جريمة فردية لا تُعبّر عن واقع بريطانيا كوجهة دراسية آمنة

حسين المقرن
أثار خبر الجريمة المؤسفة التي وقعت مؤخرًا في مدينة كامبريدج البريطانية وراح ضحيتها طالب سعودي، موجة من الحزن الشديد داخل المملكة، وهو أمر مفهوم نظرًا لبشاعة الجريمة وبراءة الضحية.
لكن المؤسف أكثر من الجريمة ذاتها، هو التهويل الذي صاحب تناول الخبر في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، الذي صُوّر وكأن الطلبة السعوديين في بريطانيا يعيشون في خطر دائم، أو أن المسلمين مستهدفون بشكل ممنهج في تلك البلاد، وهي صورة لا تعكس الواقع إطلاقًا.
من المهم في مثل هذه اللحظات المؤلمة أن نحافظ على توازننا، ونفرق بين الجريمة الفردية التي يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وبين الظاهرة العامة التي قد تعني وجود خلل بنيوي في المجتمع أو تهديد ممنهج.
الجريمة التي وقعت في كامبريدج – ورغم فظاعتها – لا تشير إلى وجود خطر واسع أو موجه ضد السعوديين أو المسلمين. وقبل يوم انتشر خبر آخر يشير الى وجود جريمة قتل أخرى في مدينة مانشستر لشاب مسلم وكوننا متواجدين في نفس المدينة هذه الفترة مع مجموعة من الطلبة، قمنا بالاستفسار وتبيّن ان الجريمة حدثت قبل أكثر من ثلاثة أيام، وأن المعلومات التي ظهرت لاحقًا تؤكد أن القاتل والمجني عليه كلاهما من المسلمين ما ينفي صفة الاستهداف الديني أو العنصري.
تجدر الإشارة هنا إلى أن المملكة لديها آلاف الطلاب والطالبات الدارسين سنويًا في بريطانيا، سواء في معاهد اللغة أو الجامعات، وقد أنهى عشرات الآلاف منهم دراساتهم خلال السنوات الماضية دون أن تُسجل عليهم حوادث تُذكر.
هذا الحضور السعودي العلمي في بريطانيا يؤكد أن المملكة تختار بعناية الوجهات التعليمية الآمنة والمتميزة لأبنائها، وأن حالات العنف الفردي، وإن وقعت فهي استثناء نادر لا يُبنى عليه حكم عام.
وفي هذا السياق، عاد قبل أيام أكثر من 100 طالب وطالبة من طلبتنا السعوديين من مدينة مانشستر البريطانية، بعد أن أنهوا برنامجًا دراسيًا شاملاً في اللغة الإنجليزية استمر أكثر من 4 أسابيع دون أن يتعرض أحدهم لأي مكروه.
وكان برفقتهم أكثر من 10 مشرفين ومشرفات حرصوا على الالتزام بالتعليمات الأمنية، وأهمها تجنّب الخروج الفردي والبقاء داخل السكن الجامعي، مع حلول المساء وعدم الانخراط في أي خلافات أو نقاشات غير ضرورية مع الغرباء.
مثل هذه الإجراءات الوقائية البسيطة تُعد كفيلة في بيئة مثل بريطانيا بحماية الطالب من الوقوع في مواقف خطرة، لا سيما أن البلد معروف باستقراره وتقديره للطلبة الأجانب وتحديدًا السعوديين الذين يُعرفون بالالتزام والتميز الأكاديمي والسلوكي.
وختامًا، فإننا إذ نترحم على الشاب المغدور ونتقدم بالعزاء لأسرته، فإننا نؤكد أن بريطانيا تبقى من الوجهات التعليمية الآمنة، وأن الحادثة رغم فداحتها لا تبرر تصوير البلاد على أنها بيئة طاردة أو غير مناسبة للدراسة.
مسؤوليتنا الإعلامية والاجتماعية تحتم علينا أن نُقدّم لأبنائنا المبتعثين الحقائق كما هي بعيدًا عن التهويل والتخويف، مع التأكيد على أهمية الوعي والتعليمات الأمنية كجزء من التجربة الدراسية في أي مكان في العالم.
تُصدر عدة دول، بما في ذلك أستراليا وفرنسا وكندا والمكسيك، تحذيرات لمواطنيها بشأن ارتفاع معدلات الجريمة في المملكة المتحدة، وخاصة في لندن. وقد رفعت الحكومة الأسترالية مستوى تحذيرها للسفر إلى "المستوى 2"، وتحث المسافرين على "توخي قدر كبير من الحذر" بسبب انتشار الجرائم البسيطة مثل النشل وسرقة الهواتف المحمولة، والتي غالباً ما يرتكبها لصوص على دراجات نارية وهواة. كما قامت دول أخرى مثل المكسيك والإمارات العربية المتحدة بتحديث نصائح السفر الخاصة بها، حيث حذرت الأخيرة تحديدًا من "زيادة حديثة في العنف وجرائم السكاكين" ونصح المواطنين بتجنب عرض الأشياء الثمينة. تعكس هذه التحذيرات تصورًا دوليًا متناميًا بأن المملكة المتحدة، وخاصة عاصمتها، أصبحت أقل أمانًا للسياح.
السلام عليكم
انا كنت احب السفر الى بريطانيا منذ ٢٠١٢ الى ٢٠١٩
وفي زيارتي الاخيره قبل فتره اصبحت لندن والمدن المجاوره لها مرتع للمتسولين والحرامية ومدعين الفوز بالالعاب في الشوارع
لندن جميله
ويوجد مناطق جميله للدراسه مثل بورنموث وغيرها
ولكن حاليا بريطانيا اصبحت جدا خطره
يوجد فيديوهات لمواطنين خليجيين وهم يصورون بعض من السارقين وهم يسرقون هواتف الماره في لندن وغيرها من المدن
ولذلك لايجب السفر الى مثل هذه المدن سيئة السمعه