الخطيبة شريفة آل درويش.. قرينة الملا البصارة وصانعة الطور الشريفي تعلمت الخطابة بـ "الفخري" وتستخدم الورق في التحضير وتتابع الخطباء بـ آيباد

تاروت: فيء السنونة

نشأت الخطيبة شريفة علوي آل درويش المكناة بـ “أم سيد مصطفى” أو “أم علوي”، في أحضان بيت متدين يعتني بمجالس الذكر منذ نعومة أظفارها؛ وُلِدَت في بيت جدتها خاتون سيد هاشم سيد حسن (أم علوي) -رحمها الله- الذي كان بمثابة منزل تجتمع فيه المؤمنات على الخير.

وتتلمذت على يدي جدتها خطيبات معروفات مثل افتخار امسيري، مدينة داوود، نجاح حمود، صفية، أم شريف وأم حسين احليو.

وقضت السيدة شريفة سنوات حياتها الأولى في هذا البيت الخيّر حتى انتقلت مع عائلتها إلى سكن مستقل في سن الثانية عشرة.

جدتها كانت معلّمة للقرآن الكريم، وكان لها دور تعليمي وتوجيهي كبير في مسيرتها.

في عمر التاسعة وتحت إشراف وتوجيه جدتها أم علوي؛ بدأت بقراءة السيرة المعروفة بـ (الفخري)؛ وكتطور طبيعي بدأت بالاستماع إلى بعض الخطيبات والخطباء ومحاكاة أساليبهم في القراءة؛ وتأثرت بالأطوار العراقية و أطوار القراءة البحرينية و القطيفية القديمة؛ مما ساعدها ـ لاحقاً ـ مع التعلم الذاتي والتدريب المستمر وبذل الجهد- في بناء أسلوبها الخاص وتكوين حضور مميز لها، وحالياً بعض القارئات الناشئات يطلقن عليه الطور الشريفي.

ونشأتها في محيط عائلي متدين لم تقتصر على رعاية جدتها أم علوي فحسب، فهناك عمتها أم محمد تقي، وخالتها كلثم أم حميد العلق، وهناك ستوت وزكية بنتا سيد مهدي سيد حسن آل درويش، ومدينة شيخ حسن آل سيف أم سلمان آل سيف التي كانت تخصها بالكثير من الحب والثناء والتقدير بشكل مستمر”، وهناك أيضاً تشجيع والديها الذي كان له الأثر الأهم في توجهها للخطابة النسائية.

(الحسين سلطان ومن يخدمه سلطان)، (الحسين خدمته شرف)؛ كلمات والدها رحمه الله لها في بداية مسيرتها كانت دافعاً كبيراً لأن تكمل طريق الخدمة الشريفة.

شخصيتها القوية، وحرصها على الالتزام، واحترام دورها في الخطابة؛ هو ثمرة لتربية والديها وتنشئتها في عائلة مليئة بالشخصيات القوية والموجهة.

نهلت العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية في حوزة أم البنين مع سيدتين فاضلتين هما جواهر و عاتقة الصادق؛ ووجدت لدى منسوباتها كل الترحيب والتشجيع.

لكن القوة الأكثر دفعاً واستمرارية كانت من زوجها الخطيب المعروف جداً في محافظة القطيف، إنه الملا عبد الرسول البصاره الذي كان له كل التأثير الإيجابي؛ إذ كان لها الداعم والمرشد والمعلم – ليس فيما يتعلق بالقراءة والخطابة فحسب- بل في مختلف مواقف الحياة والناس.

تعلمت منه الالتزام واحترام عقلية المستمع والبحث عن المعلومة الصحيحة، والدقة العلمية والتاريخية فيما تَطْرح على المنبر؛ وأن هذا التوجه أمانة والتزام.

تعلمت منه أن الخطيب ملزم بأن يعمل دوماً على تطوير نفسه بالبحث والقراءة والاستماع والاستفادة من جهود الآخرين والتجديد في الطرح، كما كان له الفضل في بداياتها بتعليمها بعض دروس النحو والصرف الأساسية ومسائل الفقه، ومنحها مساحة من الحرية والوقت.

الخطيبة شريفة تفضل النمط التقليدي في تحضير محاضراتها؛ وتستخدم الورقة والقلم والدفتر لكتابتها من البداية حتى النهاية، وتستخدم الألواح الذكية (الآيباد) كمفكرة أو أداة استماع، أو مشاهدة، وليس كمرجع أو أداة في قراءة المجلس.

ومن منطلق زكاة العلم تعليمه ونشره؛ توجهت السيدة شريفة لتدريس الخطابة للقارئات الناشئات لفترات عدة؛ لكنها توقفت لانشغالها بتحضير المحاضرات وقراءة المجالس.

الخطيبة شريفة أم لثلاثة أبناء وابنتين؛ سيد مصطفى الشخص، سيد مرتضى الشخص، السيده اشراق الشخص، سلمى البصاره، علي البصاره.

ابنتها الصغرى سلمى تقول “والدتي نشأت في بيئة محبة لأهل البيت والإمام الحسين عليهم السلام، و تأثرت بجدتها أم علوي تأثراً كبيراً.”

وأضافت “والدي دعمها وشجعها في مسيرتها وكلاهما كان لهما الأثر الكبير في تنشئتنا على حب أهل البيت، والدتي تشجعني دائماً أن أسير في خطاها، وهي معروفة بصوتها الشجي ولقبت بعميدة المنبر الحسيني.”

تعليق واحد

  1. (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )

    رسالة شكر على تسليط الضوء على خدمة اهل البيت عليهم السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×