نساء.. هنَّ وطن

عيده الهاجري

لم تكن المرأة بعيدة عن وطنها ولم يكن الرجل هو المتفرد في العمل على إنشاء الوطن أو القتال من أجله.

فالمرأة التي تهز المهد بيدها اليمنى ستهز العالم بيدها اليسرى، مقولة تجذب الانتباه و تشير لدور المرأة في تربية الأسرة وإنشاء الوطن ومع احتفاء مملكتنا الحبيبة بيوم التأسيس شدتني إحدى الصور حيث ظهرت فيها امرأة، فتبادر إلى ذهني تساؤل ماذا كان دور المرأة، كيف شاركت في دعم الدولة السعودية في أدوراها الثلاثة.

نبدأ بذكر التي أشارت على زوجها الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى باستقبال الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهي الجوهرة بن عبدالله بن معمر حينما نزل بأمانها أثناء محاولة حاكم العيينة الغدر به.

وكذلك التي ناصرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب موضي بنت أبي وهطان، وقامت بدعم الحركة العلمية في تلك الفترة من خلال تشجيعها طلاب العلم.

ونذكر السيدة صاحبة الدور الأول في حياة الملك عبدالعزيز عمته الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود فقد أحيت في داخله روح القتال و الحياة والعظمة، وهي صاحبة مقولة “عليك أن تحيي عظمة بيت ابن سعود”.

ونشير إلى المرأة التي يعرف الكل اسمها بسبب كونها عزوة لأخيها الملك عبدالعزيز وهي نورة بنت عبدالرحمن آل سعود شقيقة الملك عبدالعزيز، ومستشارته ومكمن سره، ولم يقف دورها عند هذا الحد، بل أسهمت في دعم التعليم، فتعلمت هي القراءة والكتابة، وقامت بتعليم الفتيات في خطة إعداد معلمات وكانت تقدم الجوائز لمن تنجح في تعلم القراءة والكتابة وتحفظ القرآن.

ولم يقتصر دور المرأة في بناء الوطن على دعم القادة بل نزلت إلى الميدان وقاتلت إلى جانبه وساهمت في حماية المقاتلين ومنهن: موضي البسام فقامت بإيواء العديد من المقـاتلين في معركتي الصريف والبكيرية بالقصيم وساهمت بتسلل المقاتلين بعد معركة الصريف إلى الرياض والكويت سالمين وآمنين، وبسبب قوتها وصلابتها قيل عنها “إن جاك ولد سمه موضي”، فكانت مضرب للمثل لشخصيتها القوية.

هناك من قاتلت بعد وفاة زوجها وناضلت لإنقاذ الوطن من العثمانيين وهي غالية البقمي، التي قاتلت ضد حملة محمد علي باشا على تربة، وقيل عنها بسبب مواقفها البطولية “أمست دار غالية خالية”.

وهناك من قدمت الدعم و ساندت الجيش في معاركه وهي مطيعة بنت جابر الخالدي، من نساء منطقة الجوف – شمال المملكة-، وقد استشهدت أثناء إحدى المعارك، وسلمى بنت سراي بن زويمل التي شاركت في معركة جراب 1333هـ /1914م ، فاستبسلت في القتال.

ولم يقف الدور عند الدعم والقتال، بل انتقل إلى التعليم فكانت المبادرة أمثال: هيا بنت صالح الشاعر، وهي صاحبة “كُتّاب الخطيبة هيا”، وهو أشهر الكتاتيب في منطقة حائل لتدريس القرآن الكريم في أربعينيات القرن الرابع عشر الهجري، ونورة بنت سليمان الرهيط، فبرغم صغر سنها وهي ابنة السادسة عشرة؛ فتحت كتاباً في منزلها، وتعد من الأوائل اللاتي بدأن مسيرة التعليم النظامي في مدينة عنيزة.

هؤلاء النساء مما استطاع التاريخ ذكرهن أو الإشارة إليهن ورصد جزء من جهودهن، لكن المرأة كانت أماً وزوجة وابنة ربت ووجهت، وكانت الداعم الأول في حياة ابنها وزوجها وحفيدها الذين شاركوا في القتال أو بناء هذا الوطن.

واستكمل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان  في رؤية المملكة ٢٠٣٠ دعم المرأة و تمكينها وجعلها عنصراً فاعلاً في المجتمع، و شريكاً في بنائه؛ فتم تعيين نساء في مناصب قيادية؛ نذكر منهن: السفيرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود في واشنطن، و آمال بنت يحيى المعلمي، سفيرة المملكة في النرويج، د. ‏تماضر الرماح نائباً لوزير العمل والتنمية الاجتماعية، ود. إيمان المطيري مساعداً لوزير التجارة والاستثمار، د. لبنى الأنصاري عضو مجلس الشورى، وشغلت منصب مساعدة لرئيسة منظمة الصحة العالمية، وكذلك د. سمر بنت جابر الحمود، استشارية جراحة أورام القولون بمستشفى الملك فيصل التخصصي التي اختيرت من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، لتكون رئيسة للجنة تحكيم الأبحاث العلمية في ميدان السرطان..

وهناك غيرهن من الشخصيات التي بفضل سياسة التمكين و رؤية ٢٠٣٠  ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود و تحفيزه لتكون المرأة السعودية مثالاً يُحتذى به بين نساء العالم وشخصيات يشار إليها بالبنان بفضل إنجازاتها و تميزها.

فعشت يا وطني بنسائك ورجالك ودمت موطن للعز والفخر والأمجاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×