عقدة الأمهات الجديدات لوم الذات وقلق التربية.. أعباء الأمومة الأولى
ترجمة: عدنان أحمد الحاجي
بالرغم من أن 17% من الأمهات الجديدات يعانين من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة (1)، إلا أن الضيق الانفعالي (2)، الذي ينطوي على صعوبات في إدارة الأفكار والمشاعر والتصرفات، يعتبر أكثر انتشارًا في فترة ما بعد الولادة. هذه الدراسة الوصفية تضمنت اجابات الأمهات الجديدات على أسئلة مقياس إدنبرة لاكتئاب ما بعد الولاد EPDS (3) لفهم تجارب الأمهات الشائعة بعد الولادة بشكل أفضل.
“كان هدف الدراسة من الاستبانة التي أجريت على الأمهات الجديدات بعد الولادة، هو لمعرفة أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
قد تستطيع معظم الأمهات فهم ذلك المزيج الهائل من المسؤولية والحب والتعامل مع كمية النصائح المتضاربة التي تأتيهن من المجتمع وسقف توقعات المجتمع العالي منهن، والجهود البدنية والعاطفية المطلوبة منهن لرعاية مواليدهن بعد عودتهن إلى بيوتهن بعد الولادة في المستشفيات.
حلل باحثون من قسم الصحة العامة في جامعة آرهوس الدنماركية بيانات مقياس الـ EPDS لـ 170,218 ولادة (ما بين الأعوام 2015 – 2021) ضمن مجموعة HOPE الدنماركية (4)، والتي جُمعت خلال زيارات الممرضات لبيوت هذه الأمهات ما بعد الولادة الروتينية. وقد وصف الباحثون الانتشار الإحصائي للإجابات على كل سؤال والنتيجة الإجمالية.
نتائج هذه الدراسة بينت أن عددًا كبيرًا من الأمهات يُعانين من أعراض قلق وشعور شديد بعدم الأمان [ومن ذلك انخفاض تقدير الذات، ومقارنة أنفسهن بأخريات، وحاجتهن إلى إرضاء الناس، والشعور بالقلق والخشية من النقد الذاتي المفرط ولوم النفس لأي نتائج سلبية حتى في وجود عوامل خارجية]، وفقًا لباحثة ما بعد الدكتوراه ميت ماري زاكر كيلدسن Mette-Marie Zacher، التي قادت الدراسة.
لكن دراستنا بينت أنه من الطبيعي تمامًا أن تُعاني الأمهات غير المصابات بالاكتئاب من الكثير من الانفعالات الحادة [التي تراوحت بين الإكتئاب ما بعد الولادة الخفيف إلى الشديد] والقلق الشديد بشأن رعاية الطفل، والتعافي البدني والنفسي بعد الولادة (5).” بينت نتائج الدراسة الجديدة أن هذا النوع من شعور الكثير من الأمهات بالقلق والإنهاك والتوتر بعد الولادة، دون أي سبب واضح، يعتبر جانبًا طبيعيًا من الأمومة. ولكن نادرًا ما تتحدث الأمهات عنها بصراحة.
نأمل أن تُسهم نتائجنا في تقبّل وقبول مختلف ردود الفعل تجاه الأمومة. قد يُخفف هذا من الشعور بالوصمة وبالذنب والتقصير ولوم النفس من قبل الأمهات الجديدات [وذلك من جراء خشيتهن من الفشل في استيفاء مستوى صورة الأمومة المثالية التي رسمها وتوقعها المجتمع منهن كونهن أمهات جديدات، بالإضافة إلى شعورهن بالذنب والتقصير في حال اخفاق الطفل في النمو حسب مراحل النمو الصحية المتوقعة مقارنةً بأطفال آخرين]. قد تحسن نتائج الدراسة أيضًا من جودة حوار هذه الأمهات مع أخصائيي الرعاية الصحية بعد الولادة. من المهم أن تتمكنّ الأمهات من التصريح عن شعورهن بالقلق بشأن رعايتهن لأطفالهن وصحتهن البدنية والنفسية والخوف من عدم تحملهن المسؤلية التربوية الطاغية الملقاة على عاتقهن – حتى لو لم يُصبن باكتئاب ما بعد الولادة (1).
كما تأمل أن تُستخدم الدراسة كأداة عملية وملموسة من قِبل أخصائيي الرعاية الصحية عند مناقشة الصحة النفسية في فترة ما بعد الولادة.
“قد تُشكّل الدراسة نقطة انطلاق للحوار خلال الفحص المتاح بعد ثمانية أسابيع من الولادة في الدنمارك. يأمل الباحثون أن تشجع نتائج الدراسة على تحسين الحوار بين الأمهات الجديدات ومقدمي الرعاية الصحية. كما يُمكن أن تُصبح النتائج أداةً للممرضات اللاتي تزور الأمهات في بيوتهن بعد الولادة للحوار معهن للتحقق من حالتهن الصحية وتقديم الدعم الصحي لهن، وربما تُسهّل على الأمهات التعبير عن انفعلاتهن السلبية (القلق والشعور بالتقصير وبالذنب وما إلى ذلك) بصراحة. ونأمل أن تُساعد أيضًا في الحد من الشعور بالوصمة المرتبطة بالصعوبات الانفعالية بعد الولادة [ومنها اكتئاب ما بعد الولادة والقلق والحزن].”
نشرت الدراسة (6) في المجلة البريطانية الطبية للصحة النفسية BMJ Mental Health
ـــــــــــــــــــــــــ
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/wh/Pages/Postpartum-Depression.aspx
2- https://www.medicalnewstoday.com/articles/emotional-distress
4- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/39158818/
5- https://greatergood.berkeley.edu/article/item/embracing_the_uncertainty_of_being_a_mom
6- https://mentalhealth.bmj.com/content/ebmental/28/1/e301819.full.pdf
المصدر الرئيس
