وفيات الملاعب في القطيف.. أكثر من 30 رياضياً رحلوا في ذروة النشاط

29 أغسطس، 2025آخر تحديث: 29 أغسطس، 2025

القطيف: صُبرة

بوفاة الرياضيّ المعروف في بلدة سنابس عبدالعزيز الناصري؛ يعود جرس الإنذار من جديد للتنبيه إلى ما يكاد يرقى إلى مستوى “الظاهرة” في محافظة القطيف. إنها ظاهرة وفيات الملاعب التي سجلت تتابعاً في السنوات العشر الأخيرة بالذات.

عصر اليوم كان الناصري يمارس هوايته في كرة القدم، على تراب أحد الملاعب، حين باغته الموت فجأة، وفاضت روحه قبل وصوله إلى المستشفى، لتختتم بلدته سنابس يومها حزينة على واحد من خيرة أبنائها، ومن رياضييها الأبطال.

بالفعل، ظاهرة الوفيات المفاجئة في الملاعب الرياضية، خاصة ملاعب الأحياء (الحواري)، تُعَدّ مشكلة بارزة في محافظة القطيف وقد حظيت بتغطية إعلامية من قبل صحف محلية. بالتأكيد؛ الظاهرة ليست حكراً على القطيف، بل هي عالمية، ولكنها لفتت الانتباه في المحافظة بسبب تكرارها.

وفيات بارزة

وتشير تقارير صحفية إلى أن عدد الوفيات في ملاعب القطيف وصل إلى حوالي 28 حالة حتى عام 2023، بحسب رصد الزميلة “جهات” في تقرير لها. لكن تتبع الأخبار الصحافية يشير إلى أن العدد أكبر من ذلك، ويتجاوز الـ 30 وفاة. وسبق لـ “صُبرة” أن رصدت 23 حالة بين عامي 1986 و2018.

وفي العام 2019، وخلال الأشهر الأربعة الأولى من ذلك العام، توفي 4 رياضيين أثناء ممارسة الرياضة.

لاعب الجمباز مهدي آل غزيوي رحمه الله

أسباب

ويمثل الموت القلبي المفاجئ السبب الرئيس لمعظم هذه الحالات. الأطباء يرون أن تضخم عضلة القلب والتشوهات الخلقية في الشريان التاجي قد تكون من أبرز المسببات، وغالباً ما تكون موجودة دون أعراض ظاهرة على المصاب. وهناك حالات بلع اللسان، فبعض الحالات يتم تشخيصها بأنها “بلع لسان”، وهو ما ينتج عن فشل المسعفين أو اللاعبين في تقديم الإسعافات الأولية السريعة والفعالة.

في 4 نوفمبر 2016؛ فارق اللاعب الشاب موسى حسن علي آل الشيخ حسين “30 عاما” الحياة، أثناء مباراة لكرة القدم في أحد ملاعب القطيف، في ثاني حادثة من نوعها خلال 48 ساعة، بعد وفاة شاب آخر هو مصطفى علي حسن الحيراني (22 عاما)،

وهناك أسباب كثيرة ؛ مثل الإجهاد الشديد وعدم ملاءمة الحالة البدنية للرياضة، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، والتغذية غير السليمة، وعادة التدخين بين الشباب.

ويشير أطباء إلى أن تحديد الأسباب الحقيقية لوفاة اللاعبين يتطلب تشريح الجثة بعد الوفاة، ولكن هذا الإجراء غالباً ما يتم رفضه من قبل عائلات المتوفين، مما يجعل البحث في الأسباب الحقيقية للظاهرة أمرًا صعبًا.

المعلم علي حسن المدن، رحمه الله

تحركات رسمية وتوعية

هذه الظاهرة المتكررة دفعت الجهات الرسمية إلى التحرك. في يناير 2019، وشُكّلت لجنة لمراجعة أوضاع ملاعب الحواري في القطيف. وأحد أبرز القرارات كان “ترخيص” هذه الملاعب، واشتراط توفير جهاز للإنعاش القلبي (AED) في كل ملعب، إلى جانب تطبيق اشتراطات فنية وصحية أخرى.

كما نظم أطباء ومختصون العديد من الندوات التثقيفية ودورات الإسعافات الأولية المجانية للرياضيين للتعامل مع حالات الطوارئ.

وبادرت بعض الأندية والجهات الرياضية إلى إيقاف أنشطتها بعد وقوع حوادث وفيات داخل منشآتها، مثل نادي الخويلدية بعد وفاة لاعب الجمباز.

تُظهر هذه الظاهرة الحاجة الماسة إلى رفع الوعي الصحي بين الرياضيين، وخاصة الشباب، بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية قبل ممارسة الرياضات ذات الجهد العالي، وتطبيق معايير سلامة صارمة في جميع الملاعب.