساحة منفصلة ومستقلة من منزلك لها؟ وهل ستكون تلك القطة مرتاحة لو فعلت ذلك بها، خصوصا إذا كنت تربيها منفردة دون قطط أخرى تستأنس بوجودها معها ومشاركتها اللحظات التي تغيب فيها عنها خلال اليوم!

القطط كما أغلب أو كل الحيوانات، تمتلك مشاعر، وحياة اجتماعية، وذكاء، تفرح وتتألم.

لذا ينبغي علينا نحن البشر أن نكون بقدر المسؤولية قبل اتخاذ قرار بتربية قطة داخل المنزل.

علينا أن نكون مستعدين لتهيئة مكان مستقل ومنفصل خاص بها، وأن يتشارك معها ذلك المكان من تأنس بوجوده في غيابنا.

طبعا نحن هنا، لم نتحدث عن مشكلات أخلاقية أخرى، تصاحب مسألة تربية القطط داخل المنزل. مثل حاجتها للحياة الجنسية عندما تبلغ، واضطرار الكثير ممن يقوم بتربية القطط لتعقيمها (أي إزالة الخصيتين أو المبايض منها).

هل ترغب في اقتناء قطة في منزلك؟ وكيف ستتعامل مع تلك التفاصيل؟ شاركنا تجربتك ورؤيتك!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×