الزامل: نحن أبناء النجوم.. والهندسة الربانية غيرت توجهات علماء ملحدين فتح نقاشا علمياً كونياً مع متسابقات أخلاق البر بطريقة التحليل الاستنتاجي

سيهات: شذى المرزوق
أدار الكاتب الصحفي نجيب الزامل نقاشاً علمياً كونياً مع متسابقات أخلاق البر بطريقة التحليل الاستنتاجي، مشيراً إلى دور العقل والعلم في الاستدلال على خلق الكون وخالقه، مؤكداً أن الانسان هو أضعف مخلوقات الله، ولكن الله تعالى مكنه بالعقل الذي يعد أعظم سلاح له ولا يقف أمامه أي عائق.
جاء ذلك خلال محاضرته التي نظمتها مسابقة أخلاق البر التابعة للجنة التنمية الإجتماعية بالقطيف في نسختها التاسعة مساء أمس، بعنوان “التعايش وتقبل الاختلاف مع الاخرين”.
النظرية الكونية
واستهل الزامل محاضرته بالنظرية الكونية القديمة “الانفجار العظيم”، وقال “إذا كان هنالك بدء فهنالك فاعل (بادىء)، فالبدء بخلق الكون يعني أن هذا الكون مخلوق بفعل فاعل، وهو رب هذا الكون الذي اتقن صنعه”.
ودعا إلى دراسة تاريخ الأرض بقوله “إذا لم نعرف تاريخ الكون فلن نصل إلى معرفة كيف وصلنا إلى مانحن عليه الأن، فمعرفة الوجود تاريخ،وتفاصيل هذا التاريخ تثبت وجود خالقه بطريقة علمية نستطيع من خلالها مناقشة حتى الملحدين”، مستشهداً بعدة أسماء علمية غيرت التاريخ بدراساتها.
النظرية النسبية
وبدأ الزامل بالعالم الألماني يهودي الأصل والذي كان ملحداً وصاحب أكبر عقل على وجه الكرة الأرضية على حد قوله “اينشتاين”.
واشتهمر اينشتاين بالنظرية النسبية للزمن، وعرفها الزامل هذه بأنها النظرية التي أضافت الزمن كبعد رابع، بالإضافة إلى الأبعاد المكانية الثلاثة “الوقت، المسافة، المكان”، مشيراً إلى أنه تم اعتماد الإطار العام لنموذج الانفجار العظيم على النظرية النسبية العامة لإينشتاين، وهي النظرية السائدة حول نشأة الكون، إلى جانب أنّها غيّرت المفاهيم الفيزيائيّة الأساسية بمافيها الوقت والزمن والمكان.
فلسفة العلوم
وأوضح الزامل الفرق بين الوقت والزمن، بكون الوقت له قياس محدد بينما لاقياس للزمن، كما الزمن له عمق باقي الأثر، وأضاف “يوجد لدينا الوقت المرتبط بمعاملاتنا اليومية والمحدّد باليوم والساعة والدقيقة، ويوجد أيضاً الزمنُ الذي لا يَقبَلُ القياس فلا مرجع فيه إلا صاحبهُ؛ فاللحظات فيه لا تتساوى، فهنالك لحظاتٌ مشرقة تساوي سنواتٍ من العدم، وهناك وقتٌ يمضي سريعاً وآخر ببطء لا يشعرُ به إلا صاحبه”.
وذكر الزامل أهمية فلسفة العلوم التي امتدت من أسئلة عن طبيعة الزمن الناجمة عن نظرية النسبية لأينشتاين، متضمناً ما إذا كان يمكن للعلم أن يكشف الحقيقة عن الأشياء الغير ممكن مراقبتها، مشدداً على أهمية ما لانرى وليس مانرى، وتابع “المهم هو ما لانرى وليس مانرى، وعليه قياس بأن الدماغ نراه، والعقل لانراه، والأهم هو العقل، وكذلك الجسد وأعضاءه باعتبارها ما نراه بينما الروح والتي لانراها هي الأهم، وعليه يقاس أيضاً علم الرياضيات بالمجهول والمعلوم، واعتباره عملية عقلية بحتة”.
