الرياض.. قمة “سينك” تحرك حواراً عالمياً لحماية الجيل القادم

الرياض: فاطمة الشاعر

انطلقت في العاصمة الرياض قمة “سينك” للاتزان الرقمي، بتنظيم من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وسط مشاركة رفيعة من قادة الفكر والمؤثرين العالميين، وذلك تحت شعار: “جيل ألفا، جيل الذكاء الاصطناعي: من يحمي الجيل القادم؟”

وجاءت القمة امتدادًا للحراك الإعلامي والمعرفي المتسارع الذي تعيشه الرياض، بعد أيام قليلة من انطلاق النسخة العاشرة من “واحة الإعلام”، في مشهد يعكس حيوية العاصمة السعودية كمركز لصناعة الحوار الإعلامي والرقمي، وتكامل الجهود الوطنية في طرح القضايا المستقبلية بعمق ووعي.

توجيه ووعي رقمي

افتتحت القمة بكلمة صاحبة السمو الأميرة نوف بنت محمد آل سعود، التي شددت على أهمية حماية جيل ألفا من المخاطر الرقمية، مؤكدة ضرورة وضع تشريعات صارمة وتوفير بيئة تكنولوجية صحية تدعم الأسرة والمدرسة على حد سواء، وتمكين الأجيال القادمة لمواجهة التحديات الرقمية بثقة و وعي و في ختام كلمتها خلال القمة، قالت سمو الأميرة نوف بنت محمد آل سعود ، إن حماية الأجيال ليست مسؤولية فردية، بل مشروع وطني عالمي يتطلب وعيًا مشتركًا، ثم اختتمت بقول الامام علي ابن ابي طالب : “قيمة كل امرئ ما يُحسنه”، مؤكدة أن التمكين الحقيقي يبدأ من تعزيز القيم والمهارات في آن واحد.

فيما قدّم الدكتور مصعب السعران، مدير برنامج “سينك” في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، كلمة أعلن فيها عن إطلاق دراسة متكاملة بعنوان “الحياة الأسرية السعودية في العصر الرقمي”، التي تمثل مرجعًا عالميًا لفهم أثر التقنية على الأطفال والأسر. وأوضح أن القمة تسعى لإطلاق حوار ثقافي محلي ببُعد عالمي، يهدف لتعزيز الوعي الرقمي والتوازن بين التقنية ورفاهية الأفراد.

قضايا رقمية وإنسانية

توزعت فعاليات القمة على أربع جلسات رئيسية، ناقشت محاور متنوعة تمس عمق العلاقة بين التقنية والإنسان والمجتمع.

الجلسة الثانية: بناء الثقة الرقمية – التقنية بين الحماية والسياسة

وتناولت الجلسة جدلية الموازنة بين الابتكار الرقمي وحماية الأفراد من المخاطر السيبرانية، وسط التحولات المتسارعة في طبيعة الفضاء الرقمي العالمي، مع التركيز على سياسات حماية البيانات والممارسات الآمنة للاستخدام الرقمي.

الجلسة الثالثة: جيل ألفا والحياة الأسرية السعودية في العصر الرقمي

استندت إلى تقرير “سينك” الذي أعده مركز إثراء، وقدّمت رؤية معمقة حول أثر التقنية على أنماط الحياة داخل الأسرة السعودية، مركزة على أساليب التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، وسبل بناء ثقافة رقمية صحية بين الأطفال والشباب.

الجلسة الرابعة: رؤية شابة نحو مستقبل رقمي متزن

منحت المنصة للأصوات الشبابية للتعبير عن رؤاهم وطموحاتهم في بناء بيئة رقمية آمنة ومستدامة، مع التركيز على مشاركة الكاتبة الشابة ريتاج الحازمي، التي طرحت رؤية مبتكرة للتفاعل الرقمي الإيجابي.

مشاهد وحوار تفاعلي

شهدت القمة جلسة تفاعلية أدارها الإعلامي أنس بوخش بعنوان “The Story Behind the Remarkable Life of Ibiline”، حيث دار حوار مفتوح جمع بين العمق الإنساني والبعد التقني، مجسّدًا فلسفة القمة في تقديم التقنية كوسيلة للتغيير الإيجابي، وليس مجرد أدوات جامدة.

منصة عالمية للأسئلة المستقبلية

تحولت القمة إلى منصة عالمية لطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل جيل ألفا في عالم يحكمه الذكاء الاصطناعي.

من يحمي هذا الجيل من المخاطر الرقمية؟

كيف يمكن خلق بيئة رقمية تضمن لهم النمو والازدهار دون المساس بالقيم الاجتماعية والإنسانية؟

وشدّدت الكلمات الرسمية على أهمية التوازن بين التقنية والحياة الإنسانية، لضمان بيئة رقمية آمنة ومستدامة.

لم تكن “سينك” مجرد حدث نقاشي، بل تحولت إلى منصة عالمية لطرح أسئلة ملحّة حول مستقبل جيل ألفا في عالم يحكمه الذكاء الاصطناعي: من يحمي هذا الجيل؟ وكيف نخلق بيئة رقمية تضمن لهم النمو والازدهار دون المساس بالقيم الاجتماعية والإنسانية؟

الرياض… عاصمة الحوار الرقمي

التقاطع الزمني بين “واحة الإعلام” و”سينك” أضفى على المشهد طابعًا شموليًا، حيث ركزت الأولى على صناعة المحتوى، فيما تناولت الثانية الأبعاد الأخلاقية والإنسانية للذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة، لتؤكد الرياض بذلك موقعها المتنامي كمركز دولي للحوار حول مستقبل الإعلام والتحول الرقمي، وعاصمة تُصاغ فيها ملامح المرحلة المقبلة من التحولات التكنولوجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×