فاطمة آل زواد .. البكالوريوس ومرتبة الشرف ولو بعد 20 سنة..! الحمل أخرجها من دراسة الثانوية.. وتعليم الأطفال أعادها

سيهات: معصومة المقرقش

على وقع الحكمة المشهورة: “منَ طلب العُلا سهر الليالي” وقفت فاطمة عبد الله آل زواد أمام كل التحديات والصعوبات، وأمام لجان تكريم جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتقدمنّها بخطوات طالبات أصغر منها عمراً، لتتوج بدرجة بكالوريوس التربية في رياض الأطفال مع مرتبة الشرف الثانية بعد أكثر من 20 عاماً من انقطاع عن مقاعد الثانوية العامة.

وعن التحديات التي وقفت آل زواد أمامها لتصل لمنصة التتويج هذه بعد أعوام طويلة جداً انتظرتها تقول لـ”صُبرة”: انقطعتُ عن مواصلة دراستي الثانوية بسبب حملي ؛حيث طلبت مني طبيبتي ملازمة الراحة التامة وعدم التحرك إلا للشيء المهم، لأن جنيني كان معرضاً للإجهاض في أية لحظة.

معلمة بلا ثانوية

تضيف: بعد هذه المرحلة ما بعد الولادة والانقطاع عن الدراسة قرابة 15 عاماً، عملت في تدريس الأطفال في إحدى رياض الأطفال، ولكن كنتُ أطمح إلى الأفضل؛ فتحدثتُ مع جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية لأخذ دورة رياض الأطفال لديهم، ولكنهم طلبوا الشهادة الثانوية، فقلتُ في نفسي هل الشهادة الثانوية هي العائق في تحقيق حلمي…؟

وتتابع: بدأت بالتفكير، وسبحان الله تعالى هو من أعطاني القوة لأخذ قرار بإكمال الثالث الثانوي، بدأت بالحث عن المدارس، فوجدت مدرسة في القطيف أستطيع أن أكمل دراستي فيها، وذهبت لوزارة التعليم لأخذ القبول والموافقة وطلبوا مني أيضاً الذهاب إلى المدرسة الأولى بالقطيف، لأخذ موافقة المديرة بالدراسة لديها منتظمة.

العائق الأول

وتتابع: أول عائق واجهني كان في أول يوم دراسي ليّ في المدرسة؛ لأني كنتُ ابحث عن فصل علمي، ولكن قسم الكبيرات لا يوجد فيه إلا القسم الأدبي، كدتُ أصاب بالإحباط، لولا أن إحدى المعلمات اقنعتني بأن أكمل ما بدأت به ولا يقف هدفي إلى هذا الحدّ.

تشجيع المعلمات

فاطمة التي كانت ترغب وبشدة في أن تلتحق بالقسم العلمي؛ لحبها للمواد العلمية وتفوقها فيها خلال السنوات الدراسية السابقة، وجدت نفسها في القسم الأدبي رغماً عن إرادتها، ودرست في مدرستها الجديدة والبعيدة عن مدينتها، تُصبّر نفسها والألم يعتصر قلبها خوفاً من ضياع باقي حلمها للحصول على دورة في رياض الأطفال.

تسأل نفسها صباح كل يوم، “كيف أكمل وأنا صعبة في حفظ المواد الأدبية”. لكن تشجيع المعلمات واحترامهنّ لقسم الكبيرات واحتواء كل طيف حلم من أحلامهنّ هو الذي جعل فاطمة تستمر في دراستها بكل حبِّ.

توازن البيت والمدرسة

ولأن فاطمة حديثة العودة بالمقاعد الدراسية، ومطلوب منها حفظ دروسها بشكلٍ جيد، كانت تواجه صعوبات كبيرة في التوازن بين المدرسة والبيت، ولكن حبها للنجاح دفعها إلى التغلب عليها وترتيب المهم والأهم، خاصة أنها تتلقى يومياً سيلاً من التشجيع من قبل أهلها وزوجها وأبنائها وجميع صديقاتها.

نسبة %98

وتواصل فاطمة حديثها: كان هدفي من المدرسة هو أخذ شهادة الثانوية للتسجيل في دورة رياض أطفال في الجمعية فقط، ولكن إصرار الإنسان على النجاح جعلني أحقق مالم يكن في بالي، فقد نجحت بنسبة عالية ٩8% بتقدير ممتاز، وهذا جعلني أطمح لمستوى أعلى من الدورة، ألا وهو الدخول للجامعة وقد تحقق ولله الحمد.

الحلم يتحقق

النسبة المرتفعة التي حققتها فاطمة آل زواد في الثانوية العامة، أهلتها لأن تلتحق بالجامعة، وكان كل همها قبولها في، تخصص رياض الأطفال، والحمد لله تحقق ما أرادت.

تحديات الجامعة

وعن تحدياتها الجامعية تقول فاطمة: كثرة التكاليف التي كانت تُطلب منا في الجامعة تحدي جدًا كبير، خاصة أن التكاليف تحتاج أعمال يدوية، كنت ما بين حل التكاليف تحريراً، وعمل الأعمال اليدوية، والمذاكرة اليومية، والتحضير من جهة، والبيت من جهة أخرى ومتابعة الأولاد. ولكن كل هذا لم يكن عائقاً؛ بل الضغط جعلني أضع هدفاً أعلى، وهو النجاح بمرتبة الشرف، وليس فقط انتهاء مسيرتي الجامعية، لأن المسيرة التي وضعت نفسي فيها تتطلب تفوقاً غير عادي أبداً.

الطموح يكبر

وعن طموحها المستقبلي بعد التخرج الجامعي والتفوق تشير آل زواد إلى أنها ما زالت تطمح إلى الكثير، ولكنها حالياً  تسعى إلى نكون مربية وقدوة وقائدة يفخر بها المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×