حوارات كونية
وفتح الزامل المجال لنقاش المتسابقات وطرح الأراء والاستنتاج التحليلي، مبيناً أن الدراسات العلمية وخاصة نظرية الانفجار العظيم أدت إلى تغيير بعض من قناعات اينشتاين الدينية، وأثبتت أنه كان يعتقد بفرضية وجود إله انشأ الكون خاصة بعد مقولته الشهيرة “إن الله لا يلعب بالنرد”.
وفسر هذه المقولة لاينشتاين بأنها نتاج انبهاره بحصيلة العلوم التي استنتجها والتي تؤكد بأن هنالك قوى خلقت هذا الكون، وأن هنالك خالق لها، فالعالم لم يولد صدفة”.
العقل العلمي
وأثار الزامل تساؤلات حول بعض العقائد التي لاتتناسب مع المفكر صاحب العقل العلمي، وقال “كيف بدكتور عالم أن يؤمن بوجود اله يعطيه الحياة؟، كالشيفا لدى البوذيين، وكيف بالعقل العلمي أن يفكر بهذا المنطق؟”.
وأجاب الزامل على ذلك بقوله “غالباً العقائد لاتناقش، وهذا خلاف الملحد الذي لا يؤمن وتراه يتشعب في نقاشاته بأي شيء، بينما المؤمن ذو العقيدة الثابتة لا يحتاج لقوانين وضعية في هذا الإيمان، فيرى أنه مسؤول فيما يعمل ويميز مابين الفضائل والرذائل، ولا يتجاوز بعمله ليصل لمسببات العقاب الالهي”.
سر العبقرية
وعن الخيال العلمي، ذكر الزامل بأن الخيال هو سر العبقرية، فاسحاق نيوتن العالم الفيزيائي “والذي عُرِفَ بنظرية التفاحة والجاذبية”، صاحب خيال، وهذا الخيال الذي أوصله بالبحث إلى أن يكون أبرز عالم فيزيائي على مر العصور
واسترسل الزامل في نقاشه المفتوح قائلاً “نحن أبناء النجوم، فالمادة الكربونية التي تكونت منها النجوم هي ذاتها في أجسامنا “فتوحد الخلق في خلقه”، وهذه الهندسة الربانية والعظمة في الخلق غيرت توجهات علماء كانوا ملحدين كاينشتاين ومسيحين كنيوتن، ليؤمنوا بوجود خالق لهذا الكون.
وأضاف “على النقيض كان ستيفن هوكينغ العالم الفيزيائي الذي لا يؤمن بالرب وهو صاحب كتاب التاريخ الموجه للزمن والذي وضح فيه بطريقة تهكمية بأن الأرض تتمدد وتتوسع كبالون صغير كلما نفخته تباعدت الكواكب والمجرات فيه، ويقابله كتاب لغة الله الذي تحدى كاتبه فرانسيس كولينز أن يتم ادحاض وانكار مافيه من حقائق تعرب عن أن الله تعالى هو مصدر الحياة”.
علم الجينات
وأوضح الزامل أن عالم الجينات الحيوي كولينز كان أيضاً ملحداً لدرجة أنه كان يملك نادي الفكاهة الألهية، وهو منتدى علمي يضم مجموعة من أصحابه والذين كانوا يتناولون بعض المعتقدات الدينية بنوع من الفكاهه”.
وأضاف “تحول كولينز من ملحد إلى مؤمن بعد دراسة دقيقة في علم الأحياء الدقيقة قائلاً: رأيت الله يخاطبني في الخلايا”.
وشرح الزامل هذه الفكرة بتوضيح مبسط كون الخلايا هي اعجاز هندسي رباني نواته كنواة الكون وتفاصيله الدقيقة الاعجازية دفعت بملحد ككولينز إلى الايمان واصدار كتاب “لغة الله”.
وتم في ختام فعاليات المسابقة فعاليتها تكريم الكاتب والصحفي نجيب الزامل نظير تعاونه في تقديم هذه المحاضرة للمتسابقات”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×