جعفر عباس.. دمعة في حيدر أباد.. وحزن خاص في الجش

القطيف: جمال أبو الرحي

جعفر عباس شاب هندي، جاء إلى أرض المملكة وهو في الثانية والعشرين من عمره، وذلك في شهر ربيع ثاني 1416هـ الموافق 1995م، عمل في المنطقة الشرقية في محافظة القطيف و بالتحديد في بلدة الجش.

عمل جعفر عباس و هو من مواليد 1973م في بداية قدومه كعامل في محل للطيور وأسماك الزينة، وبعدها عمل في محل للمكسرات و الحلويات، وبعد أن أكمل سنتين في القطيف كون مبلغاً جيداً من المال وعاد إلى بلدته حيدر آباد في الجنوب الهندي، ليتزوج من ابنة خالته طاهرة بانو من مواليد 1979م، وأنجب منها فيما بعد ولده الوحيد زيجام عباس عام 2005م، وهو يدرس الآن في إحدى جامعات الهند.

عاد “عباس” – و هو إسم الشهرة الذي يناديه به الأهالي في الجش – إلى القطيف بعد إنتهاء إجازته التي عادة تستمر من شهرين إلى شهرين و نصف، ليكمل الجزء المهم من حياته و هو “العمل” في أرض المملكة.

بقي جعفر عباس طيلة الواحد و الثلاثين عاماً يعمل في القطيف، وكان يمكث سنتين ثم يذهب إلى عائلته في الهند لقضاء إجازته في مدينته حيدر آباد، يمكث شهرين أو أكثر، إلى أن عزم على السفر قبل أقل من أسبوعين و تحديداً في 23 ذي الحجة.

وقال كفيله ناجي الحرز، إنه جدد له الإقامة التي كانت ستنتهي بعد 3 أشهر حتى يستطيع المكوث هذه المرة مع أهله مدة أطول تمتد إلى 4 أشهر، و خاصة بعد العقود الطويلة التي قضاها في المملكة.

وأضاف الحرز “في أول شهر من وصوله إلى القطيف قبل 31 عاماً اختار “عباس” المبيت في غرفة مع أحد أبناء مدينته، و توفي ذلك الشخص و تأثر “عباس” تأثراً عميقاً”.

غادر “عباس” القطيف يوم 23 ذي الحجة ليصل إلى مدينته التي أشتاق إليها، ويشاهد آخر تفاصيل مدينته من شوارع، و بيوت، و أزقة، و أصوات الحياة اليومية، و التقى بعائلته و أبناء قريته، و قضى معهم 11 يوماً فقط، يروي ظمأ الغربة، لكن القدر لم يمهله فقد توفي في الطريق و هو عائد إلى منزله بعد حضوره مناسبة دينية، و كان يمني النفس أن يروي ظمأ غربته الطويلة، لكنه ختم حياته و دفن في وطنه قريباً من أهله و تراب مدينته حيدر آباد، لتفتقده عائلته و تودعه بالبكاء، و يفتقده أبناء الجش و أطفالها، فقد عاش معهم ثلثي عمره، و لما سمع أهل الجش بوفاته حزنوا و تبادلوا رسائل تعظيم الأجر بوفاته”.

قال عنه كفيله ناجي الحرز “كان يتمتع بأخلاق غاية في الطيب، و كان جميع مرتادي المحل يحبون التعامل معه، و إذا غاب يسألون عنه “وين عباس؟”، كانوا يثنون عليه و يعتبروه واحداً منهم”.

رسائل بعض أبناء الجش

ماجد العلي “إنا لله و إنا إليه راجعون، الله يرحمك يا عباس رحمة الأبرار، تعايش معنا ونحن صغار، كان رجلاً طيباً من عرفه يتعلق بطيبته، رجلاً خلوقاً بمعنى الكلمة، كان في هده الأيام يجمع الوافدين ويعمل مجلس حسيني ومضيف خاص بهم، يتفانى في حب الحسين رحمة الله عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون.”

منصور الثواب “إنا لله و إنا إليه راجعون، رحمة الله عليك يا عباس، كنت من أفضل الرجال طيباً و أخلاقاً مع الجميع.”

‫5 تعليقات

  1. رحمك الله يا عباس واسكنك فسيح جناته كان رجلا يعمل باخلاص ولايغش تعاملت معه اكثر من ٣٠ عاما لم نرى منه الاطيبة القلب والهدوء والاحترام
    انا لله وانا اليه راجعون

  2. رحم الله الرجل الطيب والخلوق صاحب الابتسامة الكل يحبه في الجش ويثنون عليه لحسن تعامله .. صج من تدخل المحل لازم تسأل عن عباس .. فقدناه الله يرحمه بحق محمد واله الأطهار

  3. رحمك الله ياعباس أيها المؤمن الطيب رحمة الأبرار وحشرك مع محمد واله الاطهار
    الجش حزينة بفقدك ياعباس الى عفو الله ورضوانه
    الفاتحة

  4. لقد خيم الحزن على الجميع في بلدة الجش لفقدهم صاحب الابتسامة الطيب المرحوم جعفر عباس .
    نحن نذهب للمحل من أجل جعفر عباس لأنه عرف عنه النصح و الصدق و الأمانه و الطيب و حسن التعامل .
    ستبقى في ذاكرة و ذكريات بلدة الجش.
    رحمك الله و اسكنك فسيح جناته.

  5. الى رحمة الله الواسعة
    كان السيد عباس من خيرة المؤمنين في تعامله مع الكل و كنا نرتاح اذا كان موجود في المحل لنصحه و طيبة اخلاقه

    الى روحه الفاتحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×